«الحرس» يتمرّن قرب هرمز على ضرب حاملة طائرات أميركية

أجرت قوات «الحرس الثوري» الإيراني مناورات بحرية هي السابعة من نوعها في مياه الخليج، تميزت بمحاكاتها لضرب حاملة طائرات أميركية، في وقت رأى رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني أن القوى الكبرى لا تستطيع تغيير المعادلات الإقليمية من خلال زيادة قطعها البحرية في المنطقة. ويأتي ذلك في وقت تخوض طهران مفاوضات مع واشنطن للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي.

وتشارك في المناورات التي بدأت قرب مضيق هرمز الاستراتيجي أمس، وحدات من القوة الجوية والصاروخية التابعة لـ «الحرس». وإضافة إلى التمرين على ضرب حاملة أميركية من الجو والساحل، شملت المناورات قيام 30 قارباً سريعاً بزرع ألغام بحرية في المضيق.

وقال قائد البحرية الإيرانية علي فدوي إن المناورات تهدف إلى التدرب على تدمير القوة البحرية الأميركية المتواجدة في المنطقة، لافتاً إلى اختبار صاروخين جديدين إضافة إلى صواريخ باليستية متوسطة وبعيدة المدى.

وأضاف فدوي أن «العدو لا يعرف إلا القليل مما لدينا من قدرات عسكرية، ولن يستطيع كشف أسلحتنا إلا لحظة استخدامها»، مشيراً إلى أن المرحلة اللاحقة من المناورات ستشمل محاكاة السيطرة على حاملة الطائرات واستخدام طائراتها، وذلك باستخدام الزوارق السريعة للقوة البحرية التابعة لـ «الحرس».

وكان لافتاً التصعيد في الخطاب الذي أطلقه قادة «الحرس» ضد الولايات المتحدة في وقت تخوض الحكومة الإيرانية مفاوضات حاسمة مع الولايات المتحدة، لكن مصادر مطلعة في طهران أشارت إلى أن هذا التصعيد يأتي على خلفية تواجد حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» في المنطقة، إلى جانب نظيرتها الأميركية «يو أس أس كارل فينسون» والتي تنطلق منهما طائرات التحالف لقصف مواقع تنظيم «داعش» في سورية والعراق، في حين تستعد القوات الأميركية لإدخال 4 آلاف جندي إلى العراق لطرد عناصر التنظيم من الموصل.

ورأت المصادر أن هذه المناورات تهدف إلى استباق كل الخيارات المحتملة، خصوصاً إذا أرادت طائرات التحالف استهداف الحكومة السورية، أو في حال فشل المفاوضات النووية وما سيرافق ذلك من تطورات.

وقال قائد قوات الحرس الثوري محمد علي جعفري، إن المناورات تهدف إلى إثبات «اقتدار الجمهورية الإسلامية وتوجيه رسالة أمن وسلام إلى المنطقة». وأضاف أن «رسالتنا لدول الخليج هي أننا أثبتنا حسن نوايانا، ومشكلتنا هي مع القوات الأجنبية»، معرباً عن أمله في أن «يتعزز الاتحاد والانسجام بين دول المنطقة بما يثمر خروج القوات الأجنبية منها وضمان الأمن الكامل فيها».

وزاد في نبرة تحد: «إذا اقتضت الضرورة، لا سمح الله، فإن بحر عمان ومضيق هرمز والخليج الفارسي تخضع لسيطرة القوات البحرية الإيرانية بشكل كامل، وهي في مرمى صواريخنا وقطعنا البحرية».

في غضون ذلك، أکد الرئيس الإيراني حسن روحاني من قم، أن حكومته عازمة على حل كل المشاکل ومواصلة المفاوضات النووية «بكل اقتدار وليعرف الطرف الآخر أن الشعب الإيراني لا يمكن أن يتخلى أبداً عن مسار التنمية العلمية، وأن المفاوضات لا بد أن تنتهي بإزالة كل القيود الظالمة وغير القانونية» على إيران.

(الحياة)

السابق
هكذا يدعم حزب الله داعش
التالي
الأكراد يقطعون شريان إمداد «داعش» مع العراق