حوار «حزب الله»ـ«المستقبل» يهتزّ.. وعون: سأواجه التمديد في قيادة الجيش

ميشال عون

كتبت صحيفة “السفير” تقول : لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والتسعين بعد المئتين على التوالي.

لا يزال العبث السياسي يملأ مساحة واسعة من الفراغ، فيما تصر بعض القوى الداخلية على الاستمرار في إنتاج أدبيات قديمة، تعود لمرحلة ما قبل تفاقم خطر التطرف التكفيري، وما يرتبه من إرهاب عابر للحدود.

وحتى “شمعة” الحوار بين “حزب الله” و “تيار المستقبل”، تكاد تترنح بفعل عصف المواقف الحادة التي تتطاير من هنا وهناك، فيما يهدد التجاذب السياسي بالتمدد أيضا نحو موقعَي قيادتَي الجيش وقوى الأمن الداخلي، تحت وطأة الخلاف حول خيار التمديد للعماد جان قهوجي واللواء ابراهيم بصبوص.

ولعل الرئيس نبيه بري أعطى إشارة بليغة إلى انحدار واقع الدولة ككل بقوله أمام زواره أمس إن لبنان يواجه “داعش” الإرهابي على الحدود، و “داعش” السياسي في الداخل، حيث يوجد انتحاريون يفجرون أنفسهم بالنظام اللبناني ومؤسساته، “وإلا كيف يمكن أن نفسر ما آلت إليه أحوال رئاسة الجمهورية، ومجلس النواب، ومجلس الوزراء”.
وأبدى بري استياءه من كلمة الرئيس فؤاد السنيورة خلال مؤتمر قوى “14 آذار”، معتبرا أنها لا تنسجم مع مناخات الحوار.

الحوار يهتز؟

ويبدو أن كلمة السنيورة معطوفة على مضامين خطاب الرئيس سعد الحريري في “البيال” ومواقف متفرقة لبعض نواب ووزراء “تيار المستقبل” ضد “حزب الله”، قد بدأت تثير في أوساط الحزب تساؤلات حول جدوى مواصلة الحوار مع “المستقبل” في ظل هذا المناخ، وحول قيمة القرارات التي تتخذ لتنفيس الاحتقان المذهبي، ومنها نزع الصور والشعارات الحزبية، ما دام التحريض مستمرا عبر المنابر.

ومن الواضح، أن هذه التراكمات أنتجت توجها لدى الحزب بعدم إمكانية قبول الاستمرار في المعادلة الحالية وهي: حوار إيجابي في الغرف المغلقة، وحملات عنيفة خارجها.
وفي موقف لافت للانتباه يحمل رسالة واضحة إلى “المستقبل” بأن الكيل طفح، قال رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أمس: لا نفهم معنى أن ندخل في حوار وتبقى ألسنة السوء تتطاول على المقاومة ومشروعها، فإما أن نخوض حوارا وسط أجواء هادئة ومنضبطة، وإما أن نعرف مع مَن نتحاور وما هو حجمهم وتأثيرهم حتى في داخل تنظيمهم وكتلتهم النيابية والسياسية، وهذا الأمر لا يمكن أن يستمر، فنحن نسكت ونصبر ونترفّع عن أن نطل على الإعلام بتصريحات أو بسجالات، ولكن إلى متى التمادي؟ نحن دخلنا إلى الحوار لنتصارح ونتفاهم على النقاط التي يمكن التفاهم عليها، فلماذا تشتموننا في الخارج، هذا أمر غير مقبول، فإمّا أن تلتزموا بالحوار أو دعونا نذهب كل واحد منّا في حال سبيله.

التمديد لقهوجي وبصبوص

في هذه الأثناء، يقترب مع مرور الوقت، استحقاق بت وضعية قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، إما تمديدا لهما، وإما تعيينا لاسمَين جديدَين، وسط انقسام بين وجهتَي نظر: الأولى، تعتبر أنه إذا تعذر حصول التعيين، فلا بد من التمديد لتفادي الفراغ في المؤسستَين الضامنتَين للحد الأدنى من الاستقرار الداخلي، والثانية، ترى أن الحكومة تستطيع، لو امتلكت الإرادة السياسية، تعيين قائد للجيش ومدير عام للأمن الداخلي، وأن أي تمديد يشكل مخالفة للقانون والأصول، ومن شأنه أن يؤثر سلبا في معنويات الضباط في المؤسستَين.

وردا على سؤال حول موقفه من احتمال التمديد لقائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، أوضح بري أن الأولوية لديه هي للمحافظة على انتظام المؤسستَين العسكرية والأمنية، “فإذا تعذر التعيين لسبب أو لآخر، لا مانع لدي في التمديد الاضطراري، لأن الأساس هو استمرار عمل هاتين المؤسستَين ومنع الفراغ من الزحف إليهما، لا سيما أنهما تخوضان في هذه المرحلة مواجهة مفصلية مع الإرهاب”.

وتعليقا على رفض البعض خيار التمديد، قال: حسنا.. عليهم أن ينتخبوا سريعا رئيس الجمهورية، وعندها لا يتم فقط تعيين قائد للجيش ومدير عام لقوى الأمن، بل أيضا ستنتظم كل المؤسسات وستستعيد الدولة جزءا كبيرا من عافيتها.

عون: سأواجه التمديد

في المقابل، قال العماد ميشال عون لـ “السفير” إن احتمال التمديد لقائد الجيش وللمدير العام لقوى الأمن الداخلي هو من الأمور التي لا تحتمل أن تكون موضع تسوية أو توافق، لأنه لا مجال لحل وسط بين القانون والشواذ، وبالتالي فإن الأصول تقتضي تعيين ضابطَين جديدَين في قيادتَي الجيش وقوى الأمن عند انتهاء ولاية من يشغلهما حاليا، والمسألة هنا مبدئية تماما ولا علاقة لها بالأسماء.

وشدد عون على أن أي تمديد إضافي ينطوي، كما سبق، على خرق فادح وفاضح للقانون، مؤكدا أن قرارا بحجم تمديد عمل قائد الجيش أو مدير عام قوى الأمن الداخلي ليس من صلاحية وزيرَي الدفاع والداخلية حصرا، بل هو شأن يخص الحكومة التي يعود لها وحدها الحق في أن تقرر التمديد من عدمه.
وأكد في ما يتعلق بالتمديد لقائد الجيش تحديدا، أن هذه المسألة هي خارج نطاق صلاحيات وزير الدفاع، و “مش شغلتو”.
وأضاف: نحن في موقع المسؤولية مثل الآخرين، وشركاء في الحكم. هم مع التمديد ونحن ضده.. فلماذا يؤخذ برأيهم ولا يؤخذ برأينا، علما أن رأيهم مخالف للقانون، بينما رأينا منسجم معه؟
ورأى عون أن الحكومة الحالية التي تضم معظم الأطراف الداخلية قادرة، وبرغم غياب رئيس الجمهورية، على تعيين قائد للجيش ومدير عام للأمن الداخلي، داعيا إلى الكف عن الهروب إلى الأمام.
وبلهجة قاطعة، قال عون: سنواجه أي محاولة لفرض التمديد، وسنسعى بكل حزم إلى منع تمريره.. وما دمنا في الحكومة، لن يصبح الشواذ قاعدة.

قهوجي: لا تهاون

إلى ذلك، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، أمام زواره، أن الوضع الداخلي ممسوك ومريح أكثر من أي وقت مضى، بفضل الجهوزية العالية للجيش وسهر العسكريين على ضبط الأمن.
وقال: لا خوف على لبنان بوجود الجيش العصي على الانكسار، والعازم على الاستمرار في الحرب ضد الإرهاب ومنع المجموعات الإرهابية من اختراق الجسم اللبناني، والجيش سينتصر.
وأضاف: لن نتهاون مع أي يد تركت بصماتها على أجساد شهدائنا وفي نفوس أهاليهم، ولن نفرط بالعدالة الكفيلة وحدها بكشف الحقائق وضمان حقوق الجميع. أضاف: أبناء المؤسسة العسكرية هم ابنائي، ودماؤهم خط أحمر.. وقراري حازم وصارم: لا تسوية على دماء الشهداء

السابق
«حزب الله» لـ«المستقبل»: لماذا يستمر الحوار؟
التالي
لهجة تصعيدية بين«المستقبل وحزب الله»…وجنبلاط يحتقر كيري