الجولان.. مكسب استراتيجي لـ«حزب الله»

في مقال له حول المكسب الجديد الذي حققه «حزب الله» عبر سيطرته على الارض في الجولان السوري، اعتبر فيليب سميث في مجلة «فورين بوليسي» ان إيران باتت الآن على اعتاب الحدود الاسرائيلية الأكثر هدوءا.

ورأى ان «الحريق الحالي مرتبط بالغارة الاسرائيلية في 18 كانون الثاني الحالي بالقرب من مدينة القنيطرة السورية، في مرتفعات الجولان. الهجوم شكل ربما اكبر ضربة لـ «حزب الله» والمصالح الإيرانية في سوريا منذ اندلاع الحرب هناك. وقد شملت خسائر الهجوم، والتي يقال إنها فاجأت حتى إسرائيل نفسها، جنرالا إيرانيا وعددا من قادة «حزب الله». وقد قال «حزب الله» إن المجموعة كانت في مهمة «تفتيش ميداني». في الجولان، اشتبك عناصر مرتبطون بالحزب مع المتمردين المعتدلين السوريين والجماعات الجهادية السنية مثل جبهة النصرة».
وتابع الكاتب ان «الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة أكدها وجود جنرال «الحرس الثوري الإسلامي» محمد علي الله دادي، الذي قتل جنبا إلى جنب مع الآخرين في الهجوم الاسرائيلي في 18 كانون الثاني. وتعهدت طهران بالرد على الهجوم؛ وقبل ضربة 28 كانون الثاني قيل إن ايران مررت عبر «القنوات الدبلوماسية» مع الولايات المتحدة تهديدا آخر الى إسرائيل بالرد».
واضاف: «لقد كان الحرس الثوري نشطا في الحملة السورية، ونسق عملياته مع «حزب الله» ضد قوات المتمردين السوريين المعتدلين والجهاديين السنة، لكنه واصل خسارة أعضائه في سوريا. وبغض النظر عن الخسائر، لقد حققت إيران ووكلاؤها أهدافا استراتيجية أكبر من مجرد استرجاع أراض من المتمردين والجماعات الجهادية».
ورأى الكاتب ان «العضو الأكثر شهرة والذي حظي بأكبر تغطية إعلامية من بين الذين قضوا في 18 كانون الثاني، كان جهاد عماد مغنية… وعلى الرغم من صغر سنه، كان لجهاد تاريخ طويل من الظهور العلني مع رعاة «حزب الله» رفيعي المستوى. وكان لمغنية الشاب صور مع الأمين العام لـ«حزب الله» (السيد) حسن نصر الله، وزعيم «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني، وجنرالات إيرانيين، وديبلوماسيين، وحتى مع المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي».
وتابع الكاتب انه «بعد اغتيال والده في دمشق، اكتسب جهاد صورة أكثر علنية من والده الراحل. وكان ناشطا في جناح الحزب الطلابي في الجامعة اللبنانية الأميركية وظهر على تلفزيون «المنار» التابع لـ «حزب الله»، مشيدا بالشهداء على غرار والده. وفي خطاب ألقاه العام 2008، مرتديا زيا عسكريا خلال حفل تأبين والده وقادة آخرين في «حزب الله»، صعد جهاد إلى المسرح مرددا، «لبيك يا نصر الله». وخلال الاحتفال السنوي للقادة الشهداء العام 2013، صعد جهاد مرة أخرى إلى المسرح».
ولفت الكاتب النظر الى انه في حين يشكل هجوم 18 كانون الثاني ملحمة أخرى في الحرب المستمرة منذ فترة طويلة بين إسرائيل و «حزب الله»، فإنه يؤكد أيضا على حدوث تحول استراتيجي في القوة بين إيران ونظام الأسد.
وقال إن «نجاح «حزب الله» في فتح جبهة جديدة في الجولان هو انجاز كبير. فمع امكانية اكبر للدخول الى الجولان ــ أو الى قسم منه على الأقل ــ بات لدى «حزب الله» منطقة جديدة غير لبنانية يمكنه الاستفادة منها لاستهداف إسرائيل. وقد يكون هذا هو هدف «حزب الله» الرئيسي منذ البداية».
وتابع انه «قبل الحرب في سوريا بفترة طويلة، كان حافظ وبشار الأسد هما اللذان يستخدمان لبنان، وغالبا «حزب الله»، كواجهة لانتزاع أهداف عسكرية ضد إسرائيل. الآن، تبدلت الامور، وبات الحزب والقادة الايرانيون في طهران هم القادرون على اختيار مناطق سورية لاستخدامها ضد إسرائيل».
واعتبر الكاتب انه «بالنسبة الى إيران و «حزب الله»، هذا النجاح هو خطوة في عملية أكبر لمحاصرة الاسرائيليين عسكريا. إن السيطرة على الجولان تنشئ منطقة يسيطر عليها «حزب الله» تمتد من البحر المتوسط إلى الحدود الأردنية. وقد أُفيد بأن الحزب أنشأ مجموعات بالوكالة في المنطقة. ووفق تعبير جنرال اسرائيلي ان «حزب الله» «يعطي هذه المجموعات العبوات الناسفة والإيرانيين يمنحونهم الإلهام». ومع اطلاق أربعة صواريخ مضادة للدبابات في مزارع شبعا، وقذائف هاون على جبل حرمون (وربما بالتنسيق مع هجوم يوم الثلاثاء الصاروخي)، يبدو «حزب الله» عازما على الانتقام ويقول لاسرائيل بان الدولة العبرية لا تزال الهدف رقم (1)».

(فورين بوليسي)

السابق
انطلاق اعمال مؤتمر الاعلام في صيدا
التالي
استقالة نصر الله..