ترميم قلعة شمع.. نحو التنفيذ

سلك ترميم قلعة شمع التاريخية طريقه نحو التنفيذ بعدما تم الانتهاء من الدراسات وإنجاز مناقصة الأعمال، على أن تبدأ الأشغال في بدايات العام المقبل بكلفة تزيد على السبعمئة ألف يورو، كانت قد تكفلت بها الحكومة الإيطالية إثر حرب تموز 2006، التي دمرت في خلالها الأقسام الرئيسة من القلعة، بفعل غارات الطيران الحربي الإسرائيلي.

ويؤكد مسؤول المواقع الاثرية في الجنوب علي بدوي أن أعمال تأهيل قلعة شمع الممول من الحكومة الإيطالية، والتي يتولى ملفها «مجلس الإنماء والاعمار» باتت وشيكة، وستتم على أساس ملف شامل كانت أعدته وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار.
وأوضح بدوي أن أعمال الترميم تشمل رفع الحجارة المتناثرة في أرجاء القلعة نتيجة الغارات الإسرائيلية، وثم ترقيمها وإعادة بناء الجدران الرئيسة والأبراج من جميع الجهات.
وتحضيرا لمرحلة انطلاق الترميم والتأهيل أطلقت الكتيبة الايطالية العاملة ضمن «اليونيفيل» مرحلة تأهيل الباحة الخارجية للقلعة، لكي تتكامل مع مراحل ترميم القلعة من الداخل.
وقد تم الإعلان عن بدء تأهيل تلك الساحة بحضور قائد القطاع الغربي في «اليونيفيل» الجنرال ستيفانو دل كول، وممثل قائد الجيش العميد الركن محمد الحجار، ورئيس «اتحاد بلديات صور» عبد المحسن الحسيني، وممثلة السفارة الإيطالية في لبنان بالمبا دامبروزير، وفعاليات زمنية وروحية.
وأعلن الجنرال دي كول أن خطوة تحسين وتأهيل الباحة المؤدية إلى القلعة التاريخية، تأتي في سياق الاستعداد لتأهيل وترميم القلعة الممول من الحكومة الايطالية لكي تستعيد القلعة دورها السياحي. ورحب رئيس بلدية شمع عبد القادر صفي الدين بمبادرة الكتيبة الإيطالية التي قدمت الكثير لبلدة شمع، مذكراً بضرورة الإسراع بأعمال ترميم وتأهيل القلعة والالتزام بالمواعيد، لان كل يوم يمر تخسر فيه القلعة من بنيانها وحجارتها.
وقالت دامبروزير «حكومة إيطاليا تؤكد استمرارها في بناء وتنمية السلام في لبنان كما انها ملتزمة وجاهزة لتنفيذ العديد من المشاريع عبر مكتب التعاون الإيطالي والمنظمات غير الحكومية».
وتعتبر قلعة شمع واحدة من أهم القلاع المهمة، نظراً لموقعها المطل على بحر صور من جهة والساحل الفلسطيني من جهة ثانية، إضافة إلى امتدادها الجغرافي وتحصيناتها وقاعاتها الرحبة وأبراجها العالية. وتكتسب اسمها من اسم «المقام» الموجود داخل أسوارها المعروف بـ«مقام النبي شمع أو شمعون الصفا»، ويرجع بناؤها وتشييدها إلى القرن الثاني عشر أي الحقبة الصليبية، وقد استعادها المماليك في القرن الثالث عشر، وفقدت بعد ذلك أهميتها العسكرية. وفي القرن الثامن عشر صارت من أملاك آل الصغير الذين كانوا يحكمون جبل عامل.
وتنقسم القلعة إلى أربعة أقسام رئيسة، وهي الحصن والمقام والمعصرة والقرية. ويحتل الحصن الجزء الشمالي الشرقي ضمن أسوار القلعة، وهو كان مقرا لحاكمها، ويتألف من طبقات، خصص السفلي منها للمخزن والإسطبل، وإلى جانبها معصرة زيتون ونقوش وزخارف على الجدران الداخلية. وكانت الطبقة العليا مسكناً للحاكم. أما المقام الذي قامت بتأهيله وترميمه دولة قطر بعد عدوان تموز، فيعتبر أكثر أقسام القلعة حيوية حيث يزوره آلاف المؤمنين سنوياً مقدمين نذورهم.

السابق
«التحرُّك الرئاسي» لفرنسا لا علاقة لإيران به؟
التالي
لبنان الأكثر تماسكاً في محيطه وينبغي حمايته