«داعش» يحصد المزيد من «البيعات»

في خطوة مفاجئة، وصل الأمير العام لـ«الكتيبة الخضراء» السعودي عمر سيف والمسؤول الشرعي العام لـ«جيش المهاجرين والأنصار» السعودي أبو عزام النجدي إلى أحد مقار تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»- «داعش» في ريف حمص وبصحبتهما «المسؤول الشرعي العام للكتيبة الخضراء» أبو عبد الرحمن النجدي وقيادي أردني مع 30 مقاتلاً آخرين.

وفور وصولهم أعلن عمر سيف، عبر حسابه على «تويتر»، مبايعته لمن أسماه «خليفة المسلمين» أبي بكر البغدادي، مؤكداً أن «البيعة شملت كل من صحبه من القياديين والمقاتلين».
ونفت «الكتيبة الخضراء» لاحقاً عبر حسابها الرسمي على «تويتر» صحة الأنباء التي تتحدث عن بيعتها الى «داعش» معلنة أنها ما تزال ملتزمة ببيعتها الى «جيش المهاجرين والأنصار»، لكن لم تعلق على صحة أو عدم صحة بيعة «أميرها العام» ومن معه من القياديين.
والمثير للاهتمام أن هذه الخطوة تأتي بعد أسابيع فقط من إعلان «الكتيبة الخضراء» انضمامها إلى «جبهة أنصار الدين» بقيادة صلاح الدين الشيشاني، التي تتكون كذلك من «جيش المهاجرين والأنصار» و«شام الإسلام»، وبعد أيام كذلك من إفراج «جبهة ثوار سوريا» عن أمير الكتيبة عمر سيف وقياديين آخرين في «جبهة أنصار الدين» بعد اعتقالهم لمدة 10 أيام، وسط تكتم شديد من الطرفين، بحيث لم يعلن عن خبر الاعتقال إلا بعد الإفراج عنهم، الأمر الذي قد يكون لعب دوراً في دفع هذه القيادات إلى اللجوء إلى «الدولة الإسلامية»، لا سيما في ظل تصريح «أميرها» عمر سيف قبل يومين بأن «كل المجاهدين عند الغرب داعش»، مشيراً إلى «ضرورة التغيير الأمني والجغرافي وتجميع القوى».
وتكمن أهمية انتقال سيف والنجدي إلى «داعش» في تأثيرهما على قناعات الكثير من المقاتلين الأجانب، وخاصة السعوديين منهم، وتشجيعهم على الاقتداء بهما، نظراً لما يحظيان به من احترام في صفوف هؤلاء، نتيجة وقوف كل من «الكتيبة الخضراء» و«جيش المهاجرين والأنصار» على الحياد في القتال بين الفصائل المتقاتلة مع بعضها طوال الفترة الماضية.
يشار إلى أن «الكتيبة الخضراء» تأسست من مقاتلين معظمهم سعوديون ممن آثروا اعتزال «الفتنة» بين «جبهة النصرة» و«داعش»، في أعقاب اندلاع الخلافات بينهما في نيسان العام 2013. وعرفت الكتيبة باحتوائها على نسبة كبيرة من الانتحاريين والانغماسيين، وسبق لها تنفيذ الكثير من العمليات الانتحارية، لا سيما في ريف حمص والقلمون. وكان يقودها السعودي فهد السناني قبل أن يقتله الجيش السوري العام الماضي وتنتقل القيادة إلى سعودي آخر هو عمر سيف.
ويتكون «جيش المهاجرين والأنصار» من مقاتلين، غالبيتهم من الجنسية الشيشانية، ويقوده صلاح الدين الشيشاني. وكان القائد العسكري لـ«داعش» عمر الشيشاني يقود «جيش المهاجرين والأنصار»، لكن بعد مبايعته البغدادي مع حوالي 1500 من مقاتليه، وبعد انشقاق سيف الله الشيشاني (قتل في معركة سجن حلب) عنه وتشكيل «جيش الخلافة» الذي بايع «جبهة النصرة» أواخر العام الماضي، بقي حوالي 700 مقاتل شيشاني بقيادة صلاح الدين، الذي احتفظ باسم «جيش المهاجرين والأنصار» وهو «مبايع لأمير إمارة القوقاز» أبو محمد الداغستاني.

السابق
سرقة 400 ألف دولار من جمعية خيرية!
التالي
مَن مع ترميم الإرهاب؟