في خطاب « السيّد» الذي لم يستهو جمهوره…

لا شك أن حزب الله بات محترفا في عمليات التعبئة والتحشيد، فلم يكد ينهي السيّد حسن نصرالله عصر أمس خطابه الذي ألقاه “تضامنا مع اليمن المظلوم”، حتى قام عدد من المنتسبين لحزب الله وأنصارهم بمسيرات جوّالة في بعض المناطق المنتقاة، يحملون يافطات معدّة سلفا تؤيّد كلام سيّدهم الداعم لسيّد اليمن عبدالملك الحوثي وجماعته المدعومة بدورها مالا وسلاحا من ايران.

اللافت أن أكثر الناس في الضاحية الجنوبية حيث نقيم بدت ولأوّل مرّة غير مكترثة بالخطاب اليمني للسيّد نصرالله، قلّة من جمهور مناصري الحزب من غالب نفسه وتابع الخطاب حتى نهايته، فلم يتجمع هؤلاء كعادتهم في المنازل والمقاهي حول التلفزيونات لمتابعة خطاب “سيّد المقاومة”، لقد بقيت الأمور طبيعية وكأن أحدا لا يعنيه موضوع الخطاب.

صاحب محلّ السمانة الذي اعتدت ان اشتري منه حاجياتي لم تتسمّر عيناه على شاشة التلفزيون كعادته متابعا خطاب السيّد حسن، كان حينها يتحدّث مع أحد جيرانه من أصحاب المحلات، تاركا السيّد صورة بلا صوت على الشاشة، تعمّدت أن أشير له بتعجّب لافتا نظره أن السيّد مباشرة الآن على الفضائيات! فأجابني “انه يتحدّث الان عن اليمن …لا شيء مهم” !

طبعا، فالحديث الذي تابعته بينه وبين جاره عن “الضيعة”،وعن موسم الزيتون الذي سوف يكون أفضل من العام الفائت بسبب وفرة الأمطار هذه السنّة هو أهم بألف مرّة من خطاب السيّد الذي يتحدّث فيه عن بلد يبعد عنا آلاف الكيلومترات، لا نملك أن نغيّر من أمر ما يحدث فيه شيئا، أو أن نؤثّر في سلطة ونفوذ الدول الإقليمية المحيطة به.

السابق
حملة تشجير في ابل السقي
التالي
رسالة من مواطن جنوبي إلى السيد حسن نصرالله