«مرسال المراسيل» بين اوباما والخامنئي

ماذا تعني رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى قائد الثورة الاسلامية في ايران السيد علي خامنئي؟ هل هي بداية اتفاق حول المنطقة من خلال توقيع اتفاق حول الملف النووي، أو توكيل إيران محاربة داعش على الأرض، أم له مآرب أخرى؟

أفادت وول ستريت جورنال الصحيفة الاميركية الشهيرة، أمس الخميس (6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه رسالة سرية إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي لبحث تعاون محتمل في المعركة ضد المتطرفين إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن النووي.

وذكرت الصحيفة نقلاً عن «أشخاص اطلعوا على النص» أن أوباما وجه الرسالة الشهر الماضي إلى خامنئي، متطرقاً إلى ما أسماه «المعركة المشتركة» ضد تنظيم «داعش».

يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة مقطوعة منذ العام 1979 بسبب أزمة احتجاز الرهائن إثر اقتحام السفارة الأميركية في طهران. لكن يتم حاليا الاعتراف بشكل متزايد بأن إيران التي لاتزال تعتبرها واشنطن دولة داعمة للإرهاب، يمكن أن تلعب دوراً في إعادة الاستقرار إلى دول مثل سورية والعراق.

ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض جوش آرنست تأكيد أو نفي التقرير، قائلاً: «لست في موقع يخولني بحث رسائل خاصة بين الرئيس وأي قائد في العالم«.

عن هذا الموضوع وتأثيره وتداعياته على خارطة المنطقة المقبلة، أخذنا وجهة نظر السفير والدبلوماسي المخضرم خليل الخليل (كان سفيرا لاكثر من ست سنوات في ايران) الذي قال: «غير واضح تماماً مضمون الرسالة، تحدثوا عن محاربة داعش، نحن نتمنى أن تكون محاربة داعش فعالة أكثر مما هي عليه الآن. الوضع الموجود يجعلني أستغرب موقف الأميركي كثيراً. الأميركيون يقولون: لا يكفي الحرب على داعش من الجو، ولكن فعلياً تجدهم مكتفين بالقصف الجوّي على داعش». أضاف: «يتأملون في السياق ذاته أن يجدوا من يصارع داعش على الأرض. وإلى الآن لم يجد الأميركيون أحد بعد لهذه المهمة». أضاف الخليل: «لذلك من الممكن أن نجد إيران تستفز أميركا، وتأخذ على عاتقها محاربة داعش». ويزيد الخليل: «الرسالة تحمل معاني كثيرة ومخاطر على المنطقة، لأنه من غير الواضح كيفية التعامل مع داعش. الأميركان يقولون القصف الجوّي غير كافي لمحاربة داعش، بينما تجدهم مرتاحين له، هناك تناقض بالموقف الأميركي». وشرح الخليل: «إذا كانت أميركا مقتنعة أن القصف الجوّي غير كاف، يجب عليهم إيجاد طريقة ما لمحاربة داعش! في عام 2006 قامت إسرائيل بشن حرب على لبنان من خلال القصف الجوّي في المبدأ ولم تصل إلى شيء. والآن أميركا لن تصل إلى نتيجة. على أولاد المنطقة في لبنان أو سوريا والعراق واليمن أن يجدوا طريقة لإيقاف هذا المدّ الإرهابي الخطير«.

وختم السفير الخليل: «إن مضمون الرسالة يدلّل على أن أوباما يقول إلى السيد علي خامنئي، بما معناه، أننا يجب عليكم أن تخلصوننا من الملف النووي، لنتفاهم على الأمور الأخرى. وهذا الكلام يستخلص منه أن الرسالة ليست فقط لمحاربة داعش وإنهاء الملف النووي، بل من شأنها التدليل على أمور أخرى يمكن أن تتفق عليها أميركا وإيران، وهذا ما سيشكل خطر على الوضع الأمني في المنطقة، لما يتطلب هذا الاتفاق من تضحيات».

السابق
بعدما خرست أصوات المعارك في طرابلس
التالي
التطرف السني ضد التطرف الشيعي!