الولايات المتحدة تقدم 41.2 مليون دولار إلى المدارس الرسمية اللبنانية

أعلن اليوم السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل ووزير التربية والتعليم العالي الاستاذ الياس بو صعب عن إطلاق مشروع الـ “41 مليون دولار لتحسين خدمات التعليم الاساسي”في لبنان. هذا المشروع الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، سوف يعمل على تحصين نظام المدارس الرسمية في لبنان وضمان النجاح الأكاديمي الطويل الامد للطلاب من خلال تعزيز الارشاد في الفصول الدراسية، بالاضافة الى المشاركة المجتمعية وإدارة التعليم والمرافق والخدمات.

يلتحق ما يقارب ثلثي الطلاب في لبنان في مدارس خاصة، والتي غالبا ما تقدم نوعية أعلى من التعليم من المدارس الرسمية ، مما يخلق فجوة بين أولئك الذين يمكنهم وأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف التعليم الخاص. هذا المشروع سوف يعمل على سد هذه الفجوة من خلال التركيز على ثلاثة عناصر رئيسية وهي: تحسين مهارات القراءة لطلاب المدارس الرسمية على المستوى الأساسي، وتوسيع فرص الاولاد المغلوب على أمرهم للحصول على التعليم، وتعزيز الإدارة في نظم التعليم  من أجل أرشاد ومتابعة أفضل.

سوف يتم تنفيذ “مشروع  تحسين خدمات التعليم الاساسي” بواسطة  منظمة “أنا أقرأ” وأمديست . كما ستعمل الوكالة الاميركية للتنمية الدوليةUSAID  بشكل وثيق مع وزارة التربية اللبنانية والتعليم العالي، والمركز التربوي للبحوث والانماء لضمان مأسسة واستدامة التقدم في هذا البرنامج.

بعد الاعلان عن اطلاق هذا المشروع قام السفير هيل والوزير بو صعب بجولة في مدرسة درعون الرسمية  المتوسطة المختلطة في كسروان، والتي كانت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية قد قامت بإعادة تأهيلها.

 فيما يلي كلمة السفير ديفيد هيل بالمناسبة

معالي وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ الياس بو صعب،

سعادة مدير عام التربية الأستاذ فادي يرق، طلابنا، أيها السيدات والسادة،

يشرفني أن أكون اليوم هنا، للاحتفال بإطلاق مشروع الـ “41 مليون دولار لتحسين خدمات التعليم الاساسي”، والذي سيجعل المدارس الرسمية في لبنان أكثر قوة، ويساعد المجتمعات المحلية على التغلب على التحديات الأخيرة، مقدمين بذلك حلولا لتلك المشاكل ما يحسّن عملية التعلم للجميع.

مناسبة اليوم، تعيد إلى الأذهان اقتباسا لبنيامين فرانكلين، أحد الآباء المؤسسين لبلدي الذي قال: “الاستثمار في المعرفة هو الأفضل في تأمين مصالح الناس”. وفي الاقتصاد العالمي الحالي ، ليس هناك أصدق من هذه المقولة. إن الولايات المتحدة تؤمن بقوة بأهمية التعليم في لبنان. وعملنا مع المدارس والمجتمعات المحلية كمدارسكم ومجتمعاتكم هو جزء من التزامنا الطويل الأمد بمساعدة الطلاب اللبنانيين للتوصل إلى نوعية التعليم ذات الجودة الذي يستحقّونه. ليس علينا ان نعيش طويلا بين اللبنانيين لنفهم القيمة التي يعطيها الشعب اللبناني للتعليم.

إن قيمنا المشتركة في هذا الصدد، والشراكة في مجال التعليم، تعود إلى أكثر من 150 عاما. فقد أنشأ المرسلون الأميركيون في لبنان مؤسسات تعليمية، من ضمنها المدرسة الأميركية للبنات في العام 1835، والتي أصبحت فيما بعد الجامعة اللبنانية الاميركية، والكلية البروتستانتية السورية في العام 1866، والتي أصبحت الجامعة الأميركية في بيروت. وفي أوائل العام 1950 اتخذت شراكتنا في التعليم خطوة أخرى إلى الأمام من خلال  دعم حكومة الولايات المتحدة للمؤسسات التربوية في لبنان. وهذه المساعدة هي مستمرة حتى اليوم عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

على مدى السنوات العشر الماضية، استثمرنا أكثر من 150 مليون دولار في التعليم لمساعدة هذا الجيل الأصغر من الشباب. استثمار الولايات المتحدة في مجال التعليم أدى الى مجموعة من المبادرات، من تحسين نوعية نظام التعليم في المدارس الرسمية، الى تجديد الأبنية المدرسية وتدريب المعلمين، الى توفير المنح الدراسية، على أساس الجدارة، لطلاب المدارس الرسمية الذين يعانون من صعوبات مادية، وذلك لمواصلة دراستهم الجامعية في أرقى المؤسسات التعليمية اللبنانية.

حاليا هناك 470 طالبا لبنانيا مسجلا في برنامج المنح هذا، ونحن فخورون بتقديم الدعم لهم فيما هم يكتسبون المهارات اللازمة لخدمة بلدهم كقادة للمستقبل في السياسة والمجتمع المدني والعلوم والطب والهندسة والفنون، والتعليم – كائنا ما كان خيارهم في الحياة. هذه المبادرات هي شهادة على ايماننا المشترك بالتعليم وعلى علاقتنا الدائمة المبنية على التعاون ، وعلى متانة التزامكم بالتعليم في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية.

اليوم، نطلق برنامجا جديدا بقيمة 41 مليون دولار، هو مشروع  تحسين خدمات التعليم الاساسي، وهو يرتبط ارتباطا مباشرا بخطة التطوير التي وضعتها وزارة التربية على المدى الطويل كما يرتبط باستراتيجيتها الجديدة “الوصول إلى جميع الاولاد من خلال التعليم”. ومعا، سوف نعمل على مساعدة شبيبة اليوم على تنمية مهارات القراءة التي يحتاجون إليها للنجاح في متابعتهم الأكاديمية وفي الحياة. وسوف نعمل أيضا على تقديم الإغاثة العاجلة لتخفيف الضغط على المدارس جراء تدفق الأطفال اللاجؤون وعلى تحسين فرص الحصول على التعليم للطلاب المغلوب على أمرهم في كافة أنحاء البلاد.

يشدد البرنامج على تطوير النظم والاستراتيجيات للمعلمين والإداريين والوزارة لتحسين الإرشاد ومراقبة الخدمات التعليمية. وسوف يتمكن الطلاب اللبنانيون من التفوق أكثر عندما يكونون معدين بشكل أفضل في التعليم الاساسي مثل القراءة، وعندما يرون في مدرستهم محرابا للتعلم، وعندما تكون المجتمعات المحلية – كمجتمعكم- مشاركة بنشاط في هذا النهج.

فيما نحن سعداء جدا أن نكون هنا في درعون حريصا اليوم لإطلاق هذا البرنامج، اسمحوا لي أن أؤكد على أن هذا البرنامج سيوف يساعد المدارس والطلاب في كافة  أنحاء لبنان، وفي جميع المجتمعات المحلية.

إنني أتقدم بخالص الشكر الى الوزير بو صعب، وهو مناصر قوي للتعليم وأهميته لشباب لبنان. وأشاركه شغفه وتصميمه على تحسين التعليم الرسمي في لبنان، لضمان توفر المهارات والفرص لجميع اللبنانيين في عملية المنافسة في سوق العمل العالمي.

شكرا لكم جميعا على التزامكم بالتعليم.

 

 

 

 

السابق
باسيل: شهدنا عملية سطو على المجلس بالتمديد
التالي
نهاية التراجيديا الشيعية