باسيل وقع في بلجيكا بروتوكولا يسمح للبنان المشاركة في برامج الاتحاد الاوروبي

وقع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد فيديريكا موغوريني، على بروتوكول خاص يسمح للبنان بالمشاركة في برامج الاتحاد الأوروبي المخصصة للدول الأعضاء، ويبلغ عددها 12 برنامجا في ميادين مختلفة.

وتم التوقيع في مقر المجلس الاوروبي اثر انتهاء اعمال مجلس الشراكة اللبناني- الاوروبي الذي ترأسه عن الجانب الاوروبي موغوريني، بحضور مفوض التوسع وسياسة الجوار يوهانس هان، وعن الجانب اللبناني الوزير باسيل بحضور وزير الاقتصاد والتجارة ألان حكيم.

وكشف باسيل خلال الجلسة عن نية لبنان عقد مؤتمر مراجعة إقليمي لسياسة الجوار في بيروت في الربيع المقبل بمشاركة الدول العربية المتوسطية والاتحاد الاوروبي . وأعرب المفوض هان عن تقدير الاتحاد الاوروبي لهذه المبادرة اللبنانية التي تدل على محورية دور لبنان في منطقته، وعلى الأدوار الدولية الفاعلة التي تؤديها الدبلوماسية اللبنانية.

وبعد التوقيع عقد باسيل وموغوريني مؤتمرا صحافيا مشتركا أكد فيه باسيل ان “الارهاب يستهدف لبنان للإضرار بنسيجه الاجتماعي، وان القوات المسلحة تواجهه مدعومة من الشعب اللبناني”، لافتا الى “ان التحدي الآخر الذي يواجهه لبنان هو التدفق غير الاعتيادي للاجئين السوريين والذي بات يشكل عبئا سياسيا، أمنيا واقتصاديا على نحو يهدد النموذج اللبناني واستقراره”.

وقال: “عقدنا اليوم مباحثات مثمرة بين لبنان والاتحاد الأوروبي وذلك في إطار مجلس الشراكة الأوروبية، إذ بحثنا العلاقة الثنائية بين الطرفين التي شهدت في المرحلة السابقة تطورا نوعيا. وقد عبرنا عن رغبة لبنان في استطلاع الآفاق المستقبلية للتعاون وذلك بشكل يتناسب مع القدرات المتوافرة لدى الطرفين.

كما شكرنا الاتحاد الأوروبي على دعمه للبنان وعبرنا عن أملنا بمزيد من الدعم المستقبلي حيث أن الحاجات والتحديات تتزايد في المنطقة.

رسالتنا الأساسية كانت بأن لدى لبنان فلسفة تأسيسية في الاعتدال والتسامح والمجتمع السياسي الشامل الذي يجعل منه نموذجا يمكن الاقتداء به من اجل ضمان استقرار المنطقة، إذ أن للاتحاد الأوروبي دورا أساسيا في ذلك.

في هذا الوقت الذي تطغى إيديولوجيات الظلام على المنطقة والتي تحدث شروخا بين حضاراتها وهوياتها، نؤكد أن بلدا مثل لبنان يشكل نموذجا لعدم شرعنة الدعوات الى الحروب باسم الدين او البحث عن إلغاء تنوع المجتمعات وتذويبها في مجتمع أحادي.

كما أننا نؤكد أن لبنان يشكل تجربة مناهضة لرهاب الاجانب”.

واردف: “ان النموذج اللبناني هو اليوم تحت ضغط هائل وبالتالي يجب دعمه من اجل ضمان مستقبل المنطقة.

الإرهاب يستهدف لبنان من اجل الإضرار بنسيجه الاجتماعي، وتتم مواجهة هذا الأمر عبر تصميم القوات المسلحة على محاربة الإرهاب والذي يحظى بتأييد الشعب اللبناني الأمر الذي يحول دون تأمين ملاذ آمن لهذا الارهاب.

ونؤكد هنا تقديرنا العالي للدعم الأوروبي في محاربة الإرهاب.ان التحدي الآخر الذي يواجهه لبنان هو التدفق غير الاعتيادي للاجئين السوريين والذي بات يشكل عبئا سياسيا، أمنيا واقتصاديا على نحو يهدد النموذج اللبناني واستقراره”.

وختم باسيل: “إنني اطرح السؤال التالي على أوروبا: هل نترك النموذج اللبناني الذي يشكل قيمة مضافة في المنطقة ليتزعزع استقراره بفعل كل هذه التحديات التي عددناها، أم علينا ان نحمي لبنان ليبقى منارة للاعتدال والتسامح في الشرق الاوسط؟”.

موغوريني

وتحدثت موغوريني: “أجرينا محادثات سياسية مع الوزير باسيل قبل اجتماع مجلس الشراكة وبحثنا عددا من النقاط المشتركة عبرنا خلالها عن دعم المفوضية الأوروبية لوحدة واستقرار واستقلال لبنان وسيادة أراضيه. كما ناقشنا الوضع في سوريا وتأثيره على المنطقة، أعدنا التأكيد على تفعيل عمل المؤسسات اللبنانية ضمن الاطار الدستوري”.

وقالت: “الاتحاد الاوروبي يأخذ على محمل الجد التحديات الامنية التي فرضتها الأزمة السورية على لبنان بشكل خاص لاسيما ان الجيش يضطلع بدور أساسي في حماية استقرار لبنان وامنه، والتصدي للتهديدات الامنية بالاشتراك مع سائر القوى المسلحة”.

واشارت الى “ان لبنان يبذل جهدا لتأمين ملاذ آمن للاجئين السوريين اذ انه يستضيف العدد الاكبر منهم”.

وأكدت “ان الاتحاد الاوروبي جاهز لتقديم الدعم للبنان في مواجهة هذه التحديات. كما سبق وقدم في العام الماضي مساعدات إنسانية بقيمة 180 مليون يورو، واعلن عن تقديم 37 مليون يورو الاسبوع الماضي”.

وشددت على “ان المفوضية الأوروبية قد تبنت استراتيجية لمساعدة العراق وسوريا في محاربة تنظيم “داعش” مما يساعد هذين البلدين وجيرانهما بما فيهم لبنان لتأمين مناطق إنسانية آمنة وتطويرها”.

وقالت: “ان عملنا المشترك ضد الارهاب سوف يتم تقويته، كما ان الاتحاد الاوروبي يبقى مصنفا بالنسبة للمنطقة كداعم اول للمنطقة التي نتشارك معها التحديات والاهتمامات.

وقالت:”ان البحث تناول ايضا تطوير العلاقات الثنائية بين الطرفين وتنفيذ اتفاقية الشراكة المتعلقة بخطة دعم الجوار. كما وقعنا على اتفاقية الشراكة التي تتيح للبنان المشاركة في البرامج الخاصة بأعضاء الاتحاد الاوروبي، مما يساهم في تحقيق إصلاحات وتحديث في دول الجوار للاتحاد الاوروبي”.

واضافت:”ان الاتحاد الاوروبي ولبنان يعترفان بأهمية التقدم في تطبيق الأهداف المشتركة لخطة عمل سياسة الجوار المرتكزة الى خطة الإصلاح اللبنانية. هذه الإنجازات قد تعود بالفائدة الى كل من الاتحاد الاوروبي والشعب اللبناني في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية”.

وبعد المؤتمر الصحافي، عقد الوزير باسيل جلسة عمل مطولة، مع منسق شؤون الارهاب في الاتحاد الاوروبي جيل دو كاركوف، تناولت الوضع في المنطقة وبرامج المساعدات للأجهزة الامنية في مجال مكافحة الارهاب وتقرر اقامة ورشة عمل حول مكافحة الارهاب في بيروت في 23 الحالي.

حكيم

وخلال جلسة مجلس الشراكة، قدم وزير الاقتصاد والتجارة ألان حكيم مداخلة عرض فيها لما يعاني منه لبنان ومنطقة الشرق الاوسط من أوضاع امنية واقتصادية واجتماعية، مما يهدد العالم اجمع.

كما تحدث عن الواقع الذي يعيشه لبنان في ظل ازمة النازحين السوريين. وأشاد بعلاقة الشراكة مع الاتحاد الاوروبي التي يعلق عليها لبنان آمالا كبيرة. وتمنى على الاتحاد الاوروبي مواصلة دعمه لتخطي الأزمات التي يعيشها لبنان ومساعدته على كل المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية، وأورد عددا من النقاط الرئيسة،التي أكد انها أساسية للبنان، وهي: الحفاظ على سيادة لبنان، زيادة الدعم للجيش اللبناني في مواجهته للارهاب عبر تقديم المساعدات العسكرية له، والفصل بين المساعدات للنازحين السوريين والأخرى للبيئة الحاضنة، وإشراك لبنان في ادارة المساعدات للاجئين السوريين وزيادة الدعم لصندوق SSF. ورحب بعقد مؤتمرات إقليمية ذات طابع أوروبي في لبنان.
كما عقد الوزير حكيم لقاء مع وزير التجارة الخارجية البلجيكي بيتر دو كريم.

باسيل

وكان الوزير باسيل لبى صباحا دعوة وزير خارجية قبرص الى فطور عمل بحضور وزراء الخارجية الأوروبيين الموجودين في بروكسل لحضور مجلس وزراء الخارجية الأوروبيين، وخصص البحث في كيفية مساعدة لبنان في ظل موجة الارهاب التي تجتاح المنطقة.
وفي مداخلة مطولة، تحدث باسيل عن الاوضاع في لبنان والتحديات التي تواجهه وأهمها موضوع الارهاب والنزوح السوري اللذين يشكلان ضغطا على الرسالة التي يحملها لبنان في التسامح والتوازن. كما شرح القيمة المضافة التي يشكلها لبنان من الناحية الثقافية والسياسية في الحملة ضد الارهاب وضد ثقافة الانغلاق والتفرقة، مما يجعله ويجعل النموذج اللبناني احد الأدوات المهمة في مكافحة الارهاب.

الى ذلك، لبى باسيل امس دعوة موغوريني الى مأدبة عشاء شارك فيها الوزيران ارتور نازاريان وحكيم، والسفير في بلجيكا رامي مرتضى والوفد الدبلوماسي المرافق ، وتناول البحث أوضاع لبنان والمنطقة وعلاقات لبنان بالاتحاد الاوروبي .

وفي موازاة ذلك، تابع الوزير باسيل في مقر اقامته ورشة عمل “الدبلوماسية الفاعلة” مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى المنظمات الإقليمية والدولية. وجرى في اللقاء التداول في كيفية تفعيل الدبلوماسية اللبنانية في المنظمات الدولية ووضع منظومة عمل لوزارة الخارجية والمغتربين على صعيد السياسة الخارجية وبلورة استراتيجية ديبلوماسية خاصة بالمنظمات الدولية والإقليمية في مختلف المجالات .

السابق
صليبا: لرفع الحصانة عن الضاهر ومحاسبته
التالي
كرم: ليس مستغربا ان يظن نائب يجهل او يتنكر لمجد لبنان ان التاريخ يبدأ معه