لقاء عون – جعجع قد يحدد السقف المسيحي السياسي؟

ميشال عون وسمير جعجع

يكاد يكون لقاء رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الحدث الابرز المرتقب محليا، ليس خلال ايام، بل اسابيع بحسب ما ترجح مصادر قريبة من الجانبين، نسبة لمرحلة التباعد الكبير بين الزعيمين المسيحيين ومن خلفهما جمهورهما الواسع، وعدم انجاز التحضيرات واعداد جدول اعمال مشترك استنادا الى اوراق العمل.

ولعل سلسلة الاجتماعات التحضيرية التي تعقد تباعا بين الرابية ومعراب ويرأس بعضها عون وجعجع نفسيهما تعكس مدى الاهمية التي يعلقها الرجلان على اعادة المياه الى مجاريها والرغبة الحقيقية بالتعاون من اجل وضع مسيحي افضل في المرحلة المقبلة، اذ بعد اجتماعين عقدا في الرابية بين منسقي اللقاء النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات” ملحم رياشي رأس عون احدهما، يعقد في معراب غدا لقاء برئاسة جعجع للغاية نفسها ويستكمل خلاله البحث في بنود جدول الاعمال المقترح والتي ما زالت خاضعة للاخذ والرد.

وفي اطار الخطوات التقاربية، علمت “المركزية” ان حزب القوات اللبنانية وجه دعوة الى العماد عون للمشاركة في الاحتفال الذي يقيمه في معراب عصر الاربعاء المقبل لمناسبة تسليم اولى بطاقات الانتساب الحزبية تحت عنوان “انا ملتزم”، ورجحت مصادر المعلومات ان يوفد عون النائب ابراهيم كنعان ممثلا عنه.

وترجح المصادر القريبة من الطرفين لـ”المركزية” ان يعقد اللقاء المنشود بين عون وجعجع قبل عيد مار مارون في 9 شباط وربما في 6 شباط وهو الموعد نفسه الذي تم فيه توقيع وثيقة التفاهم الشهيرة بين “حزب الله” والتيار الوطني الحر منذ سنوات، وتعزو في هذا المجال اندفاع الرجلين نحو التلاقي واعادة وصل ما انقطع الى جملة معطيات قد يكون الملف الرئاسي، على اهمية وحجم الخلافات الناشبة بين الطرفين بسببه، ابرزها، اذ تشير الى ان المرشحين الرئاسيين وبعد مضي ما يقارب ثمانية اشهر على الفراغ في بعبدا تلمسا انعدام اي فرصة لوصول احدهما، اذ ان المملكة العربية السعودية التي استقبلت في المرحلة الاخيرة رئيس القوات وخصته بحفاوة بالغة لناحية طبيعة ومستوى اللقاءات التي عقدها مع كبار المسؤولين فيها، لن تقبل بوصول عون الى بعبدا تماما كما يعلم جعجع علم اليقين استحالة قبول الجمهورية الاسلامية الايرانية بوصوله الى الكرسي الرئاسي. وتبعا لذلك تفهّم الزعيمان المسيحيان الاشارات الاقليمية وقررا الانتقال الى مرحلة جديدة من التعاطي تنقلهما من ضفة الترشح الى ضفة الشراكة في اختيار وتسمية الرئيس العتيد خشية ان يفقدا الفرصتين معا.

وترى مصادر سياسية متابعة ان من شأن لقاء عون – جعجع وما قد ينتج عنه اذا ما كتب له تحقيق اهدافه ان يفتح صفحة جديدة تحدد سقفا مسيحيا يصعب على اي كان القفز فوقه او تخطيه تماما كما هي الحال في الثنائية الشيعية التي بفضل تلاحمها تمكنت من تحديد سقفها وتحصيل مكاسب الطائفة على كل المستويات. وتشير الى ان التقاء القطبين المسيحيين الاقوى سيقلب الوضع المسيحي في الدولة واداراتها رأسا على عقب ويحدث تغييرا نوعيا ويصحح الخلل الذي اصاب الطائفة لجهة حضورها في وظائف الادارات العامة في الفئة الثانية وما دون كما قد تعيد بعض الصلاحيات للرئاسة الاولى اذا ما تمت متابعة القضية في شكل جدي اضافة الى تحسين مستوى التمثيل المسيحي في المجلس النيابي من خلال الاتفاق على قانون انتخابات يصحح الغبن اللاحق بالتمثيل المسيحي.

والى اعادة الحقوق للمسيحيين تعتبر الاوساط ان عون وجعجع سيحققان عبر تقاربهما مكاسب شخصية وعلى مستوى شارعهما، فلا يجد الاول نفسه محرجا بالخروج من حلبة اللعبة الرئاسية لكونه حقق هدف “الجمهورية من اجل الرئاسة” الذي ايده فيه جعجع فيما يتمكن الثاني عبر التقارب مع التيار الوطني الحر وزعيمه عبر طي صفحة الخلافات المزمنة من تثبيت نفسه زعيما مسيحيا باقرار عون، بما يؤهله ليكون رئيسا في مرحلة لاحقة ربما.

السابق
مواطنون عالقون في سياراتهم عند مدخل جزين يناشدون الدفاع المدني انقاذهم
التالي
مصدر فلسطيني: لا تسوية بين اللينو و«فتح»