المسلحون يفشلون في «هدم أسوار» حلب

في وقت هدأت فيه وتيرة الاشتباكات في محيط مدينة حلب، حيث تمكن المسلحون من كسر الحصار بشكل جزئي شمال المدينة بعد تقدمهم على محور البريج، حاول مسلحو الداخل فتح جبهة جديدة، وتحقيق اختراق جديد للوصول إلى قلب المدينة، عبر معركة أطلقوا عليها اسم «هدم الأسوار»، لتنتهي أكثر من 20 ساعة من الاشتباكات، وعشرات القذائف التي طالت أحياء حلب المكتظة بالسكان، من دون أي تغيير في خريطة السيطرة.

وأوضح مصدر ميداني، لـ «السفير»، أن مسلحين تابعين لـ «لواء شهداء بدر»، يتمركزون داخل حي بني زيد حاولوا التقدم نحو حيي الأشرفية والسريان وسط المدينة، من محوري الشيخ مقصود وبني زيد، حيث دارت اشتباكات عنيفة في حي الأشرفية، ذات الغالبية الكردية، موضحا ان المسلحين استطاعوا التقدم نحو بضع كتل من الأبنية، قبل أن يقوم الجيش السوري، بمؤازرة فصائل أخرى، باسترجاع كل النقاط، ضمن معركة قتل خلالها عدد كبير من المسلحين.
وبالتزامن مع اندلاع الاشتباكات، أمطر المسلحون مدينة حلب بعشرات القذائف المتفجرة، تركزت معظمها على حيي الأشرفية وبني زيد، وتسببت بدمار كبير، وإصابة نحو 30 مواطناً.
وقال مصدر عسكري، لـ «السفير»، إن المسلحين حاولوا ضرب خطوط إمداد الجيش، وإحداث فوضى في الأحياء السكنية ليتسنى لهم اختراق جبهة الأشرفية، والتي يستطيعون إذا سيطروا عليها اختراق حلب من وسطها، إلا أن ذلك لم يتم، «بل وانقلب هجومهم إلى فشل ذريع».
وعن الطوق العسكري الذي شكله الجيش السوري في محيط المدينة، وتمكن المسلحون من كسره في منطقة البريج، قال المصدر العسكري إن «الجيش ثبّت مواقعه في محيط المدينة، والعودة إلى إتمام الطوق ستتم في وقت قريب جداً، وذلك بسبب حشد المسلحين عددا كبيرا من المقاتلين على هذه الجبهة، والظروف الجوية السيئة التي حيدت سلاح الجو، عن المعارك في منطقة مفتوحة على تركيا، ما يؤمن للمهاجمين خطوط إمداد دائمة تتطلب تدخل سلاح الجو، لتثبيت أي تقدم للجيش ومنع الهجمات العكسية للمسلحين».
إلى ذلك، شن مسلحون ينتمون إلى «جبهة النصرة» هجوماً عنيفاً على قريتي نبّل والزهراء، من محور «جمعية الجود»، انتهى من دون أي تقدم نحو القريتين المحاصرتين منذ أكثر من عامين. وقال
مصدر من القريتين إن قوات الدفاع عن القريتين تمكنت من صد الهجوم، الذي سجّل فيه مقتل نحو 20 مسلحاً من الجبهة.
كما قتل «أميرها» العسكري الفلسطيني يونس هاشم دسوقي، والمعروف بلقب «ابو خديجة الجولاني»، في غارة جوية لسلاح الجو السوري على مركز لـ «النصرة» في مدينة حريتان شمال حلب، خلال تحضيرهم لعملية تستهدف مبنى الاستخبارات الجوية في منطقة الزهراء .
وفي ريف حلب الشمالي، ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»- «داعش» ومسلحي «الجبهة الشامية» في محيط مدينة مارع، المعقل الرئيسي لـ «لواء التوحيد» المرتبط بجماعة «الإخوان المسلمين»، من دون أن يحقق التنظيم أي تقدم يذكر، في حين قُتل قيادي في «لواء عاصفة الشمال»، التابع لـ «الجبهة الشامية»، عن طريق استهداف سيارته من قبل مجهولين بالقرب من مدينة إعزاز شمال حلب، المعقل الرئيسي لـ«جبهة النصرة» في الريف الشمالي.

 

السابق
نداء نوري المالكي الى علماء الإسلام: إنقاذ الأمة رهن مبادراتكم
التالي
كاسترو لا يثق بالولايات المتحدة ولا يرفض التقارب معها