كيف يتكلّم الناس عن حروب لبنان؟

40 عاماً ولا يعرف اللبنانيون التكلم عن الحرب. 40 عاماً ولا تزال الأفكار المسبقة والمعلومات المتوارثة “تغزو” عقول الشباب من دون تحليل او معرفة، اذ يبقى الانتماء السياسي او الفكري هو العامل الاول لكيفية اختيار قراءة اخبار الحرب وتاريخها.

هذا الواقع دفع بـ”المركز الدولي للعدالة الانتقالية”، وهو منظمة دولية غير حكومية، الى اعداد سلسلة تقارير عن حروب لبنان، بعنوان: ” كيف يتكلم الناس عن حروب لبنان؟”.
هذه التقارير صدرت في ثلاث دراسات، حملت الاولى منها عنوان: “دراسة حول رؤية سكان بيروت الكبرى وتطلعاتهم”.
تعرض هذه الدراسة بيانات نوعية جمعها المركز حول طريقة مقاربة الأفراد في بيروت الكبرى لحروب لبنان، والحاجة إلى الحقيقة والعدالة، ووضع حد لأعمال العنف.
وركزت الدراسة على خمسة احياء من بيروت الكبرى، بهدف الحصول على آراء اكبر فئة من السكان: شباباً ومسنين، رجالاً ونساءً، أعضاء من الطوائف الرئيسية، فلسطينيين، وضحايا مباشرين وغير مباشرين للعنف.
انما المفارقة ان الدراسة كشفت ان “الحرب لم تنته”، (هذه العبارة جاءت على لسان غالبية المستطلعين)، وأن “لبنان بعيد عن أي عملية تحوّل فعلية، بسبب حالة عدم الاستقرار الإقليمية ونقص الإصلاحات المؤسساتية”.
والخطورة ان الدراسة لفتت الى “انعدام الثقة العامة بالقيادة السياسية الحالية والبنى الحكومية القائمة للقيام بإصلاحات حيادية وفعالة”.
لقراءة كل الدراسة، اضغط على: https://www.ictj.org/ar/publications
اما الدراسة الثانية فتعتبر الاهم، لكونها تلامس الواقع اللبناني بشكل مباشر، وهي تحمل عنوان: ” عدم التعامل مع الماضي: اي تكلفة على لبنان؟”.
تتناول هذه الدراسة حالة الإفلات من العقاب في لبنان والتدابير التي اتخذتها الحكومات اللبنانية المتعاقبة لمعالجة الانتهاكات الجسيمة عبر المحاكمات، او بالاحرى اللا تدابير، فضلا عن محاولة الاصلاح المؤسساتي والبحث عن الحقيقة ومعالجة الضرر منذ العام 1990، والاسباب التي لم تسمح لهذه التدابير في معظم الأحيان من تأمين حقوق الضحايا.
وربما اقوى مثال على ذلك استمرار ازمة المعتقلين اللبنانيين والمفقودين والمخفيين قسرا، اذ فشلت كل الحكومات حتى الان من وضع تصوّر جدي وعملي لانهاء هذه القضية الانسانية، على الرغم من التحرك المستمر للجمعيات الاهلية والانسانية المعنية.
لقراءة كل الدراسة، اضغط على: https://www.ictj.org/ar/publication/Impunity-Lebanon

وتأتي الدراسة الثالثة لتشكلّ مسحا شاملا عن الانتهاكات الخطيرة. اذ تجمع
معلومات حول مئات انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في لبنان بين الـ 1975 و2008.
وتعتبر هذه الدراسة المبادرة الأولى لتجميع التقارير المتوافرة حول العنف السياسي في مكان واحد، ومن مصادر مختلفة ابرزها الصحف والمجلات وتقارير عدة وسجلات أخرى.
وتأتي هذه الدراسة نتاج طاولة مستديرة ومنشورات صدرت من بعدها، وشكلّت جزءًا من مشروع امتدّ على اعوام عدة، وحمل عنوان: “معالجة إرث النزاعات في مجتمع منقسم”.
هدف هذا المشروع إلى دعم النقاش حول إرث العنف السياسي في لبنان، وموّله الاتحاد الأوروبي لعامين، فيما تابعت ﻤﺅﺴﺴﺔ “ﻓﺭﻴﺩﺭﻴﺵ ﺇﻴﺒﺭﺕ” هذه المهمة في العام الاخير.

(النهار)

السابق
بالفيديو: هيفاء وهبي بملابس شبه عارية مع حبيب جينيفر لوبيز
التالي
عائلات الطريق الجديدة نوهت بالمواقف الجريئة والحازمة لوزير الداخلية