سلام: لا إمكان للتنسيق الأمني مع سوريا

كتبت “النهار” تقول: أمس كانت ذكرى 8 آذار و”شكراً سوريا”، وتحل السبت المقبل ذكرى ولادة قوى 14 آذار. عشر سنين والانقسام لا يزال سيد الموقف على رغم الحوارات القائمة لكسر اصطفاف زاد متانة بفعل ازدياد الانقسام الاقليمي وتعمق التمحور بين دول الخليج من جهة، وإيران وسوريا من جهة أخرى، مع ما يعكسه هذا النزاع على الواقع اللبناني، والذي أدى الى تأخير استحقاق انتخاب رئيس جديد للدولة، على رغم المواعيد المتكررة لجلسات انتخاب تفتقد النصاب، وهو المصير الذي ستلقاه جلسة جديدة بعد غد الاربعاء.

واذا كانت الحكومة تجهد لتخطي عقباتها، فإن الامن وحده يحقق إنجازات، فيما الجيش يترقب الربيع الذي أطلت بشائره أمس، وعلمت “النهار” ان الخطة الدفاعية الوقائية التي انطلقت بتحصين مواقع متقدمة في تلال رأس بعلبك، سوف تستكمل بإجراءات جديدة تقي لبنان أي مغامرات قد تدخل في مخططات الارهابيين القابعين على الحدود وفي جرود عرسال اللبنانية.

وفي معلومات مستقاة من مصادر في “الجيش السوري الحر” ان “إمكان الدخول في معارك مدن بات مستحيلاً لدى التنظيمات المسلحة في القلمون: “داعش” غير قادر على تهديد لبنان، أما “النصرة” فكانت واضحة في أن وجهتها الداخل السوري، لكن الأكيد أن معارك المكامن ستستمر”. واعتبرت أن هناك “افراطاً اعلامياً في اثارة ضجة حول التنظيمين”، متوقعة انتهاء “قوة “داعش” في الجرود خلال أشهر، إلا اذا تلقى الامداد والعديد من سوريا، فالتنظيم يحاول منذ فترة ارسال مقاتلين إلى الجرود لكنهم يصطدمون بحواجز النظام السوري”.

وفي الداخل، غداة احالة الارهابي في “داعش” ابو حارث الأنصاري، أحال الجيش السبت حسن محمد جميل حربا على القضاء العسكري لانتمائه الى تنظيم ارهابي وترؤسه مجموعة مسلحة ومشاركته في الاعتداءات على حواجز الجيش في وادي الحصن ووادي حميد ووادي سويد وضلوعه في عمليات تفخيخ عبوات وسيارات وزرعها واستهداف أشخاص وقتل سوريين وسط ترجيحات انه ينتمي الى “جبهة النصرة”.

سلام
ورأى رئيس الوزراء تمام سلام أمام زواره أمس “ان النجاحات المستمرة للجيش اللبناني في الفترة الاخيرة تعود الى التسليح الذي يجري تأمينه بشكل مستمر والى التلاحم اللبناني الكبير الذي يتمثل بالتفاف القوى السياسية والمواطنين حوله والاستقرار الذي ننعم به، وهذه كلها عناصر رفعت معنويات القوى المسلّحة والجيش في مقدمها. فالمليار دولار التي كلّف الرئيس سعد الحريري الاشراف على إنفاقه يجري تنفيذ إنفاقه بوتيرة سريعة، أما الثلاثة المليارات التي جرى الاتفاق مع فرنسا في شأنها فقد أعلنت باريس أنها ستسلّم الدفعة الاولى من الاسلحة المشتراة في 4 نيسان المقبل وفق برنامج متفق عليه مع قيادة الجيش يستمر سنوات”.

وأفاد أن الانطلاقة الجديدة للحكومة فرضها “الوضع الاستثنائي والفراغ الرئاسي مما اقتضى مقاربة العمل في مجلس الوزراء بما يؤدي الى الالتفات الى قضايا الناس علما أن الحكومة عملت على تحصين الجبهة الداخلية مما وفّر الاستقرار والجهوزية الامنية بمواكبة من الحوار السياسي الذي بدّد أجواء التشنج في ظل أوضاع إقليمية غير مستقرة لا سيما في الجوار السوري”.

وعما يقترحه البعض من تنسيق أمني بين لبنان وسوريا قال: “في ظل سياسة النأي بالنفس لا إمكان لمثل هذا التنسيق، لكن الاجراءات الامنية المتخذة على مستوى الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام كفيلة بأن تساعد في مواجهة الارهاب”.
ويذكر ان الوزراء تسلموا السبت جدول جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل وهو يتضمن 142 بنداً بينها 100 مرسوم للتوقيع.

حوار عون – جعجع
على صعيد آخر، من المتوقع ان يعيد حزب “القوات اللبنانية” ورقة البحث المعدة الى “التيار الوطني الحر” غدا الثلثاء، كما صرح لـ “النهار” نائب رئيس “القوات” النائب جورج عدوان الذي اشار الى ان “هناك ورقة فيها 17 نقطة ارسلت الينا، وهي ثمرة اوراق “رايحة وجاية” ومصححة ومنقحة، وضعنا عليها ملاحظاتنا وسنعيدها الى التيار خلال 48 ساعة”.

ولدى سؤاله عن صدور الوثيقة قريبا، أجاب: “لا اعتقد. ربط الحوار بتواريخ ولقاءات وشكليات ليس دقيقا. نحن نريد حوارا دائما ومستمرا، قد نختلف على نقاط ونلتقي على اخرى، لكن اختلافنا لن يوقف العلاقة الصحية التي نفتش عنها مع التيار”.

ولاحظ ان “الرئاسة ليست امراً يتعلق بالشخص فقط. في ظل الاصطفاف الحالي، وفي نظرة العماد عون الى “حزب الله”، هناك خلاف سياسي جوهري بيننا.”القوات اللبنانية” التي ناضلت في كل تاريخها، وفي السنين العشر الاخيرة، ضد “ورقة التفاهم” بين عون والحزب، على اي اساس ستؤيده؟ هذا غير منطقي. ومن يعتقد ان مسألة رئاسة الجمهورية، صفقة تقاسم حصص وتبادل مصالح ومقاعد، يكون لا يعرف “القوات” ولا مسارها”.

الحريري
في غضون ذلك، استرعت الانتباه زيارة الرئيس سعد الحريري القاهرة ولقاؤه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤكدا “أن الاعتدال هو مواجهة كل أنواع التطرف وليس نوعا واحدا من التطرف. فالتطرف موجود، إن كان التطرف الإيراني أو التطرف الذي نراه لدى “داعش” و”النصرة”. وتحدثنا كذلك عن مواجهة لبنان للإرهاب، وكان هناك تمن عند الرئيس السيسي لحصول انتخاب رئيس للجمهورية”.

وسئل الحريري: في ظل الحديث عن التمدد الإيراني، هل تطرقتم إلى هذا الأمر وسبل مواجهته؟ فأجاب: بالطبع وأكدنا أن لا شك في أن هناك أخطارا محيطة بالعالم العربي اليوم ويجب وضع استراتيجية عربية لمواجهة كل هذه الأخطار. وأقول بصراحة إنه في موضوع إيران لدينا ملاحظات ولكن هذا لا يعني أننا ضد إيران. نحن نريد أن تكون علاقاتنا بإيران لمصلحة لبنان ولمصلحة إيران معا، وليس لمصلحة إيران فقط”.

السابق
صاحب محل سمانة في برج حمود قتل شخصا في محله ثم انتحر
التالي
«داعش»يتقهقر في الجرود.. ومبايعات من دون ولاء