رجال الدين ودورهم في حماية السلم الأهلي

هيئة علماء المسلمين

نظمت الجماعة الاسلامية في جبل لبنان في قاعة خلية مسجد بلدة سبلين، ندوة ثقافية تحت عنوان : رجال الدين ودورهم في حماية السلم الأهلي”، وحضرها رئيس مجلس محافظة جبل لبنان في الجماعة المهندس محمد قداح، المسؤول السياسي في الجبل المهندس عمر سراج،  ممثل المنسق العام لتيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي الدكتور محمد الكجك محمد حامد قوبر،  احمد خالد ممثلا وكالة داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب، رئيس بلدية سبلين محمد خالد قوبر، رئيس بلدية كترمايا الدكتور بلال قاسم وعدد من المشايخ والشخصيات والفاعليات واعضاء اللقاء الروحي في الجبل واهالي.

الشيخ زين الدين

استهلت الندوة بالنشيد الوطني، ثم آين من الذكر الحكيم لوليد علاء الدين، وتقديم من الشيخ زياد حماده، ثم تحدث الشيخ عامر زين الدين فأمل مباركة هذا اللقاء الأخويِّ الطيب الذي يعمل على نشر الوعي الديني صوناً للسلم الأهلي ودرءً للفتن الطائفية والمذهبية، واعزازا للدين”.
وقال:”  في الاساس رجال الدين يجب ان يكونوا القدوة في الخير العام، واليوم نحن بأمسّ الحاجة إلى القدوة الصالحة والمثل العليا، نظرا للوهن الذي أصاب حياة الناس من خلال غلبة الأهواء وإيثار المصالح الخاصة. ولذا، فإن للخطاب الديني أهمية عظيمة في نشر ثقافة السلم الأهلي، ضمن تعاليم الدين الحقة بثوابت وطنية ومسؤولية كبيرة، والتركيز على القيم الروحية المشتركة، والتربية الهادفة الى تنمية الثقة، كي يُظّهر رجل الدين للناس صورة جلية بأبهى عناوين الايمان والصلح والاصلاح والعدل والمساواة، والعمل بعمق لتعزيز انسانية وكرامة الانسان، من اجل التأسيس الى مرحلة ثقافية وانسانية مستقبلية ترتكز على الفكر والعقل وتثبيت مفهوم جديد، بعيدٍ من كل اشكال العنف والاكراه، والإنطلاق الى الافق الوطني الأرحب ولعب الدور المطلوب ازاء العديد من القضايا المطروحة واهمها بناء السلم الاهلي”، معتبرا ان ذلك لا يتحقق الا من خلال ترشيد الخطاب الديني المرتكز على الاعتدال والوسطية، وتطويره من الحالة الفرديّة إلى الحالة المؤسساتية، التي تجعل منه مرجعيّة عامّة في ثقافة السلم الأهلي المؤثرة في سلوك الأفراد والجماعات”.

قوصان

ثم تحدث الناظر العام في المعهد الشرعي الاسلامي التابع لمؤسسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله الباحث الاسلامي الشيخ زهير قوصان فشدد على ضرورة الانفتاح بعقولنا وقلوبنا وبكل مشاعرنا ووجداننا على الحياة كلها وعلى انسان الحياة، لأن الله يفتح ابوابه لجميع عباده، وعلى جميع عباده ان ينفتحوا على بعضهم البعض،” لافتا الى “اننا مسلمين وغير مسلمين كلنا عباد الله وخلقه وأمة لله تعالى”، مشيرا الى “ان هذا المعنى اكده النبي الاكرم عندما هاجر بدينه ورسالته ومعتقدمه من مكة مسقط رأسه الى المدينة تلك البقعة المباركة والمنورة”،وتوقف الشيخ قوصان عند وثيقة المدينة التي اطلقها الرسول”، مشيرا الى “انها من افضل الدساتير التي تعتمد في عالم الانسان لبناء علاقة متينة بين ابناء الوطن الواحد والبشر جميعا لأنه لم يفرق بين المسلمين وغير المسلمين الذي كانوا يقيمون حول المدينة”، موضحاً ” ان الرسول عقد المآخات بين المسلمين واسس لمجتمع التعايش والالفة والتعاون بين المسلمين وغير المسلميم ممن كانوا يعيشون حول المدينة، ولم يقل لغير المسلمين لا نريدك بيننا، ولم يعمل على طردهم او اقصائهم”…، داعيا الى الانطلاق من خلال دعوة وخطاب النبي ونحن نعيش في ذكرى ولادته لندعو الناس جميعا لنعيش في مجتمع المحبة والسلام والتعايش.”

وأضاف ” قد نختلف على مستوى وجهات النظر الاجتهادية في فهم نص هنا ونص هناك، ولكن لا ينبغي لهذا الاختلاف في تفسير النصوص الشرعية سواء داخل الدين الواحد او داخل المذهب الواحد او داخل الاديان والمذاهب المختلفة، لا ينبغي ان يكون الفهم المتعدد والاجتهادات المتعددة اساسا للنزاع والخصومة فيما بيننا، بل لابد النظر في هذا التنوع في الفهم والإجتهادات ووجهات النظلر على انه غنى وثروة لهذه الامة”، مشددا على ان هناك الكثير من نقاط الاشتراك التي تجمعنا اذا بحثنا بنية صادقة ومخلصة”.

الأب رعد

ثم تحدث نائب الرئيس العام للرهبانية المخلصية المدبر الأب عبدو رعد فحيا الجماعة الاسلامية تنظيمها لهذه الندوة أكثر من تلك الممولة من المجتمع الخارجي”، مؤكدا انها تعبر عن رغبة مجردة في التلاقي والحوار من أجل السلم”.

ثم شرح الأب رعد تعريف رجال الدين والسلم الاهلي ودورهم في الاقناع والأعمال، وقال :” علينا

البدء بالذات، ولينتقد كل واحد ساحته من أجل الإصلاح، ولا تهاجم ساحة غيرك إلا معه، كي لا يزيد التطرف، العمل معا لمعالجة النقص، عدم التزلم للسياسيين ولا الخوف منهم، والامتناع عن استعمال الدين لحماية أية سلطة أو لتبرير أي إجرام أو أية حرب، عدم استعمال الدين من أجل إلغاء الآخر، عدم الرد بالشر على الشر، القبول بنظام مدني عام يتساوى فيه الجميع أمام العدالة، والعمل على إيجاد هذا النظام، العمل على إيجاد كتاب تعليم ديني موحد في جميع المدارس، وهو أهم من كتاب التاريخ الموحد لا بل يكون هذا الكتاب تقويما للتاريخ وانطلاقا نحو المستقبل”.

وختم “الحرية ثم الحرية: يا رجل الدين إياك أن تهدر دم أحد، فأنت لست من أعطاه إياه، وإن كنت تظن أنه قد أعطيته شيئا فلا يحق لك أصلا أن تستعيد ما وهبت”.

الشيخ درويش

وختاما كانت كلمة لرئيس قسم الدراسات العليا في معهد الدعوة الجامعي للدراسات الاسلامية الشيخ الدكتور هلال درويش فنوه بدور الجماعة  الاسلامية في جمع العائلة اللبنانية قاطبة، مشيرا الى انه هذا هو لبنان في جماله وتنوعه وكماله”، مشدداً على اهمية وضرورة الحوار”، ثم تحدث عن الأمن والسلم وتكريم الانسان وقيمته الحضارية والتعددية” متناولا المواطنة من عدة اوجهها.

السابق
نقابة الخلوي تحذر من إضافة رقمين جديدين
التالي
جمهوريون اميركيون يريدون وقف اطلاق سراح معظم سجناء غونتانامو