ما هو سبب هدوء رهائن «داعش» قبل إعدامهم؟

روى “صالح”، المترجم السابق لدى تنظيم “داعش”، لمحطة “سكاي نيوز”، أن الرهائن يخضعون روتينياً لعمليات إعدام وهمية ويتم إيهامهم زوراً بأنهم بأمان. ثم عندما يحين موعد إعدامهم الفعلي، يعتقدون أنها مجرد عملية وهمية أخرى.

وكشف صالح أنه خلال محادثاته مع “الجهادي جون” – الذي يقول إنه في الواقع محمد الموازي، البريطاني البالغ من العمر 26 عاماً الذي يُشتبَه بأنه الشخص الذي نفّذ إعدام العديد من الرهائن الأجانب – طُلِب منه أن يقول للرهائن: “لا تقلقوا، نفعل هذا فقط من أجل التصوير، لن نقتلكم، نريد من حكومتكم أن تتوقّف عن ضرب سوريا. ليست لدينا أية مشكلة معكم، أنتم فقط زوّار عندنا”.
أضاف صالح أن عناصر التنظيم نفّذوا عدداً كبيراً من عمليات قطع الرؤوس الوهمية إلى درجة أنها أصبحت أمراً طبيعياً، ما يجعل الرهائن يعتقدون أنهم لن يموتوا.

وكشف المترجم السابق أيضاً أن التنظيم أطلق أسماء عربية على الرهائن لجعلهم يشعرون بأنهم موجودون بين أصدقاء – مثل المصوّر الياباني كنجي غوتو الذي أُطلِق عليه اسم “أبو سعد”، ما جعل غوتو يشعر “بالاسترخاء”، بحسب صالح الذي روى في المقابلة: “ربما لم يستطيعوا أن يلفظوا اسم كنجي غوتو، لذلك أطلقوا عليه اسم أبو سعد. لكن عندما كانوا ينادونه أبو سعد، كان يسترخي على الفور”.
أضاف: “كانوا يقولون للرهائن دائماً: ‘هذا مجرد تمرين (بروفه)، لا تخافوا’. وعنما يقرّرون قتل الرهينة بالفعل… لا يكون مدركاً لذلك. ويفرضون بالتأكيد على الرهينة أن يردّد الرسالة الآتية: ‘أعيش مع داعش وسوف أبقى معهم'”.

تأتي هذه المعلومات وسط التكهنّات عن الأسباب التي جعلت بعض الرهائن، مثل الصحافيَّين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، وعمال الإغاثة البريطانيين ديفيد هينز وبيتر كاسيغ وآلان هنينغ، والياباني هورونا يوكاوا، يبدون هادئين جداً لدى مخاطبتهم حكوماتهم في مقاطع الفيديو الترويجية التي يبثّها تنظيم “داعش”.

وكشف صالح أيضاً أن الموازي هو من العناصر الأكثر احتراماً في التنظيم الإرهابي بسبب استعداده لقتل الأجانب.

وفي هذا الإطار، قال صالح لمحطة “سكاي نيوز”: “جون هو الزعيم الكبير… هو من يصدر الأوامر – والآخرون ينفّذون”.

السابق
الديالكتيك المخادِع في سوريا
التالي
سر القبلة وأحمر الشفاه على خد راغب علامة