“السفير”: ما بعد الاعتداء ليس كما قبله..

رأت “السفير” أن ما حصل في القنيطرة أمس سيكون بالتأكيد نقطة تحول في الصراع المفتوح بين “حزب الله” وإسرائيل. هي مواجهة مباشرة غير مسبوقة على الأرض السورية، بين المقاومة وما تمثله، والعدو الاسرائيلي وما يمثله.. من دون وسطاء أو وكلاء. لم تعد مشاركة إسرائيل في الحرب السورية ضد محور المقاومة مجرد اتهام أو افتراض، وما جرى في القنيطرة ليس سوى دليل إضافي على الانزياح الطبيعي للصراع الحاصل داخل سوريا في اتجاه هويته الأصلية، بعدما طبعته لفترة من الزمن “الأسماء الحركية”. صحيح ان الثمن الذي دفعه الحزب بفعل الاعتداء الإسرائيلي كبير، لكن من شأن هذا الاعتداء أن يساعد الحزب كثيراً في تثبيت الصورة الحقيقية للصراع الدائر في سوريا، باعتباره صراعاً مع إسرائيل ومشروعها.
وقالت “السفير” أنه لا التباس بعد اليوم في طبيعة المواجهة التي يخوضها “حزب الله” في سوريا، بعدما تأكد بالعين المجردة أن إسرائيل أصبحت جزءاً عضوياً من المعسكر الساعي الى تغيير دور دمشق وموقعها الإستراتيجي، تمهيداً للإطباق على المقاومة في لبنان، وما ترمز اليه في المعادلة الإقليمية. ولم تعد إسرائيل تكتفي بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لجبهة “النصرة”، ولم تعد تكتفي بشن غارات “مضبوطة الإيقاع” على مواقع سورية او على إمدادات مفترضة لـ”حزب الله” في لبنان، كما كان يحصل في السابق.. هذه المرة أراد العدو ان يوجه رسالة قاسية بـ”البريد السريع” الى الحزب، وربما أبعد من ذلك.
ولفتت “السفير” إلى ان ما كرسه هذا الاعتداء هو ان “الحدود الشمالية” أصبحت تمتد من الناقورة في الجنوب الى القنيطرة في الجولان، باعتراف إعلام العدو، الأمر الذي يعني ان الهامش الجغرافي لتحرك المقاومة أصبح أوسع، في وقت يحاول العدو تضييقه عبر سعيه الى تغيير قواعد الاشتباك، وتعطيل مفاعيل المعادلات “الكاسرة للتوازن”، والتي أرساها السيد حسن نصرالله في مقابلته التلفزيونية الاخيرة.
وسألت “السفير”: “كيف سترد المقاومة، وأين، ومتى؟”.يبدو النقاش حول مبدأ الرد محسوماً، بقناعة الإسرائيليين قبل غيرهم، أما ما يحتمل الاجتهاد فهو تحديد المكان وطبيعة الهدف وزمان الرد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن حصول الاستهداف في الأراضي السورية يجعل الباب مفتوحاً على أكثر من احتمال.
ووفق تقديرات أوساط قريبة من “حزب الله” لـ”السفير” فإن الرد “حتمي” على الاعتداء الإسرائيلي، “لكن الحزب لن يتصرف بانفعال وإرباك وهو سيأخذ الوقت الذي يراه مناسباً لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم، وهذا ما عكسه البيان الصادر ليل أمس عن الحزب والذي اكتفى بنعي الشهداء، تاركاً باب التأويل مفتوحاً”. وأشارت الى أنه “إذا كانت المقاومة قد ردت على استشهاد أحد مقاوميها في عدلون بعميلة نوعية في شبعا، فإن استهداف ستة من كوادرها وعناصرها في القنيطرة سيلقى رداً موجعاً وغير نمطي بحجم الاستهداف، لكنه على الأرجح سيكون مضبوطاً تحت سقف عدم الاندفاع الى حرب شاملة، مع الاستعداد لأسوأ السيناريوهات في حال تهورت إسرائيل وقررت خوض مغامرة غير محسوبة.. ما بعد حافة الهاوية”.

السابق
بعد سالي جريج.. صورة لملكة جمال اسرائيل مع نظيرتها المصرية
التالي
هل يُعلّق «المستقبل» الحوار مع «الحزب»