ردّ حزب الله «خارج الأراضي اللبنانية» تحرّك أميركي فرنسي لضبط النفس

كتبت “النهار” تقول: تأرجح لبنان الرسمي والسياسي امس بين مخاوف من تداعيات فورية غير محسوبة للعملية الاسرائيلية في القنيطرة والتي أدت الى مقتل ستة من كوادر “حزب الله” بينهم جهاد عماد مغنية واستبعاد لهذا الاحتمال اقله في اللحظة الراهنة على خلفية انطباعات تؤكد أن الحزب سيرد على هذه الضربة من دون امكان الجزم بطبيعة الرد وحجمه ومكانه وتوقيته.

ووصفت مصادر مقربة من “حزب الله” لـ”النهار” العملية الاسرائيلية في القنيطرة بأنها أدخلت المنطقة في منعطف خطير وهو التدخل الأكثر وضوحاً لإسرائيل على خط الازمة السورية. أما عن رد “حزب الله” على العملية فقالت المصادر: “واهم من يعتقد ان الرد سيكون عبر الاراضي اللبنانية وما يؤكد هذا التوجه هو عدم اعطاء التعليمات لعناصر المقاومة على الحدود مع فلسطين المحتلة برفع جهوزيتهم”. ورجحت ان يكون الرد “خارج الاراضي اللبنانية”. اما في شأن ما تردد عن كلمة للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، فأوضحت انه لم يكن هناك توجه لإلقاء هذه الكلمة لكن ثمة مناسبات قريبة سيتحدث فيها الامين العام.

وفي الواقع لم تسجل امس على الحدود الجنوبية مع اسرائيل مظاهر استثنائية مع ان عمق الجانبين الحدودين يشهدان استنفارا على أعلى درجات الاستعداد والاستنفار. ولعل ما بدا لافتا هو ان الجيش الاسرائيلي أوقف تسيير دورياته في المنطقة الملاصقة للشريط الشائك على الحدود.

وفي غضون ذلك، شيع “حزب الله” أحد أبرز قادته الذين سقطوا في القنيطرة جهاد مغنية ابن القائد العسكري السابق للحزب عماد مغنية وذلك في مأتم حاشد في الضاحية الجنوبية. كما ينتظر ان يقام مأتم حاشد اليوم في عربصاليم للقائد البارز الآخر محمد عيسى والاربعة الآخرين في بلداتهم الجنوبية.

وفيما بدا ان تداعيات الضربة الاسرائيلية حركت شبكة اتصالات ومشاورات كثيفة داخليا بعيدا من الاضواء لتدارك الوضع الناشئ وانزلاق لبنان الى متاهة شديدة الخطورة، بدت الأوساط الوزارية منقسمة حيال طبيعة المرحلة التي قد تعقب هذه الضربة. وعلمت “النهار” ان الاتصالات الداخلية التي جرت في الساعة الـ 48 الأخيرة لم تفض الى أجوبة واضحة لجهة رد “حزب الله” أو عدم رده على الغارة الجوية الاسرائيلية في هضبة الجولان. لكن ذلك لم يحل دون إجراء اتصالات واسعة تولاها رئيس الوزراء تمام سلام من أجل حماية لبنان من تداعيات هذا الحدث. وتزامناً، كما علمت “النهار”، بادرت واشنطن وباريس الى القيام بتحرك ديبلوماسي مشترك كي يمارس الاطراف المعنيون سياسة ضبط النفس، علما ان هذا التطور جاء بعد محادثات واعدة أجراها وزيرا خارجية الولايات المتحدة الاميركية وايران جون كيري ومحمد جواد ظريف في فرنسا في شأن الملف النووي. ورأت مصادر مواكبة لهذا الحدث انه ليس مستبعدا ان تكون الغارة الاسرائيلية قد هدفت الى توجيه رسائل على خلفية التقارب الاميركي – الايراني في زمن الانتخابات الاسرائيلية.

وزراء
وفي السياق نفسه، أوضح وزير الاتصالات بطرس حرب عقب لقائه أمس رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع ان “كل الاحتمالات مفتوحة حيال قيام حزب الله بالرد على العملية الاسرائيلية لكن السعي (قائم) الا يحصل هذا الامر والا نقحم لبنان في صراع لا يقرره وليس مستعدا له”. ورأى ان “من واجبنا كحكومة ان نحاول التوافق على موقف محايد (من الصراع في سوريا) لتفادي انزلاق لبنان نحو مواجهة غير محمودة النتائج”. وبدوره وصف وزير الداخلية نهاد المشنوق عقب زيارته ايضا لمعراب العملية الاسرائيلية بانها ” حادث كبير يؤكد حجم التأزم في المنطقة الذي سيزداد ونحن نقوم بواجبنا لحفظ سلامة البلد”، منبهاً الى “ان كل شيء يدل على ان الازمة باتت أصعب من الظاهر منها”. وأكد تكراراً ان “لا انتخابات رئاسية في الوقت الراهن”.

وقال وزير العمل سجعان قزي لـ”النهار”: “ان على “حزب الله” أن يلتزم ما أعلنه السيد حسن نصرالله عندما أصبح الحزب مشاركاً في الحرب السورية، فدعا آنذاك جميع الاطراف في لبنان ممن لهم موقف مما يجري في سوريا لتحييد لبنان عن اختلافهم ونقل صراعاتهم الى سوريا. وعليه، فإن الغارة الاسرائيلية قد وقعت في سوريا مما يستوجب أن يكون رد الحزب إذا شاء من سوريا وليس من لبنان حيث يلتزم القرار 1701″. وأضاف: “ان الاسرائيلي الموجود في الجليل موجود أيضا في الجولان ولا داعي لتحميل لبنان تداعيات ما جرى”.

الى ذلك، علمت “النهار” ان جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء العادية بعد غد الخميس يتضمن 59 بنداً إدراياً ومالياً واخرى تتصل بالطاقة والاتصالات والتعيينات داخل المؤسسات التربوية وإنماء وطرق وتلزيمات. وتوقعت مصادر وزارية ألا تقر بنود الجدول كاملة وأن تثير بعض البنود إشكاليات لكنها لن تشكّل أزمة. كما علمت ان الرئيس سلام سيحرص في الجلسة على الدخول مباشرة في جدول الاعمال تحاشياً لأية مزايدات سياسية على خلفية التطورات الاخيرة يمكن أن تطيح عمل المجلس.

وعلى الصعيد الامني أيضاً، دوى انفجار ليل امس في صيدا تبين انه ناجم عن قنبلة رميت على مجمع الزهراء التابع لـ”حزب الله” في حارة صيدا. ولم يوقع الانفجار أي اصابات.

السابق
«لعبة النار» تُغرق العدو بهواجس الرد وساحته وتوقيته
التالي
رواية المعارضة لغارة القنيطرة: ماذا يفعل حزب الله والإيرانيون والروس هناك؟