فيينا أخفقت في حل «النووي» الإيراني والبديل تمديد اتفاق جنيف سبعة أشهر

لم يتفق المفاوضون في فيينا، وبقي البرنامج النووي الايراني كما هو تبعا للاتفاق المرحلي الذي وقع في جنيف في 24 تشرين الثاني 2013، ولم تتحرك العقوبات قيد انملة وهي مستمرة في الاشهر السبعة المقبلة، عمر تمديد العمل باتفاق جنيف حتى نهاية حزيران 2015. وخرج وزراء المجموعة السداسية بتصريحات تعكس الفشل الذريع الذي خالف كل التوقعات للخروج باتفاق الحد الادنى أو اتفاق رفع العتب وحفظ ماء الوجه.

وفي ضوء نتائج الجولة الاخيرة في فيينا، ستتوقف المفاوضات في المرحلة المقبلة بعد اربعة اشهر، أي في آذار 2015 من أجل عملية تقويم لمجريات العملية التفاوضية والتوصل الى اتفاق سياسي عام يتضمن المكونات الاساسية للاتفاق الشامل، أما الاشهر الثلاثة الاخرى، فستخصص لحسم التفاصيل التقنية، هذا طبعا في حال تقدم المفاوضات خلال الاشهر الاولى.
وصرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحافي بأن جميع الاطراف قدموا افكاراً جديدة أكثرها من الوفد الايراني. وأكد ان “ايران التزمت كل ما تعهدته ونحن لا نبحث عن صراعات او معارك”. وقال ان “الاموال التي أخذت منا بشكل ظالم سوف نسترجعها”. واضاف: “نريد من هذه المفاوضات ان نواصل التخصيب من دون وجود حظر على ايران”.
وحاول وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمر صحافي ايضا توجيه رسائل في مختلف الاتجاهات للايحاء بأن المفاوضات لا تزال حية، وأنها على رغم الفشل حققت انجازات عدّدها الوزير الاميركي تبعا لوجهة الرسالة، اولاها للداخل الاميركي لاقناعه بأن ايران تلتزم الى حد كبير اتفاق جنيف “فالمخزون الايراني من الاورانيوم المخصب بنسبة 20% والذي كان حجمه 200 كيلوغرام قبل سنة بات اليوم صفراً … وهناك زيارات متتالية ومتواصلة لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشآت الايرانية”. والى مصدر الضغط الاساسي على مسار العملية التفاوضية، رأى كيري أن اسرائيل ودول الخليج ستشعر بأمان أكبر بعد التوصل الى اتفاق نهائي.
ورفض الجانب الايراني اعتبار ما حصل “فشلا” لأن المفاوضات لا تزال في منتصف الطريق، مما يعني، بالحسابات الايرانية، أنها “لم تنجح، لكنها لم تفشل”. ولاحظ في كلام كيري الكثير من الايجابية و”تطوراً في الموقف الاميركي” عنه في السابق، وخصوصا عندما قدم الوزير الاميركي سردا طويلاً لتعاون ايران والتزامها بنود الاتفاق المرحلي (اتفاق جنيف) خلال السنة التي مضت على عملية التفاوض.
ووقت اعتبر الايرانيون مبلغ الـ700 مليون دولار الذي سيعود الى الخزانة الايرانية شهرياً من الاموال المجمدة في المصارف الاوروبية والاميركية “تنازلا من المجموعة الدولية في مقابل لا شيء من الجانب الايراني”، أوضح كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي أن التمديد حصل وفقا لاتفاق جنيف “لكن هذا لا يعني ان الاتفاق سينتظر كل هذه المدة ويحتمل ان نتوصل اليه قبل نهايتها”.
ويبدو ان فشل المفاوضات سيكون له تأثير كبير على وحدة المجموعة السداسية التي ظلت تحافظ على موقف موحد من الملف الايراني على رغم الازمات التي شهدتها العلاقات بين روسيا والغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا. وأفادت المصادر الروسية المقربة من الوفد المفاوض في فيينا أن الفريق الروسي لم يكن راضيا عن نتيجة المفاوضات و”كان يأمل في التوصل الى أكثر مما حصل”. وفي موسكو سربت معلومات عن أن “الغرب لا يريد تسوية الملف النووي وأن روسيا قد تبدأ برفع العقوبات من جانب واحد”.
وفي طهران، قال الرئيس الايراني حسن روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي انه سيتم التوصل الى اتفاق على النووي مع القوى العظمى على رغم انتهاء المهلة المحددة في فيينا امس وتمديد المفاوضات سبعة اشهر. وأضاف ان العقوبات سترفع تدريجا، بينما طلب مسؤولون ايرانيون رفعها فورا مع توقيع اتفاق شامل مع مجموعة 5+1.
وأفاد روحاني أنه “كان لدينا هدفان مهمان: عدم التخلي عن برنامجنا النووي والعمل على رفع العقوبات”.
وأعلن ان ايران ستواصل المفاوضات “بجدية”، وأن “منطقنا هو منطق المفاوضات، منطقنا هو منطق التعامل ومنطقنا هو انه يتعين علينا ان نحصل على حقوقنا. نعتبر هذه العقوبات جائرة وسنرفعها خطوة خطوة”.
وفي موسكو، أعلنت الرئاسة الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث هاتفيا امس مع روحاني في الوضع المتعلق بالبرنامج النووي ومفاوضات فيينا. وقالت إن الرئيسين أكدا خلال الاتصال الهاتفي إحراز تقدم كبير في جولة فيينا للمفاوضات النووية، وأنهما شددا على أهمية مواصلة التعاون البناء من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الايراني وإعداد اتفاق شامل في هذا الشأن.

السابق
توقيف سوريين في قلحات والتهمة «داعش»
التالي
السعودية: منفّذو هجوم الإحساء معتقلون سابقون ينتمون إلى «داعش»