عاصفة الحزم.. كرباج المملكة الغليظ

عاصفة الحزم
"عاصفة الحزم" في اليمن، ظاهرياً، هي ضربة عسكرية أليمة لأتباع الإنقلابيين الحوثيين، اما بالشكل الباطني، فهي ضربة قاسمة وموجعة، نزلت كالصاعقة على راس نفوذ ومصالح طهران، وانكشاف تزلف اسطورة "حرسها الثورجي"، وصواريخه الكرتونية، ومناوارته التمثيلية الركيكة، التي كانت فقط من اجل ترهيب الأمة العربية.

تقود المملكة العربية السعودية، حملة عسكرية جوية على اليمن، ضد “انصارالله” الحوثيين، والقوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المدعومين من إيران، من اجل وقف تقدمهما باتجاه مدينة عدن في الجنوب، المطلة على باب المندب الاستراتيجية. وهذه الحملة التي تقودها المملكة السعودية تحت عنوان “عاصفة الحزم”، على رأس تحالف قوامها نواة من سلاح الجو التابع لمعظم دول الخليج العربي، باستثناء سلطنة عمان، وبمشاركة سلاح الجو المغربي والسوداني والاردني، وبتأييد سياسي كبير مصري وبكستاني، بعد ان ابدى الاخيران استعدادهما للتدخل عسكرياً لجانب المملكة، كما اعلنت واشنطن الوقوف لجانب المملكة وتقديم دعم لوجستي واستخباراتي لعملية “عاصفة الحزم” العسكرية في اليمن.

“عاصفة الحزم” العسكرية هذه، التي تقودها المملكة العربية السعودية وبعزم، ضد الحوثيين في اليمن، بعد سعيهم بالتمدد في انحاء البلاد، وانقلابهم على السلطة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي، عبر الدعم الايراني المفتوح لهم، بعد ادعاءات الحوثيين المتسترة، بحجج ومطالب سياسية واجتماعية عدة كاذبة، ولكن في حقيقة الأمر، جماعة “انصارالله” الحوثيين، ليسوا إلا مجموعة أدوات طيعة للحرس الثوري الإيراني، لا تخدم إلا مصالح ايران العليا، من أجل تحقيق حلم الاخيرة القديم الجديد، وذلك باعادة احياء امجادها الامبراطورية، الشاه الشاهية الاستعمارية، بهدف اسقاط او اخضاع جميع العواصم الخليجية بشكل عام والرياض بشكل خاص، لأمرة الملالي في طهران، وذلك من بوابة اليمن.

هذه العاصفة، التي حزمت امر العرب، بعد ان وحدتهم، لتشكل بداية قرار عربي حازم وجازم، مهمتها في اعادة التوازنات على الساحات العربية، خصوصا تلك التي تشهد توترات سياسية وأمنية وعسكرية، ولجم تعديات واستباحات وانفلاش ايران لسيادة الدول العربية، بعد بروز رأس حلم إمبراطوريتها التوسعية من الخليج الى المتوسط.

“عاصفة الحزم” هذه كرباج المملكة العربية السعودية الغليظ، أنهى أحلام ايران الفارسية، باحتلال اليمن والسيطرة عليها، بعد انكشاف اسطورتها العسكرية الكاذبة، التي لا تعتمد ولا تحارب الا عبر اتباع او اجراء لها، مثل “حزب الله” في لبنان، و”عصائب اهل الحق” في العراق، و”انصارالله” في اليمن.

Bravo إيران، على سياستك الركيكة الفاشلة الخرقاء، Bravo، بعدما ايقظتي المارد العربي، بسبب حقدك على العرب وزعزعة امنهم عبر خلاياك الارهابية. Bravo وهنيئاً لك، وبذكائك الخارق، باستفزازك لمشاعر مليار مسلم سني في العالم، توحدوا ضدك وضد اتباعك، بسبب المؤامرات المذهبية والطائفية العمياء، النابعة او القادمة من الملالي جهال الدين والسياسة في طهران. Bravo طهران، واحسنت صنعاً بتدخلك في شؤون اليمن، ما سببت لنفسك ولاتباعك بصفعة عسكرية مؤلمة، بعدما اصبحتي منعزلة ووحيدة، وبموقع العجز والضعف، امام اي رد على تلك الصفعات، بعدما تلقيتيها من وحدة العرب والمسلمين.

ايران التي حثت وساعدت اتباعها الحوثيين في اليمن بتشجيعهم على الانقلاب على الشرعية، عاجزة تماما عن مساعدتهم، باستثناء الصراخ والعويل والاستنكار، موجهة اصابع الاتهام الى المملكة العربية السعودية، بالتدخل في شؤون اليمن لصالح الشرعية ضد المتمردين، متناسية ايران، انها هي ايضا مع الشرعية في سورية ضد المتمردين، ولكن معادلة “إيرانتاين”، هي دائماً ان الحقوق الحصرية للتدخلاتها في شؤون الدول العربية وزرع الفتن والقلاقل والقتل في البحرين والعراق وسورية ولبنان واليمن، هو من اختصاص جنرالها العظيم قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، وان التدخل في سورية حلال لها، والتدخل في اليمن حرام على غيرها.

هذه هي طهران الملالي في الجمهورية الإيرانية، بشعاراتها الرنانة والمزيفة، تحرم على غيرها وتحلل لنفسها، تدعي بحسن الجوار، وتجاهر على انها مع المستضعفين، وضد المحتلين، وتستنكر الاحتلالات، ولكن في الوقت نفسه، هي اكبر من مارس الاستكبار على المستضعفين، الاحتلال والجبروت على الشعوب، لو ايران لديها النية الحسنة، لانهت اولاً احتلالها للجزر الامارتية الثلاث، أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى، لتوقفت ثانياً عن القتل في سورية، عبر ادواتها في “حزب الله”، وامتنعت عن نشر الفتن والتعصب المذهبي والقلاقل، وزرع الخلاية الارهابية في العراق والبحرين، اما ثالثاً، لتوقفت عن استعمال الساحة اللبنانية، كصندوق بريد لارسال الرسائل الامنية والعسكرية، عبر موزعها الخاص “حزب الله”، ومن الممكن في الايام القادمة، وتغطية لفشلها الذريع في اليمن، ان تمرر بعض الرسائل الامنية والسياسية من لبنان.

إيران الملالي الفارسية، التي لا تنظر الينا، إلا بطريقة الإستعلاء والفوقية، وتظن نفسها مرجعاً لكل المسلمين وسيدة علينا، متناسية أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم)، كان عربياً وسيد العالمين، والقرآن الكريم أنزل عربياً، ولا يقرأ إلا باللغة العربية، وأن قبلة المسلمين، موجودة على أطهر أرض عربية في مدينة “مكة المكرمة” بالمملكة العربية السعودية، و”مكة المكرمة” هي قبلة المسلمين جميعاً، “شيعة وسنة”، عرباً وعجماً، سواء إن رضيت أم لم ترض إيران الفارسية، والويل لها، إن حاولت التعدي على العرب، وعلى أرضهم وكرامتهم، فسنقتلها كما قتلنا رستم ورب الكعبة.

السابق
جنبلاط : لاستمرار الحوار السياسي من دون ربط المسارين اللبناني والسوري
التالي
بالصور حريق بمستودع الموسوي بحي السلم في ضاحية بيروت الجنوبية