15 ألف ليرة سعر صفيحة البنزين؟

انعكس تراجع اسعار النفط الخام عالمياً، ايجاباً على المستهلك اللبناني والسوق المحلية لناحية تراجع سعر صفيحة البنزين أكثر من 10 آلاف ليرة. لكن هذا التراجع فتح الاعين على مكاسب تسعى الشركات لاقتناصها واصحاب المحطات لاستثمارها من حيث رفع الجعالة، كذلك الحكومة التي تفتحت أعينها على زيادة ارباحها الضريبية. فهل تدوم فرحة المستهلك بمزيد من التراجع بحيث قد يصل سعر صفيحة البنزين الى 15 الف ليرة، ام تقطع الحكومة الطريق على المواطن، لتحقيق المزيد من الايرادات المالية.
المواطن مرتاح للتراجع المستمر في اسعار البنزين
يستفيق اللبناني اليوم على مزيد من التراجع في سعر صفيحة البنزين مقدر بنحو 700 ليرة ليصل سعر الصفيحة الى 21700 ليرة. ومن المتوقع أن يستمر هذا التراجع في الاسابيع المقبلة، على أن يكون التراجع وفق التقديرات الاولية اي استناداً الى السعر الحالي لبرميل النفط نحو 400 ليرة لصفيحة البنزين الاسبوع المقبل، و400 ليرة ايضاً في الاسبوع الذي يليه.

في هذا السياق، اشارت نائب رئيس تجمع شركات النفط دانيا نكد الى أن التجمع يطالب منذ نحو 12 عاماً بتحسين جعالة شركات النفط، وسبق له أن قدم دراسات عدة لكنها لم تطبق لأن لا الاوضاع الامنية ولا السياسية ولا الاقتصادية في البلد سمحت بذلك.

أما اليوم وفي ظل التدهور الحاصل في اسعار النفط، جددنا مطلبنا بتحسين جعالة الشركات وهذا ما نقلناه امس خلال اجتماعنا مع وزير الطاقة ارتيور نظريان، وقد وعدنا بأن ينظر في أوضاعنا.

أما في ما يخصّ تجميد سعر صفيحة البنزين، فلفتت نكد لـ»الجمهورية» الى أن هناك اتفاقا سابقا يقضي بتثبيت سعر صفيحة البنزين على 22 الف ليرة في حال تراجع سعرها أقل من ذلك، على أن يتم تحويل اي فروقات تأتي نتيجة التثبيث الى الجمارك والضرائب لتغذية خزينة الدولة.

وأوضحت نكد ان تثبيث سعر صفيحة البنزين لا ينعكس بشيء على اصحاب الشركات المستوردة للنفط، لكن المواطن يعرف أن سعر الصفيحة ثابت وعلى هذا الاساس يدوزن مصروفه.

وذكّرت نكد بأنه عندما كان سعر صفيحة البنزين فوق الـ 30 الفاً، كان المواطن يطلب تثبيث سعر صفيحة البنزين على 25 الفاً، لكن هذا المطلب لم يتحقق في السابق. اليوم وصل سعر الصفيحة الى 21 الفا، من دون ان تقوم الدولة بأي مبادرة وتالياً لا شك ان المستهلك راضٍ عن هذا الموضوع. انطلاقا من ذلك، طلبنا من الوزير نظريان اليوم رفع جعالتنا نحو 400 ليرة خصوصاً وأن المواطن لن يشعر بثقلها مع هذا التراجع في أسعار المحروقات.

أضافت: الشركات المستوردة للنفط تكبدت جراء هذا التراجع في اسعار النفط خسائر تقدّر بملايين الدولارات شهرياً، والجعالة التي تطرح الشركات اليوم رفعها 400 ليرة هي لتغطية جزء من خسائرها.

البراكس

توقع مدير عام شركة «البراكس بتروليوم» جورج البراكس أن يصل سعر صفيحة البنزين مع نهاية شهر كانون الثاني الحالي الى عشرين الف ليرة، مؤكداً ان لا شيء يمنع أن يصل سعر الصفيحة الى 15 الفاً في حال استمر هذا التراجع العالمي لسعر برميل النفط وفي حال لم تعمد الدولة اللبنانية الى تثبيت السعر.

أضاف لـ«الجمهورية»: سعر الصفيحة اليوم رهن تعاطي الدولة مع هذا الموضوع، خصوصاً مع الحديث أخيراً عن تثبيت سعر صفيحة البنزين على ان كل ما تجنيه الدولة من ذلك يحتسب كضرائب على الصفيحة. واوضح ان الضريبة المفروضة اليوم على صفيحة البنزين هي 6571 ليرة وهي متغيرة وفق سعر الصفيحة. وتتكوّن الضريبة من رسوم جمركية تقدّر بـ 4530 ليرة والضريبة على القيمة المضافة 2090 ليرة.

وكشف البراكس ان سعر صفيحتي البنزين والمازوت سيتراجع اليوم نحو 700 ليرة ليصبح سعر صفيحة البنزين 21700 ليرة والمازوت أقل من 15 الف ليرة.

وتعليقاً على ما يتردّد من توجّه لتثبيت سعر صفيحة البنزين، قال: هذا الاتجاه غير عادل خصوصاً بعدما وصل سعر صفيحة البنزين في السابق الى 37 الف ليرة ولم تلجأ الدولة الى خفض نسبة الضريبة التي تحصلها. والسؤال المطروح عندما ستعاود اسعار النفط ارتفاعها ماذا سيكون موقف الدولة من هذا الامر، وكيف ستتعاطى مع ارباحها الضريبية؟ هل ستعمد الى خفض الضرائب على الصفيحة؟

أضاف البراكس: سعر برميل النفط المسجل اليوم وصل الى أقل من 46 دولاراً، وقد لاحظنا أن دول الخليج بدأت تعلو صرختها بحيث تراجعت موازنة السعودية. ومن المتوقع أن تسجّل عجزاً بنحو 39 مليار دولار تقريباً، حتى فنزويلا وايران وروسيا بحيث ابدى رئيسها فلاديمير بوتين امتعاضه من هذا التراجع.

ومن المؤكد انه بعد فترة سيعاود سعر برميل النفط صعوده، فماذا سيكون موقف الدولة في حينه إذا زادت الضرائب. ورأى انه في حال ارادت الدولة ان تكون عادلة مع المستهلك يجب أن تترك سعر صفيحة البنزين يتراجع محلياً لاراحة المستهلك قليلاً.
وأكد رداً على سؤال أنه لم يُطرح بعد أي رقم رسمي لتثبيت سعر صفيحة البنزين وكل ما يطرح من ارقام حتى الساعة هو توقعات وارقام.

عن جعالة المحطات، طالب البراكس برفع سعر جعالة المحطات من مبيع صفيحة المازوت والتي هي اليوم 700 ليرة، لتصبح مثل جعالة صفيحة البنزين 1900 ليرة، خصوصاً وأن كلفة التجارة في صفيحة المازوت توازي كلفة التجارة في صفيحة البنزين، بل يمكن ان تكون كلفتها أكثر لأن المازوت يُدفع من قبل أصحاب المعامل والمولدات بالتقسيط أو بالدين او بعد 3 اشهر، بينما البنزين يباع نقداً وفوراً لذا يجب اعادة النظر بجعالة المازوت لتوازي جعالة البنزين.

نظريان

في سياق متصل، التقى وزير الطاقة ارتيور نظريان أمس تجمع شركات النفط برئاسة أوسكار يمين وجرى البحث في أوضاع القطاع عامة في ظل التدني الحاصل في أسعار المشتقات النفطية والذي ينعكس تلقائيا على القطاع. وتم الإتفاق على إستمرار التنسيق التام بين المعنيين كافة لما فيه مصلحة المواطن من جهة والحفاظ على القطاع من جهة ثانية.

وأشار يمين بعد الإجتماع الى أن «البحث تناول موضوع التدهور الهائل في الأسعار خصوصا أن ما يظهر في المستقبل القريب يؤشر إلى الإستمرار في هذا الإنخفاض، وبما أن الدولة هي الراعي للقطاع عقد هذا اللقاء». واكد «أن الأهم طبعا يبقى مصلحة المواطن والمستهلك كما الحفاظ على القطاع الخاص».

السابق
الذهب يتراجع من أعلى مستوى في 12 أسبوعاً
التالي
ملوك الاعتدال