الموت يغيّب المغني جو كوكر

غيب الموت مغني موسيقى الروك والبلوز الشهير جو كوكر. وقال مدير أعماله عقب إعلان نبأ وفاته “أنه وببساطة لا مثيل له، وسوف يكون من الصعب أن يأتي من يملأ الفراغ الذي تركه في قلوبنا”. كان المغني جو كوكر يعاني مؤخراً من مرض سرطان الرئة.
وخلال الحفل الذي كان يحييه المغني المعروف بيلي جويل في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي في ماديسون سكوير غاردن في نيويورك، توقف ليشيد بصديقه جو كوكر قائلاً “أنه مغنٍ عظيم وصحته ليست على ما يرام هذه الأيام”، وكان ذلك قبل أن ينشد أغنية كوكر “وذ أ ليتل هيلب فروم ماي فريندز”، تكريماً له.
لم يكن الجمهور حتى ذلك الحين يعلم شيئاً بوضع جو كوكر المتردي صحياً، وتلك كانت المرة الأولى التي يسمع فيها عن مرضه. وفي يوم الإثنين الماضي كان المغني الذي عُرف ببحته المميزة يودع عالمنا، ليغيّبه الموت وإلى الأبد، عن عمر ناهز 70 عاماً، وفقاً لتصريحات مدير أعماله باري مارشال للبي بي سي، حيث كان يصارع مرض سرطان الرئة الذي كان يعاني منه منذ وقتٍ طويل.
وكانت أصدرت شركة سوني البيان التالي بمناسبة وفاة المغني جو كوكر “جون روبرت كوكر، المعروف بين أسرته وأصدقائه، وجاليته، وكل معجبيه حول العالم بإسم جو كوكر، توفي يوم 22 كانون الأول (ديسمبر) الحالي، إثر صراعٍ طويل ضدّ السرطان. إنطلقت شهرته كمغنٍ لموسيقى الروك والبلوز في العام 1964، وإستمر حتى يومنا هذا. وأصدر جو حوالي 40 ألبوماً غنائياً، وجال العالم كله”.
وإكتسب كوكر شهرة واسعة من خلال تقديمه نسخة جديدة لأغنية “وذ أ ليتل هيلب فروم ماي فريندز”، لفريق البيتلز. ولكن، في ذات الوقت، أصدر أغنيات من تأليفه نالت نجاحاً كبيراً، مثل أغنية “أب وير وي بيلونغ”، وأغنيته الرائعة “يو كان ليف يور هات أون”.
كان كوكر أول فنان يشارك في الدورة الأولى لمهرجان وودستوك عام 1969، بصوته المميّز بتلك البحة الخاصة به، وحركاته النابضة بالحياة على خشبة المسرح.
وجو كوكر الذي ولد في شيفيلد (شمال إنكلترا) في 1944، انضم مذ كان عمره 15 عاماً إلى فرقٍ موسيقية عديدة، مثل “ذا أفينجرز”، وهي أول فرقة عمل معها كوكر تحت إسم فانس أرنولد المستعار. بعدها، كان عضواً في فرقة “بغ بلوز” وذلك في العام 1963، وفرقة “ذا غريس باند” في 1966.
والجدير ذكره أن هناك مجموعة من نجوم موسيقى البلوز السود تركت بصماتٍ واضحة في مسيرة جو كوكر الغنائية، منذ بدأ مشواره الفني، من بين أبرز الأسماء في هذه المجموعة: راي تشارلس وسام كوك وأريثا فرانكلين. ففي العام 1964 سجّل أغنية “جورجيا أون ماي مايند” للرائع راي تشارلس، و”آي ول كراي إنستيد”، لأعضاء فريق البيتلز جون لينون وبول مكارتني.
وبعد مرور أربع سنوات، وضع أولى خطواته في طريق الشهرة، من خلال أغنيته الخالدة “وذ أ ليتل هيلب فروم ماي فريندز”، التي وضعته في المراكز الأولى لقوائم أفضل الأغنيات في إنكلترا وأوروبا. ولكن، مع تصوير فيلم “ماد دوغس آند إنكلشمين” ترسخت أقدام كوكر كمغنٍ في عالم الموسيقى، وتوطدت علاقاته مع نجوم السينما لتمتد على طول مسيرته الموسيقية، و ساهمت في نجاح العديد من أغنياته الشهيرة.
وفي العام 1972، وبعد جولة في الولايات المتحدة أحيا خلالها 65 حفلاً موسيقياً في 57 يوماً، وقع ضحية أزمة شخصية حادة، نتيجة إدمانه على الكحول والمخدرات، الأمر الذي أبعده عن عالم الغناء، حتى ظهوره مجدداً في العام 1982 مع صدور ألبومه الثامن “شيفيلج ستيل”.
وكانت أغنيته “أب وير وي بيلونغ” برفقة جينيفر وارنيس قد رفعت من شأنه كمغنٍ مرة أخرى لينال عنها جائزة الأوسكار. وأما أغنيته الواسعة الإنتشار “أنشين ماي هارت” التي غناها في العام 1987 فقد توّجت مشواره الغنائي، ولكن هذه المرة من دون رجعة. ومن ثم تبعتها ” وان نايت أوف سين” في 1988، و”جو كوكر على الهواء” في 1990، و”نايت كولس” عام 1991، ونسخة جديدة لأغنية فريق البيتلز”يوف غوت تو هايد يور لوف أواي”.
وأصدر جو كوكر في عام 1994 “هاف آ ليتل فيث”، ولاحقاً سجّل “أورغانك” في 1996، و”أكروس فروم مدنايت” في 1997، ومن ثم “نو أورديناري وورلد” عام 2000.
وكان جو كوكر إحتفل في عام 2003 بمناسبة مرور 35 عاماً على عمله في عالم الموسيقى وأصدر ألبوماً غنائياً مزدوجاً حمل عنوان “ذا أولتيميت كوليكشن 1968 – 2003″، ضمّ أكثر من 30 أغنية.
وأما نتاجه الغنائي التالي فقد أصدره في عام 2004 بعنوان “هارت آند سول”، وهو عبارة عن ألبوم إحتوى على إعادة تسجيل لأغنيات كلاسيكية لموسيقى السول والبلوز والروك تعود لسنوات الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات. وبعد ثلاث سنوات، أصدر كوكر “هِمن فور ماي سول”، وهي عبارة عن مجموعة من الأغنيات ذات نكهة كلاسيكية.
وأما أعماله الغنائية الأخيرة فقد إنحصرت في الحفلات المباشرة التي قام بإحيائها، مثل “لايف آت وودستوك” 2009، و”هارد نوكس” 2010، الذي إحتوى على تسع أغنياتٍ لم تصدر سابقاً، و”آيكون” 2011، وأخيراً “فاير إت أب” 2012. وكان جو كوكر قد أعلن عن عمل غنائي جديد مع حلول عام 2015.
وإشتهر جو كوكر أيضاً من خلال مساهماته الإنسانية في المهرجانات الموسيقية، مثل حفل تكريم نيلسون مانديلا بمناسبة عيد ميلاده السبعين، أو الإحتفال بسقوط جدار برلين في 1989.
وفي السنوات الأخيرة من حياته، كان جو كوكر كرّس إهتماماً خاصاً لمؤسسته “مؤسسة كوكر للأطفال”، التي كانت تعمل من أجل تقديم المساعدة إلى الأطفال والشباب.

السابق
أزمة اللاجئين السوريين توازي نكبة الفلسطينيين
التالي
الصهيونية و«داعش».. إدارة التوحش