شلل الأطفال: لبنان في دائرة الخطر

أطلقت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع منظمتي «الصحة العالمية» و«الأمم المتحدة للطفولة ـ اليونيسف»، أمس في «بيت الطبيب»، الحملة الوطنية الخامسة للتحصين ضد مرض شلل الأطفال. وتتوجه الحملة إلى جميع الأطفال الموجودين على الأراضي اللبنانية دون الخمس سنوات، وتهدف إلى تلقيح نحو 550 ألف طفل.

لم يسجل في لبنان، حتى اليوم، أي حالة من شلل الأطفال ويعتبر لبنان خالياً من المرض منذ 13 عاماً. غير أن «منظمة الصحة العالمية» صنفت لبنان ضمن البلدان السبعة التي هي في دائرة الخطر بسبب عودة ظهور شلل الأطفال في سوريا والعراق. مع العلم بأن حالات شلل الأطفال انخفضت بنسبة 99 في المئة منذ العام 1988 من نحو 350 ألف حالة إلى 406 حالات في العام 2013. وما زال المرض مستوطناً في ثلاثة بلدان هي أفغانستان، نيجيريا، وباكستان.
يعتبر شلل الأطفال، وفق منظمة الصحة، مرضاً فيروسياً شديد العدوى. يصيب الفيروس الأطفال دون الخامسة من العمر في الدرجة الأولى. ينتقل الفيروس، بشكل أساسي، من طريق الفموي – الشرجي (Fecal oral). يدخل الفيروس الجسم عبر الفم ويتكاثر في الأمعاء، ثم يغزو الجهاز العصبي. لا يظهر معظم المصابين أعراضاً معينة بينما ترتكز الأعراض الأولية، في بعض الحالات، على الحمى، والتعب والتقيؤ والصداع وتصلب الرقبة وشعور بألم في الأطراف. وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى إلى شلل عضال لا شفاء منه. وتتوفى نسبة 5 إلى 10 في المئة من الأطفال المصابين بالشلل بسبب توقف عضلات الجهاز التنفسي. ولا يوجد علاج لمرض شلل الأطفال، غير أن اللقاح يحمي الأطفال من التقاط العدوى.
يوجد نوعان من اللقاح ضد شلل الأطفال. اكتشف العالم الأميركي جوناس سالك اللقاح الأول في العام 1952 وأعلن عنه في العام 1955. ويرتكز على إعطاء فيروس ميت بواسطة الحقن العضلي (IPV). وطوّر الباحث الأميركي البرت سابين لقاح شلل الأطفال الفموي (OPV) المرتكز على فيروس مخفف موهن يحث جهاز المناعة على مواجهة الفيروس البري، واعتمد في العام 1961. تستخدم الحملة لقاح شلل الأطفال الفموي (تُستعمل نقطتان في الفم OPV).
يوفر الحقن العضلي مناعة فردية، بينما يوفر اللقاح الفموي مناعة مجتمعية .
ويظهر الطفل الذي حصل على حقنة عضلية، مناعة ضد الإصابة بالفيروس، لكنّه يمكن أن ينشر العدوى، ما يوجب ضرورة تناول الأطفال، وإن كانوا قد حصلوا على حقنة عضلية، اللقاح الفموي أثناء الحملات الوطنية لتعزيز المناعة المجتمعية.
ترتكز التحديات الأساسية، وفق الخبيرة في «اليونيسف» كارينا ماكابي، على اقناع الأهالي بضرورة أن يتناول الأطفال اللقاح في جميع الحملات وأن الجرعات المتعددة لا تضر بصحة الطفل بل تقوي مناعته ضد الفيروس، وعلى ضرورة توعية الأهالي في شأن أهمية اللقاح وسبل الحصول عليه.شكل عدم إخبار الأهالي، وفق المعطيات، السبب الرئيس عند 80 في المئة من الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاح.
يتوجه وزير الصحة وائل ابو فاعور إلى جميع الأهالي في لبنان، بغض النظر عن جنسياتهم، إلى تطعيم أطفالهم في المدارس، والمراكز الصحية والمستوصفات ليبقى لبنان خالياً من شلل الأطفال، إذ تنضوي شعارات الحملة «الأم يلي بتحمي ولد بتحمي بلد» أو «الأب يلي بيحمي ولد بيحمي بلد». سيتم الترويج للحملة في مختلف وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية. وتشارك في الحملة سفيرة «اليونيسف» للنيات الحسنة المغنية نانسي عجرم لحث الآباء والأمهات على تلقيح أطفالهم.
شارك في المؤتمر الصحافي لإطلاق الحملة، إلى جانب أبو فاعور، وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، وزير الإعلام رمزي جريج، ممثلة «اليونيسف» في لبنان آنا ماريا لوريني، ممثلة «منظمة الصحة العالمية» بالإنابة في لبنان غبريال ريدنر.

لقاح آمن ومجّاني

تشدد مديرة التحصين في وزارة الصحة العامة رندة حمادة على ضرورة تلقيح الأطفال بعض النظر إذا تم تحصينهم في الحملات السابقة، ولا يوجد مضاعفات أو آثار سلبية لتناول أكثر من جرعة. تعتبر اللقاحات آمنة وفعالة ومضمونة الجودة. ووفرت «اليونسيف» أكثر من 1.2 مليون جرعة من اللقاح إلى وزارة الصحة.
وتتوافر اللقاحات، ضمن الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة أمس، مجاناً في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وفي المستوصفات، وفي المدارس والعيادات الطبية، وفي مخيمات النازحين. وتمتد الجولة الأولى من الحملة بين 15 و21 تشرين الأول الجاري. أما الجولة الثانية فتمتد بين 15 إلى 21 تشرين الثاني. ويجب على الأطفال أن يتناولوا اللقاح في الجولتين إذ يشكل طفل واحد غير ملقح خطراً محتملا. وتشير أرقام وزارة الصحة إلى أن عدد الأطفال الذين تم تلقيحهم ضد شلل الأطفال في تشرين الثاني 2013 هو 580770، أي نسبة 98.4 في المئة من الأولاد المستهدفين (590130)، وفي كانون الأول الماضي 578139 أي نسبة 97.9 في المئة من الفئة المستهدفة (590130)، وفي آذار الماضي 492706 أي نسبة 84 في المئة من العدد المستهدف (590130)، وفي نيسان الماضي 549768 أي نسبة 93.6 في المئة من الفئة المستهدفة (587039).

السابق
فوزان كاسحان للبرازيل والأرجنتين ورباعية لنيمار
التالي
أبو فاعور يدعو الأهالي لتلقيح أطفالهم