سيارة فادي حرب وطيارة علي فقيه صناعة محلية جنوبية

بين سيارة الـbibo وطيارة "فقيه" حكاية إبداع جنوبي أراد أن يثبت أنه قادر على أن يصنع سيارة وطيارة من لا شيئ بل ويشكل نموذجا حيا على كيفية منافسة الغرب بإختراعاته. كان علي فقيه ابن الـ64 عاما ينشغل في انجاز اول طائرة حربية بصناعة محلية، صحيح ان طائرته لا تتعدى كونها سيارة يتجول بها فقيه بين قرى وبلدات الجنوب اللبناني الا انه قدم نموذجا حيّا عن امكانية صناعة آليات في لبنان.

بين سيارة الـbibo وطيارة “فقيه” حكاية إبداع جنوبي أراد أن يثبت أنه قادر على أن يصنع سيارة وطيارة من لا شيئ بل ويشكل نموذجا حيا على كيفية منافسة الغرب بإختراعاته.

طيارة علي فقيه

كان علي فقيه ابن الـ64 عاما ينشغل في انجاز اول طائرة حربية بصناعة محلية، صحيح ان طائرته لا تتعدى كونها سيارة يتجول بها فقيه بين قرى وبلدات الجنوب اللبناني الا انه قدم نموذجا حيّا عن امكانية صناعة آليات في لبنان. 

لا يخفي المتابع ان قدرات الجنوبي خارقة، ليس فقيه وحده من صنع طيارة، بل فادي حرب الذي صنع سيارة حديثة محليا أيضا، “يتمختر” بها في قرى الجنوب، سيارة اطلق عليها اسم bibo اثبت من خلالها امكانية تحويل ما نظنه لا يفيد بشيئ ابداعي يستدعي التوقف عنده.. إبتكارا علي وفادي يطرحان اشكالية الدولة اللبنانية التي تتناسى مبدعليها ومخترعيها؟

سؤال يشرّع جملة تساؤلات ويثير اشكالية واقع الصناعة اللبنانية، وحدها طيارة فقيه تقطع دابر الاسئلة، لتدخل الى عمق هذا الانجاز العبقري الذي يضعه فقيه اليوم على سكة لبنان، وطيارة فقيه تندرج في اطار تعزيز السياحة، “تجسد نموذجا سياحيا جديدا دخل في ردهة التنافس الابتكاري الذي يخلق نافذة تطويع القدرات الذاتية لصالح الابتكار الحديث “حسبما يشير، ولكن من يتلقف تلك المبادرات ويتبناها لتطويرها؟.

في بلدة كفرتبينت وعلى طريقها العام تستوقفك طيارة، رصعت بالالوان العسكرية، تسير بثلاث عجلات بطول اربعة امتار ونصف فيما يتجاوز عرضها المترين وسرعتها تتجاوز الـ100 كلم، الفضول يدفعك للتعرف على ابتكار جديد لم تعهده الساحة الجنوبية سابقا.

طيارة علي فقيه
طيارة علي فقيه

طيارة حربية تسير فهل تطير؟ او هناك امكانية لصناعة طائرة حربية تطير؟ اسئلة يقابلها فقية العسكري المتقاعد في الجيش اللبناني بضحكة قبل ان يقول: “ما قمت به هو وفاء للمؤسسة العسكرية والطيارة رغم انها تسير فقط هناك امكانية لتطير اذا جرى تطويرها وقد جهزتها بموتور موديل 2004 , 250 س.س اوتوماتيك تسير متل اي سيارة عادية ولكن تحتاج الى تسجيلها في سجلات الدولة لتصبح رسميه، ولكن الدولة لا تلتفت الى ابناءها فكيف تعطيهم براءة اختراع؟

“كثر عرضوا شراء الطيارة لما لها من خاصية مميزة وفريدة “تخيل ان سيارتك باتت طيارة فهذا امر مثير للدهشة والرغبة” يقول فقيه الذي سبق له وصنع قطارا سياحيا للاطفال يجوب مناطق النبطية حتى صور.

محبته للمؤسسة العسكرية “هي من دفعني  ليصنع طيارة” يقول مردفا “صنعتها طيارة مدنية وعولت على ان ترّخص وان اكرم من المؤسسة العسكرية ولكن الوضع القائم في البلد لا يشجع”.  جلّ ما يحتاجه فقيه ترخيص لطيارته ليحصل على اوراق “ولكن قالوا لي خذ طيارتك وامش”. في دليل واضح على “مدى تقدير اختراعات اللبناني الذي غالبا ما نحفظه في صندوق كي يتحول سلعة وليس الا”، بحسب فقيه الذي يضيف:”لا يوجد فكر تطويري في لبنان، كان هناك مخطط لصناعة طيارة هوليكوبتر، ولكن العوائق العديدة افقدتني الرغبة في الابتكار.

“آخر اربعة أشهر وهي المدة التي استغرقها فقيه في صناعة طيارة، اقل ما يمكن القول عنها انها فريدة في زمانها ومكانها وقد بلغت تكلفتها 4000 دولار في عمل متواصل لم يردعني رادع عنها لانه الهدف اسمى” يقول.

ويلفت فقيه الى أنه “في بريطانيا صنع أحد البريطانين موتوسيكل يطير فعمدت الحكومة الى تبنيّه وتشجعيه ودعمه، اما في لبنان فالعكس صحيح حيث يغيب التشجيع ويحضر قتل المواهب والسبب برأيه “لعبة السياسة التي تطغى على لغة الابتكار والاختراع”.

لا حدود لطموح فقيه وان كان يضرب “فريم”، ولكنه يعول على المتغيرات ويسعى لتأسيس معرض عسكري متكامل يعزز السياحة، ويكون مشروعا سياحيا نموذجيا، ولكن طموحه يرتطم بأمواج لامبالاة الدولة، تلك الامواج يقابلها فادي حرب بسيارته الجديدة التي صنعها.

وفادي حري مبدع جنوبي آخر، يخلق حالة صناعة فردية طوّعها لينافس الغرب في الصناعات الإبتكارية، وbibo سيارة أدخلها فادي حرب الى عالم السيارات كالجاكوار والفيراري والكيا رغم أنف المشككين بإمكانية نجاحها في السير، وسيارة bibo جاءت نتيجة تصميم وإندفاعة حرب ليكون له بصمة في عالم صناعة السيارات، وأن تكون مميزة بفكرتها وهندستها وهذا ما إشتغل عليه حرب إذ جمع اكثر من سيارة في واحدة، فجاءت سيارة جنوبية الصنع تؤكد مقولة “الإرادة تعبد الطموح” حسبما يشير حرب الذي يرى بإنجازه “جواز سفر للصناعات في لبنان، لأن اللبناني مبدع يستطيع أن يبتكر الكثير”.

اربعة أشهر هي المدة التي إستغرقها فادي حرب في صناعة سيارته، في كاراجه الكائن قرب منزله في بلدة زوطرالشرقية حيث أنجز سيارته الحمراء المثيرة للجدل.

“هل فعلا تستطيع السير وتضاهي جودتها أية سيارة حديثة؟ وهل وضعت في السير وتبنتها الدولة اللبنانية التي قدّم لها حرب جواز عبور الى صناعة السيارات؟”.

طيارة علي فقيه من الداخل
طيارة علي فقيه من الداخل

أسئلة يقابلها حرب بكلمة “الدولة لا تهتم” يرمي بكلمته على سيارته التي يتكون هيكلها من صفائح الحديد 2 ملم، ومحركها يعود لسيارة BMW318، ومقودها الى سيارة رينو، والديفرونسييرهو لسيارة مرسيدس 190، اما الزجاج الامامي فهو لسيارة فولسفاكن، والدواليب للمرسيدس، والزمور”ضغط هوائي” لشاحنة كبيرة.

خليط من القطع أخرجت سيارة الـbibo الحديثة الصنع ذات اللون الاحمر. ويعيد حرب سبب تسميتها الى إسم  وحيده “حبيب” ولا يتوقف إبتكاره هنا بل يقول أنه “يأمل أن يكون إنجازه فاتحة خير لانجاز المزيد من السيارات وابتكار أمور “يمكن لاي شخص ان ينجزها وبتكلفة قليلة وبسيطة لو وجدت الارادة والتشجيع لذلك”.

السيارة التي بلغت تكلفتها الـ4 آلاف دولار فقط، دخلت حيز التنفيذ، يتجول بها فادي في قرى الجنوب رغم أنها لم تدرج بعد على سجلات تسجيل السيارات والاليات، لانه لا يعرف آلية انجاز ذلك، ويأمل حرب “أن يحظى إنجازه بتشجيع الجهات الرسمية المختصة لذلك، ويعتبر ان الـBIBO سيارة تمتلك كل مواصفات السيارة العادية، وفيها الشروط المطلوبة لوضعها في السير بشكل رسمي.

بإختصار يثبت الجنوبي يوما بعد آخر أنه يقترب من العالمية بسبب إبداعاته وإختراعاته، ولكنه يرتطم بجدار اللامبالاة الحكومية له، ومع ذلك تبقى إختراعاته صوته الذي يتحدث به الآخر.

السابق
فتحعلي يزور الرئيس نبيه بري
التالي
ليس لأنّ الثورات قامت…