فحص مكرّما في منتدى صور الثقافي

كرم منتدى صور الثقافي، العلامة الراحل السيد هاني فحص، واقام في قاعة المنتدى ندوة حملت عنوان “السيد هاني علم فكر وادب وحوار”، شارك فيها العلامة السيد كاظم ابراهيم والبحاثة محمد السماك والشاعر جورج غنيمة، حضرها المطران شكرالله نبيل الحاج، وعبدالله البردان ممثلا مدير عام ادارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية ناصيف سقلاوي، ونائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي، والقيادي في حركة فتح محمد زيداني، ورئيس المنتدى الحالي احمد فقيه والسابق ناصر فران، وعائلة الراحل ونخب ثقافية لبنانية وفلسطينية ورجال دين.

بعد النشيد الوطني وكلمة تعريف وترحيب من عضو الهيئة الادارية في المنتدى عدنان المولى، تحدث ابراهيم عن العلاقة الوطيدة التي ربطته بالراحل منذ اكثر من خمسين عاما، متوقفا عند عدد من المحطات التي جمعتهما ايام الصبا والشباب وخلال تلقي العلوم. واشار الى تعمق صداقتهما في النجف لاسيما بعد هزيمة حزيران العام 1967 حيث تلقيا صدمة مزدوجة بما جرى على جبهات القتال من جهة ومن الشماتة التي اظهرها الكثير من طلاب العلوم الشرعية في النجف بالهزيمة.

وذكر ابراهيم بفتوى السيد محسن الحكيم بوجوب العمل العسكري ضد اسرائيل، و”منذ ذلك الحين انخرط الراحل في صفوف المقاومة وتوطدت علاقاته بالقيادة الفلسطينية وخاصة مع قيادتها ممثلة بالرئيس ياسر عرفات”. واشار الى ان الراحل “بنى حياته على القناعة والتقوى وكرس قلمه لهذا الوطن وقضايا الانسان”.

السماك
من جهته قال السماك: “ماذا يمكن ان يقال اكثر مما قيل في السيد الراحل، وماذا يمكن ان يضاف من الشهادات المحبة والصادقة قولا وكتابة”. اضاف: “ان امرا قد غيب يتطلب جراة ادبية دفع ثمنها غاليا”، وقال: “اعتمد على ما كان يدور خلال لقاءاتي معه من تبادل للهموم والاهتمامات على امتداد عقدين من الزمن، كان السيد يشعر انه مظلوم وكان يعاني من ظلم ذوي القربى. كان يؤمن ان ظلم اي انسان هو تهديد لحق كل انسان كما كان شعر انه منتهك في حقه، ولم يكن حقه ملكا شخصيا له انه كان عاما دينيا ووطنيا وانسانيا وعربيا ولبنانيا”.

وأضاف: “ولد ذلك لديه شعورا بالالم وخيبة الامل، لكنه تمرد على الظلم وكان هذا التمرد مصدرا لسطوع اشعاعاته”. واشار الى ان “السيد الراحل كان يرفض الظلم لغيره ويكرهه لنفسه لكنه لم يكن يكره ظالميه ولم يعرف الحقد على احد، بل كان يعبر عن ذلك بالغضب وبالاسف عليهم”.

وتوقف السماك عند عدد من المحطات “التي حاول فيها جمع شمل الامة سواء من خلال اقامة احتفال مشترك لاحياء ذكرى عاشوراء في دار الفتوى، حيث ايده وشجعه في ذلك العلامة الراحل، كما من خلال الرسالتين المشتركتين اللتين بعث بهما الى المسؤولين في باكستان لتشكيل وفد مشترك من رجال الدين من السنة والشيعة في محاولة لراب الصدع هناك وحقن الدماء، في فترة كانت شهدت تفجيرات في المساجد والحسينيات، حيث كان الراحل يستعد للمشاركة في هذا الوفد الذي لم يذهب لعدم تلقينا الاجابة على الرسالتين”. وختم: “لقد خسر الفريق العربي الاسلامي المسيحي برحيله ركنا اساسيا من اركانه كما خسر لبنان علما من اعلامه وخسر المسلمون رائدا من رواد الفكر الاسلامي الحر”.

اما غنيمة فقال: “كان الراحل المختلف والمؤتلف في ان، والتعددي الابعاد في همومه وانشغالاته الروحية والانسانية والثقافية حتى خلته مرسلا امميا.

ثم تحدث فقيه عن علاقة الراحل بالقضايا الوطنية والعربية والقومية والانسانية لاسيما قضية فلسطين، ناقلا تحيات الباحث سعود المولى الذي اعتذر عن عدم تمكنه من الحضور.

اما كلمة العائلة فالقاها نجل الراحل مصطفى فحص، الذي اشار الى “علاقة الوجود التي ربطت اباه بصور التي لم يكن يصبر على فراقها، كما عن علاقة ابيه بحركة المحرومين وبالسيد موسى الصدر قبل ان يحرمه ورثتها”. كما تطرق الى علاقة الراحل بالمخيمات الفلسطينية وبالمدرسة الجعفرية وبحارات صور وناسها واهلها”.

(الوطنية)

السابق
احتفال باطلاق تقرير دراسة الفقر في طرابلس
التالي
بلديات قضاء راشيا: للاسراع في تجهيز مراكز جرف الثلوج