حكمت الأمين المنسيّ!

«من كان بحجم مؤسسة يجب أن تكون له مؤسسة»، عبارة قالها العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله أمام وفد لجنة تكريم الشهيد الدكتور حكمت الأمين منذ ربع قرن، في أعقاب استشهاده ورفاقه، بغارة إسرائيلية استهدفت مقر الحزب الشيوعي اللبناني في الرميلة بتاريخ 29 كانون الأول 1989.

أقيم احتفال تكريمي للشهيد الأمين في بلدته كفررمان، بعد سنة على استشهاد «طبيب الفقراء» ثم طويت صفحته. لاحقاً أهمل لأن إقامة احتفال «قد يخلق مشكلة حزبية، أو رد فعل سلبياً من قبل ذوي الشهداء المقاومين»!
تبرير مبالغ فيه، لا بل يشعر كثيرون ممن عايشوا حقبة الطبيب الشهيد بجفاء حزبي تجاهه، لم يظهر اليوم فحسب، بل في أعقاب تشكيل لجنة تكريم الشهيد حكمت الأمين التي أعلنت في «نقابة الصحافة» في 29 حزيران 1990، ومن بعدها ثمة من عمل في الحزب على حصر دور اللجنة، ومن ثم فرط عقدها الذي ضم وجوهاً وطنية وجنوبية.
ومع فرط عقد اللجنة، ضاعت الأوراق والمستندات والصور التي جمعت لإصدار كتاب يتناول سيرة هذا المناضل الجنوبي الاستثنائي، حتى الشهادة، حتى أن عائلته لا تمتلك اليوم شيئاً من صوره الخاصة التي سلمت إلى لجنة حزبية كلفت إعداد الكتاب وتنفيذه. وضريحه عانى من إهمال قبل أن تأخذ عائلته على عاتقها، منذ سنوات قليلة، ترميمه وتحسينه.
بعد وضع نصب تذكاري له في باحة مستشفى «النجدة الشعبية اللبنانية» في النبطية، من تنفيذ الفنان شربل فارس، مرت سنوات طويلة قبل أن يطلق اسم حكمت الأمين عليها، لكن معظم الأوراق والفواتير ما زالت تحمل اسم «مستشفى النبطية».
مع اقتراب الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاده، طُرحت «فكرة» واحدة لإقامة نشاط في المناسبة، في اجتماع فرع «النجدة الشعبية» في النبطية، وسرعان ما طوي البحث في الأمر حتى إشعار آخر!

السابق
لاريجاني يلتقي السيستاني: دول إسلامية دعمت «داعش» ضمنياً
التالي
أزمة اللاجئين السوريين توازي نكبة الفلسطينيين