تيسير قبعة: نقيم معسكرات تدريب خارج المخيمات في لبنان

من يستمع الى كلام نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني (البرلمان) والقيادي في “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” تيسير قبعة وتحليله لمسار الأوضاع الخطرة في المنطقة، تحضر امامه صورة الامين العام الراحل للجبهة جورج حبش في التعابير والمواقف التي لم نعد نسمعها على ألسنة القيادات الفلسطينية.

على هامش مشاركته ورئاسته وفد بلاده الى مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، كانت لقبعة دردشة من “العيار الثقيل” من نوع ان عدداً من مختلف الفصائل في مخيمات اللاجئين في لبنان يقوم بتنفيذ دورات عسكرية على شكل معسكرات خارج المخيمات. لكنه لم يشأ الاستفاضة في هذه النقطة “حفاظاً على العلاقة الجيدة بين الدولة اللبنانية والفصائل كافة في المخيمات والعلاقة بين الطرفين”.

يقول: “نحن وسائر الفصائل نحرص على تحييد المخيمات في لبنان عن الأزمة المفتوحة بين الجيش والجماعات الارهابية المتمثلة في “جبهة النصرة” و”داعش”. وتوجد هذه الجماعات التكفيرية في الداخل الفلسطيني وفي المخيمات وعلينا جميعاً ان نقف في وجهها ونمنع تمدّدها”.

ويضيف: “تهدف دورات التدريب التي تشارك فيها مجموعة من عناصر الفصائل (خارج المخيمات) في معسكرات تعرف طبيعتها السلطات الأمنية اللبنانية. ونحن مستمرون ومؤيدون لهذا التعاون مع الدولة لمنع الجماعات الارهابية من التغلغل في المخيمات”.

ويكشف قبعة ان “قوائم الأسماء المشاركة في هذه المعسكرات موجودة عند السلطات اللبنانية المعنية. وثمة اسماء جرى الاعتراض عليها من السلطات اللبنانية ووافقنا على كل ما تريده منا. والهدف من هذا التعاون هو مواجهة تلك الظواهر الارهابية ومنع حركة اتساعها. ونحن في اختصار نقوم بعملية استباقية. وسنبقى من أشد الحرصاء على أمن لبنان، البلد العربي الذي وقف معنا ولا يزال الى جانب قضيتنا”.

وقبل سؤال قبعة عن خطورة هذه المعسكرات واعمال التدريب هذه، يرد: “نحن لا نريد تجربة الدرس السابق في لبنان. ونقول لجميع الأفرقاء في هذا البلد اننا لن نكرره ولن ندخل طرفاً مع جهة ضد أخرى (…) لن نقصر ولن نتوانى عن تسليم اي مطلوب في مخيم عين الحلوة او سواه الى السلطات اللبنانية”.

وهل ستسلمون الشيخ احمد الأسير المتواري عن الأنظار والمطلوب للقضاء الى الأجهزة اللبنانية؟ يجيب: “لا نعرف ما إذا كان الرجل عندنا (عين الحلوة) وهو ليس تحت أيدينا”.

ولشدة اعجابه بـ”حزب الله”، فهو لا يعتبره حزباً لبنانياً يخص الشيعة فحسب، بل يصفه بـ”حزب الأمة العربية”. و”لنعد الى تاريخنا جيداً فهو يشكّل لنا النموذج والقدوة بعد كل التجارب التي مررنا بها ولم يقصر معنا، وآخر الأمثلة على ذلك ما قام به اثناء العدوان الاسرائيلي الاخير الذي استهدف قطاع غزة”.

وعن مشاركة الحزب في القتال الدائر في سوريا، يعتبر قبعة ان “الحزب تأخر في الذهاب الى سوريا لقتال هذه الجماعات من التكفيريين الذين يهددون سوريا ولبنان وفلسطين وكل العرب من جراء مشروعهم الجهنمي. وكان المطلوب من الغيارى العرب ان يتوجهوا الى سوريا لقتال هذه الجماعات شأن حزب الله للدفاع عن مشروع المقاومة واستمراره”.

ويعبر عن تشاؤمه من “الوضع العربي غير المطمئن من المحيط الى الخليج، وان حرباً ظالمة تخاض ضد سوريا والقضاء على تاريخها وتراثها وحضارتها والتعايش الموجود في ربوعها بغية اطلاق جماعات في أراضيها على صورة داعش والنصرة، والاسلام براء من هذه الجماعات التي لا تقبل الآخر وتكفره. وإقدام هذه الجهات على فتح معارك ومواجهات عن طريق عرسال والشمال في لبنان يهدف الى ضرب المقاومة واستهدافها في قلب لبنان والقضاء على هذه الروح المتجذرة في نفوس عدد كبير من اللبنانيين”.

ويرى ان “التحالف الدولي ضد الارهاب والضربات التي نفذها في سوريا والعراق حتى الآن لم تكن ذات تأثير فعال على الارض، وان ثمة من يسعى لإطلاق أيدي الاتراك في سوريا والعمل على تقسيمها الى دويلات”. ويلاحظ قبعة هنا ان ايران “لن تسكت، الامر الذي سيعطي حجة للاميركيين وبلدان الغرب لاستهدافها وليس بذريعة المفاعلات النووية التي تملكها طهران. وفي حال وقوع هذا الامر، فإن حزب الله في الجنوب لن يقف مكتوفاً هو والنظام السوري، الامر الذي قد يؤدي الى اشعال المنطقة واطلاق الصواريخ في اتجاه اسرائيل وسيكون العرب أول الخاسرين وسيدفعون من ارصدتهم ثمن كل طلقة نار عند وقوع الحرب”.

يطلق قبعة مواقفه هذه قبل ان يبلغه مساعده افتتاح المؤتمر البرلماني. يحمل الرجل جسمه بصعوبة وهو يتوجه الى القاعة الرئيسية في قصر المؤتمرات في جنيف. ويتطلع وهو يمشي بنظرة حنين الى رفاقه من اعضاء وفد فيتنام مستعرضاً في شريط ذاكرته الطويلة ايام الزمن الجميل الذي تيتم فيه اليسار بعد أفول نجم الاتحاد السوفياتي السابق.

السابق
فضيحة «ثقيلة» تهز بريطانيا وأمريكيا
التالي
«النهار» افضل صحيفة مكتوبة في «مهرجان الغدير»