المسيحيون يريدون حكومة تصريف اعمال حتى انتخاب الرئيس

ابراهيم كنعان وملحم رياشي

كتبت”الديار” تقول: هناك فريق اعلن بأنه يريد الحكومة حكومة تصريف اعمال حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وفريق آخر يريدها ان تحكم وتتخذ القرارات.

المسيحيون لا يريدون تثبيت عرف على حساب الدستور، وهو ان تحكم حكومة في ظل فراغ رئاسي على مستوى رئاسة الجمهورية التي يتولاها شخصية مارونية، ذلك ان المسيحيين يريدون اولا ان تجرى الانتخابات الرئاسية قبل التفكير بمصير الحكومة واعمالها وآليتها واعطاء الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، بينما هناك فريق يريد ان تحكم الحكومة وكأن رئيس الجمهورية موجود حتى ولو لم يكن موجوداً، وان الفراغ لا يجب ان يؤثر على الحكومة وعملها وكأن الرئيس الماروني موجود وهي تحكم بظله.
رئيس الجمهورية يقسم اليمين للحفاظ على الدستور، فماذا اذا خالفت الحكومة الدستور في ظل شلل المجلس النيابي والسلطة التنفيذية، كذلك فان الواقع في ظل عدم انتخاب الرئيس يجعل الحكومة مشلولة والبلد كله مشلولاً.

الفريقان على حق، فانتخاب رئيس امر ضروري واساسي للبنان، لذلك لا يجب تعطيل البلاد اذا لم يتم انتخاب الرئيس، وفي صراع المنطق بين منطقين، الحكومة يجب ان تكون حكومة تصريف الاعمال ومنطق يدعو الى ان تحكم وتمارس مسؤولياتها، وهناك صراع بين المنطقين يدفع ثمنه الرئيس تمام سلام في ظل حكومة مشلولة وفي ظل الخلافات الحاصلة حول مواقع رئيسية.

مفاوضات عون ـ جعجع

يبدو ان ملف طي صفحات الماضي بين القوات اللبنانية وتيار العماد عون مكلف للغاية وليس بالسهولة الذي اعتقد انه يمكن التوصل الى تفاهم بسرعة وتجاوز نقاط الخلاف، لكن الجدية التي تجري فيها المفاوضات تعطي تأكيداً رئيسياً ان الحل آت على الطريق لكن بصعوبة حيث الحوار يتم على كل نقطة بحث وتفصيل، انما الامور لا بد من النظر اليها بعمق، فاتفاق الطائف الذي اقر وجاء بعد عهد الرئيس امين الجميل الذي اعتبر وقتها الرئيس الكتائبي انه يتصرف بطريقة غير دستورية فجعلوا من الطائف تقييداً للرئيس وصلاحياته وسحبوا صلاحياته الهامة، وبالتالي لا بد من اعادة النظر والبحث في موقع الرئاسة وصلاحيات الرئيس الماروني في الدولة، ثم ما هي نظرة المسيحيين الى الدولة وكيفية المشاركة فيها، خاصة وان الدور المسيحي تم اضعافه وابعاده واخراجه من الدولة اللبنانية، فيما طوائف اخرى احكمت السيطرة على الدولة بمفاصلها الادارية، ثم ما هو دور المسيحيين في لبنان، وهم الذين ناضلوا وقاتلوا وعملوا من اجل اقامة لبنان الكبير، بعد ان كان مركز اقامة المسيحيين جبل لبنان؟

الحوار بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية سيستأنف بعد انجاز الدكتور سمير جعجع ملاحظاته على مسودة “بيان النيات” وهذا الامر لن يطول وبعدها يتم الانتقال الى “ترجمة النيات” وبالتالي فان الامور ليست مقفلة او وصلت الى حائط مسدود كما يحاول ان يوحي البعض بأن الحوار قد انتهى.
الطرفان العوني والقواتي يقران ان الحوار ترك صدى ايجابياً في الشارع المسيحي ولا يمكن القفز فوق هذه المعادلة.

وكشفت المعادلة “ان بعض البنود التي ما زال التباين حولها يتعلق بآلية استرجاع حقوق المسيحيين” لكن اللقاء بين عون وجعجع سيعقد وسيؤكد على ضرورة تطبيق اتفاق الطائف وصلاحيات رئيس الجمهورية بالتشاور مع الاطراف السياسية، لانه اذا طبق الطائف بجوهره فالكثير من الخلافات يتم حلها.

اما عن التسريبات بأن العماد عون لن يستقبل الدكتور جعجع الا اذا حصل على وعد منه بتأييد وصوله الى قصر بعبدا أشارت المعلومات الى ان هذا الامر ليس صحيحاً مطلقاً.

كنعان لـ”الديار” الامور تحتاج الى انضاج

واكد النائب ابراهيم كنعان لـ”الديار” عن صعوبات تعترض الحوار احيانا، وهي مسألة متوقعة، لاننا في حوار، لكن التواصل مستمر ولم ينقطع “العيون والآذان مفتحة علينا” ولا شك أن الحوار العوني – القواتي خلق اجواء ايجابية عند المسيحيين، لكن النائب كنعان اشار الى وجود اطراف داخلية وخارجية متضررة من الحوار الجاري. وعن ماهية هذه الصعوبات اكد كنعان “انها تعالج” ومن المفترض ان تكون القوات اللبنانية انتهت من وضع تصوراتها على النسخة المنقحة واعادتها لنا، وبعد الانتهاء من ورقة اعلان النوايا، من الطبيعي ان ندخل في المرحلة الثانية التي تتعلق بترجمة هذه التفاهمات عمليا.

واشار النائب كنعان الى ان “معظم البنود تم التوافق عليها، وهناك بنود تحتاج الى متابعة و”النقاش حولها” واكد كنعان ان ورقة اعلان النوايا تتضمن نظرة المسيحيين للدولة ولتكوين السلطة وفقا لاتفاق الطائف، وقال “نحن نريد تطبيق الطائف واحترامه خاصة لجهة حقوق المسيحيين، وعدم تطبيق الطائف ادخلنا بثغرات كبيرة لجهة الرئاسة وقانون الانتخابات والادارة والانماء المتوازن والاصلاح الاداري وتسليح الجيش بالاضافة الى ملفات وطنية اخرى” وكذلك في موضوع صلاحيات الرئاسة ودور رئاسة الجمهورية والحضور الرئاسي. وختم كنعان “الافكار كثيرة ويتم السعي للتوصل الى رؤية مشتركة حولها” فالوضع ليس سلبياً والامور تحتاج الى انضاج وهذا ما نسعى اليه.

رياشي لـ”الديار” اللقاء لن يكون فولكلوريا

اما ممثل القوات اللبنانية ملحم رياشي فاكد “للديار” ان الحوار صعب، لكنه ليس معقدا، ومنهجية الحوار مستمرة حسب ما هو مرسوم، ونحن في نهايات المرحلة الاولى من اعلان النيات الذي يحتاج الى وقت واكد رياشي ان الامور ليست سهلة فانها تسير في الاتجاه الصحيح.

وعن التأخير في رد القوات مسودة ورقة اعلان النيات قال رياشي: هناك مجموعة اسباب لكن الامور سرية، وتحاط النقاشات بالسرية، ويجري النقاش حول نقاط التباين وسنعلن عنها في حينه، الامور الان طي الكتمان وما من سر خفي الا وسيظهر.
واكد انه متفائل، والحوار يسير وفق المنهجية المرسومة، اللقاء بين الدكتور جعجع والعماد عون لن يكون فولكلوريا او للصورة فقط.

واشار ان النقاط الخلافية كلها سرية، وكل ما يقال هو مجرد تكهنات، وما يجري هو انهاء العمل على ورقة اعلان النيات وجزم رياشي ان ورقة اعلان النوايا ستطوي صفحة الماضي بين القوات والتيار الى غير رجعة، معتبرا ان نقاط التباين والاعلان امر طبيعي لكن ورقة اعلان النوايا ستنجز.

وختم رياشي نحن في زمن الزرع، والحصاد يأتي في وقته ولا تحصد في زمن الزرع الواضح ان الطرفين يتكتمان على نتائج الحوار الصعب. كما يصفونه لكن التكتم يعود الى حرص النائب ابراهيم كنعان، وملحم رياشي على انجاح الحوار العوني القواتي الذي بات مطلبا مسيحيا حيث اشارت الاحصاءات الاخرى الى ان معظم المسيحيين يؤيدون الحوار بين التيار العوني والقوات اللبنانية رغم الاعتراضات والمطبات الخارجية والداخلية. وفي المقابل هناك جهات داخلية وخارجية تشجع الحوار بين الفريقين. فهل يلتقي عون وجعجع؟ ومتى؟ سؤال ستجيب عليه الايام القادمة.

السابق
«داعش» يجتذب مسيحيين: «جاك» ضحية جديدة!
التالي
كيف كان اللقاء الوزاري التشاوري؟