جلسة الحوار الأولى كسرت الجليد.. ماذا بعد؟

حسن نصرالله وسعد الحريري
إنطلقت أول من أمس الجلسة الأولى للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله ، والتي وصفها النائب سمير الجسر في حديث لـ«جنوبية» أنها «جيدة وتخللها جوّ الصراحة»، والتي أكد الطرفان في بيان الختام أنها تمحورت حول تخفيف الإحتقان السني-الشيعي، وإنتخاب رئيس للجمهورية.

قبل نهاية عام 2014 الذي كان مليئاً بالتشنجات السياسية والأمنية على الصعيد اللبناني الداخلي، وقبل عيد الميلاد بيوم، تلقّى اللبنانيون عيديّة من الطرفين الأكثر خصومة سياسياً «حزب الله» و «تيار المستقبل»، عبر الحوار الذي بدأ أول من أمس بين الحزب والمستقبل برعاية وحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري.
فبعد قطيعة دامت لأكثر من أربع سنوات، والتي رافقتها إهتزازات وتشنجات أمنية في كثير من المناطق اللبنانية، من سيارات مفخخة، إحتقان مذهبي، شعور بالغبن عند المكوّن السني بعد إقصاء زعيمهم عن الحكم، وإشتباكات في عرسال وطرابلس وصيدا، بالإضافة إلى دخول حزب الله الحرب السورية التي رفضتها قوى 14 آذار، لأنها أغرقت لبنان بويلات لا تزال عواقبها السلبية تنعكس علينا حتى يومنا هذا.
كل هذه الأحداث وغيرها كانت انعكست على اللبنانيين، إلى أن قرر المكونين اللذان كانا يرفضان الحوار ويتراشقان التهم، الجلوس سوياً برعاية ووساطة «الإستاذ والبيك»، وما أعطى اللبنانيون أملاً أكبر هو التحضير إلى حوار مسيحي-مسيحي أي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
إلاّ أنّ اللبنانيون باتوا أكثر وعياً في فهم الخفايا والمناورات السياسية، فهم لا ينتظروا من الحوار، التفاهم وإعادة الثقة بين الطرفين، وإنهاء الإنقسام العامودي في لبنان، لكنهم يريدون حّل الأزمات الرئيسية في لبنان، وأهمها إنتخاب رئيس للبنان بعد مئة وأربعة عشرة يوماً على الفراغ.
إذاً بدأت الجلسة الأولى يوم الثلاثاء عند الساعة السادسة مساءً، في عين التينة وبحضور بري. تألف وفد الحزب من المعاون السياسي للامين العام حسين الخليل رئيساً، وعضوية الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله. اما وفد تيار المستقبل فقد ضك كل من مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري رئيساً، وعضوية الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، وبحضور الوزير علي حسن خليل ، وقد دامت الجلسة الأولى أربعة ساعات وتخللها عشاء على شرف الحضور.
وبعد نهاية الجلسة صدر بيان عن الحضور أكدّ على ضرورة تخفيف الإحتقان. وأكد البيان حرص «أكد الطرفان واستعدادهما البدء بحوار جاد ومسؤول حول مختلف القضايا، وفي اطار تفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر من بعض الملفات الخلافية، وعلى استكمال هذا الحوار بإيجابية بما يخدم تخفيف الاحتقان والتشنج الذي ينعكس على علاقات اللبنانيين مع بعضهم البعض وتنظيم الموقف من القضايا الخلافية وفتح ابواب التشاور والتعاون لتفعيل عمل المؤسسات والمساعدة على حل المشكلات التي تعيق انتظام الحياة السياسية».
وشدد «المجتمعون على ان هذه اللقاءات لا تهدف الى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية، وليست في مواجهة احد او لمصادرة والضغط على موقف أي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية، بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين مع بعضهم البعض».
وقد أكدّ النائب سمير الجسر في حديث لـ«جنوبية» أنّ: «الجلسة كانت جيدة، وطغت الصراحة من قبل الطرفين وخصوصاً من قبل حزب الله» وعن الملفات التي تطرق لها الحوار قال الجسر «بدايةً كان هناك جولة عامة على جميع الملفات السياسية والخلافية، والعناوين الأساسية في البلد، إلاّ أنّ التركيز كان على ملفين أساسيين هما الإحتقان السني-الشيعي، وتحديد آلية لإنتخاب رئيس للجمهورية». وختم الجسر ان الجلسة الثانية للحوار ستكون في بداية السنة المقبلة.
هكذا، وبرغم أنّ الحوار وبتأكيد الطرفين، لن يتطرق إلى الأمور الخلافية الأساسية ومنها سلاح حزب الله، ودخوله في الحرب السورية، إلاّ أن المراقبين يؤكدون على أهمية لغة الحوار خصوصاً في ظلّ الإحتقان المذهبي، وللإتفاق على تحييد لبنان عن كل ما يجري في المنطقة وخصوصاً لحماية لبنان من الإرهاب.

السابق
اخلاقيات الأديان السماوية وأحكامها في أسلحة الدمار الشامل
التالي
هل دخلنا الزمن النفطي المخيف؟