كوباني من تحت «دلفة» داعش.. الى «مزراب» المعارضة

شكّل تحرير كوباني(عين العرب) السورية من أيدي داعش المفاجأة نفسها التي حاز عليها احتلال ديالى والفلوجة في العراق، والمناطق الكردية في سوريا.. فما هي تداعيات تحرير هذه المدينة على لبنان بالذات؟ وكيف سيكون عليه شكل الخارطة السياسية في سوريا بعد تشكيل قوة كردية مستقلة؟

أكد الخبير في الشؤون التركية الدكتور محمد نورالدين حول تحرير كوباني، أن “انتصار الاكراد في كوباني يمكن ترجمته كتأثير على توزع النفوذ في سوريا تبعا لموقف كل هذه القوى من مسار المعركة منذ بداياتها وحتى اليوم”.محمد نورالدين

واعتبر انه يمكن تقسيم هذه الفئات ثلاث، الأولى هي الاصولية كداعش والنصرة، وهما رأس الحربة في محاولة احتلال كوباني واسقاط الاكراد، وتحرير كوباني يعني اضعاف لهؤلاء.

والثانية هي قوى المعارضة السورية التي يمكن ان يقع ضمنها قوى الجيش الحر او الاطراف المعارضة كالائتلاف الوطني. هذه القوى على اختلافها السياسي او العسكري يتحدد موقفها من كوباني بحسب السياسة التركية.

ويعلّق الدكتور محمد نورالدين على الفئة الثانية، فيقول: “بما ان الموقف التركي مؤيد لسقوط كوباني ومنع المساعدات من الجو او البر، وهو الذي بشّر بسقوط كوباني في مطلع تشرين الثاني من العام الماضي، فهذا يعني ان القوى التي تدور في الفلك التركي تُعتبر من القوى التي خسرت بتحرير كوباني. والطرف العلني في محاولة اسقاط كوباني هو داعش”.

ويلفت نورالدين: “لكن هناك طرف آخر، حيث حاولت تركيا ان تلعب لعبتها بطريقة اخرى، ففي لحظة سقوط كوباني واضطرارها لفتح طريق للبشمركة، قامت تركيا بحركة ارادت ان تظهر انها تقاوم داعش عبر  الجيش الحر، ومن جهة ثانية يظهر الموقف الاكثر خبثا حيث اوعزت الى مقاتلي الجيش الحر للقتال مع داعش لتعطي الانطباع ان الجيش الحر دافع عن كوباني، واصبحت تركيا في موقف المستدعي لفتح ممر بضغوط اميركية”.

لكن الاكراد يقولون ان مقاتلي الجيش الحرّ هم من نقل مواقع المعارضة الكردية الى تركيا، وليسوا شركاء بالدفاع عن كوباني.

وبالمحصلة هناك خاسران واضحان الاول داعش، والثاني حلفاء تركيا في الداخل اي الجيش الحر.

اما الفئة الثالثة، بحسب نور الدين، في فئة الخاسرين فهي الجيش النظامي، بما ان داعش ضد النظام، والجيش يعتبر ان تحرير كوباني هو خسارة. فان هذا التحرير هو هزيمة لداعش، ويعتبر ذلك بشكل غير مباشر انتصار للنظام”.

لكن النقطة الملتبسة في الموضوع ان ذلك اعطى دفعا قويا للاكراد في سوريا لمحاولة ترجمة التحرير، وليصرّوا اكثر على مبدأ الحصول على الحكم الذاتي في سوريا.

هذا الانتصار للمعارضة الكردية اعطي دفعا للورقة الكردية في سوريا، اذ ان اي نظام حكم مستقبلي سيأخذ هذه الورقة بعين الاعتبار، وستكون ورقة قوية. وفي حال كان النظام غير مؤيد للقوى الكردية سيعني ايضا تنازعا جديدا.

وعن تأثير خروج داعش من كوباني السورية على لبنان، يقول نورالدين: “لا أرى اي تأثير سلبي لداعش على لبنان الا من خلال ما يُحكى عن امكانية اعلان امارة اسلامية، ومجرد الاعلان هذا يعكس على ان داعش مرتاح على وضعه. وهو وان حُشر في منطقة فانه مرتاح في اخرى. وداعش يتقدم ويمكن له ان يحتل مناطق جديدة في سوريا او العراق”.

اما السلبية من تحرير كوباني فهو ان داعش في مسار تراجعي على اكثر من محور. وسواء تحررت كوباني او بقيت محتلة.. لن يكون هناك سبب للتغيير في واقع الوضع في لبنان.

ويختم نورالدين ان: “الذين انهزموا في كوباني ليس لهم اية اتصالات مع داعش لبنان، ولا علاقات، لذا لن يتمكنوا من الوصول الى لبنان، لان خطوط العبور صعبة جدا، وهم اصلا ليسوا بالحجم الكبير او المخيف الذي يمكن ان يغيّر اي معادلة”.

في المقابل، نفت المسؤولة الاعلامية للمعارضة الكردية في لبنان فابيان عون في اتصال مع “جنوبية” ان “يكون ثمة تأثير لانتصار المعارضة الكردية على اكراد لبنان سواء المسيحيين منهم او المسلمين. كون اهالي كوباني لم يهربوا الى لبنان ولا صلات مباشرة معهم، بل هم اتجهوا الى الحدود التركية. واكراد لبنان ليسوا على صلة مباشرة معهم، نظرا للمسافات بين الشمال السوري ولبنان”. واعتبرت عون ان الداخل الكردي له أعلامه وساسته.

 

السابق
أحمد فتفت: أصبحنا في مرحلة الوصاية الايرانية
التالي
الكبار فقط يُقبلون على الصحف والشباب يُفضلون الإنترنت