لاجئو «الشواكير» يخلون خيمهم

دخل تخفيض بدل السلة الغذائية التي أقرتها “منظمة الغذاء العالمي” من ثلاثين دولارا إلى عشرين، حيز التنفيذ أمس. ويطال ذلك الإجراء مئات آلاف اللاجئين السوريين في لبنان والعالم، وذلك في ظل تراجع تمويل الدول المانحة للمنظمة الدولية، التي تمول توزيع المساعدات عبر جمعيات أجنبية ومحلية تعاني بدورها من خفض التقديمات الممنوحة لها سواء من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة أو مباشرة من دول أوروبية.

وسيترك القرار وفق العاملين في هذا المجال والذي يأتي متزامنا مع استحقاقات عديدة على اللاجئين، وفي مقدمها موسم الشتاء الذي بدأ يستشعر به النازحون، لا سيما المقيمين في خيم لا تقيهم المطر والشمس في آن، آثاراً سلبية نتيجة الارتفاع المتواصل في عدد اللاجئين، بالرغم من تسجيل عودة أعداد من اللاجئين إلى مناطق في سوريا استعادها النظام مؤخرا، تم رصدها في بعض مخيمات اللاجئين في منطقة صور التي تتوزع في مناطق الشواكير ورأس العين والرمالي شرق وجنوب صور.
ويتخوف اللاجئون في تلك التجمعات، والذين يشكلون نسبة قليلة جدا من مجموع عدد اللاجئين السوريين، على مستوى قضاء صور، الذي لامس عتبة الأربعين الف لاجئ من شدة الشتاء الآتي إليهم، خصوصا أن خيمهم قد أنشئت على ارض ترابية معرضة للاجتياح من المياه والطوفان والغرق.
وفي تجمع اللاجئين السوريين الواقع في منطقة الشواكير المقابل لـ”مركز باسل الاسد الثقافي”، والذي كانت قد طلبت بلدية البرج الشمالي التي يقع المخيم في نطاقها العقاري إخلاءه قبل اسابيع، فقد تم اخلاء اكثر من ثلاث عشرة خيمة تضم أكثر من عشرين عائلة توزع سكانها على منازل وبساتين للحمضيات والموز في جوار صور وعدد من البلدات، على أن يخلي آخرون خيمهم في الايام المقبلة بعدما أعطتهم البلدية مهلة لتدبر أمورهم وتأمين بدائل لسكنهم.
ويؤكد من تبقى في التجمع وعددهم يوازي أعداد الذين تركوا المنطقة أن خياراتهم محدودة في عملية البديل، وعليهم إما العودة إلى سوريا أو مناطق قريبة من مخيمهم، وليس الانتقال إلى مناطق خارج الجنوب، مؤكدين أن غالبية سكان المخيم هم من الاولاد والنساء والاطفال وليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد تضر بأمن اللبنانيين الذين يعتبر أمنهم من أمن اللاجئين.
ويوضح أحد المنسقين في المخيم (أبو عبدو) الذي يعيل اسرة من 12 فردا ان الذين تركوا خيمهم ومعظمهم من العاملين في الزراعة قد لبوا طلب البلدية ولم يكن لديهم خيار آخر سوى تأمين مكان سكن آخر في عدد من البلدات المجاورة لصور، لافتا إلى أن المفوضية العليا للاجئين لم تؤمن البدائل لسكان هذا التجمع، مطالبا المفوضية بتحمل مسؤولياتها تجاه هؤلاء.
وأشار إلى أن عددا من ساكني الخيم الذين يعملون في مشروع زراعي ملاصق للتجمع سيبقون في المنطقة لمتابعة أعمالهم.
وتمنى ابو علاء وهو واحد من الذين ينتظرون البديل من هذا التجمع تقديم العون والمساعدة من المعنيين بملف اللاجئين، خصوصا في ما يتعلق بموضوع السكن على أبواب فصل الشتاء الذي يقلق اللاجئين في الخيم.

السابق
نتنياهو يعارض صلاة اليهود في الأقصى: «يُمنع إشعال الحروبات الدينية»
التالي
1,420,000 مسلم في إسرائيل