«عيد الحب» يقلق رجال الدين في النجف… «مشروع لا يرتبط بثقافتنا»

عيد الحب في النجف

لم تصدر تعليمات او فتوى واضحة من مرجعية النجف الدينية تحرم الاحتفال بعيد الحب “الفالنتاين”، لكن رجال دين مقربون من المرجعية، بدوا قلقين من الاحتفال بيومه، وطالبوا علنا بمنع الاحتفال، اذ اتهم الشيخ على النجفي نجل المرجع الديني العلامة بشير النجفي، المروجين للاحتفال بـ”عيد الحب” بالسعي الى “تغيير الهوية الدينية والثقافية الوطنية بوسائل جميلة وجذابة”.

وارتأى بعضهم تخصيص جزء من خطبة الجمعة للتعليق على الموضوع، اذ طالب خطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي بمنع الاحتفال، معتبرا “الفالنتاين”، “مشروعا صُدِّر لشعوبنا واصله لا يرتبط مع ثقافتنا الاسلامية”.

ودعا القبانجي “الشباب وأصحاب المحال والقوات الأمنية، الى أن يكونوا على حذر من اصابع مجهولة تقف وراء هذا المشروع”.

وثمن موقف مجلس محافظة النجف الذي خوّل الأربعاء الماضي، السلطات الأمنية بـ”مكافحة” مظاهر الاحتفال بيوم الحب الذي يصادف اليوم السبت.

ولا يزال مستغرباً اظهار رجال الدين في النجف قلقهم واعتراضهم الشديدين على الاحتفال بعد سنوات طويلة على تجاهل الموضوع، لكن الباحث الاجتماعي علي طاهر، يرى ان “قلقهم” ناجم عن مظاهر الاحتفال الكبيرة التي رافقت اعياد رأس السنة الميلادية الاخيرة في محافظات الوسط والجنوب، ويقول لـ”النهار”:” يعتقد بعض رجال الدين ان افراح الناس بهذه المناسبات، ربما يؤدي الى تراجع شعبيتهم داخل اوساط المواطنين العاديين”، ويرى ان “الاحتفالات الاستثنائية في السنوات الاخيرة بدأت تزيد من مخاوفهم”.

لكن الشاب زيد الطالقاني وهو ناشط اجتماعي ويسكن محافظة النجف يرى ان ” البلد اليوم انبوب دماء لا يستطيع اي مخلوق وقفه، والدماء تسيل من اجل ان ننعم بحياة حرة كريمة وعيش رغيد” في اشارة الى الحرب الشرسة التي تخوضها البلاد ضد التنظيم الارهابي “داعش”.

ويردد الطالقاني بحزم: “لنكن على قدر من المسؤولية ونحافظ على ما تبقى من حياء وخجل وننسى عيد الفالنتاين الى شعار اخر”، ويرى ان ” لا حب بين العشاق و في بلادي 2 مليون مهجر”.

كاتب العمود اليومي في جريدة المدى البغدادية ابدى دهشة لمنع مجلس المحافظة “مكافحة مظاهر الاحتفال”، معتبرا ان “كوميديا ممارسة الحريات التي كفلها الدستور في طريقها إلى العدم”.
يشار الى ان مدينة النجف التي تضم مرقد الامام علي، وبرغم طابعها الديني، الا انها كانت مركزا مهما للثقافة والشعر، وقد انجبت شاعر العرب الراحل محمد مهدي الجواهري، لكنها تأثرت كثيرا بمحيط التطرف الديني الذي طبع العراق في العقد الاخير.

(النهار)

السابق
هزة ارضية بقوة 3,9 درجات شعر بها اهالي الجنوب
التالي
نواف الموسوي: محاولة تقديم خطابنا على أنه طائفي افتراء