على من وحول ماذا يتفق جنبلاط وعون؟

عون وجنبلاط
لا يمكن الركون لمواقف وليد جنبلاط دوما ولو لفترة قصيرة نسبيا. الا ان الهواجس الجنبلاطية تبقى الهمّ الذي يتميز بحمله هذه الزعيم البارز. وهو يشكل التعبير الامثل للشخصية الدرزية في العالم لما تنطوي عليه من قلق مستمر. فما هو شكل علاقته الحالية مع الجنرال ميشال عون؟ وما هو القلق الذي يجمع بينهما؟ وعلى ماذا يتفقان؟

تعددت لقاء العماد عون والنائب جنبلاط وكثرت رغم الاختلافات السابقة والانتقادات اللاذعة. فكما هو معروف عن وليد جنبلاط انعطافاته السريعة والخاطفة معروف عن العماد ميشال عون ايضا عصبيته وتوتره وتوصيفاته اللاذعة.

اليوم التقت المصالح المشتركة بين الطرفين لما يشكلان من قوى اساسية لها دورها في الفترة الماضية أي جلّ مرحلة الثمانينات والتسعينيات.

واليوم وبعد الانسحاب السوري من لبنان اعادت كل من هاتين القوتين الطائفيتن تموضعهما وتنافرا الى حدهما المتعاكس حيث انقلب كلّ منهما الى المقلب المواجه.

بعد سلسلة لقاءات بين كل من العماد ميشال عون والزعيم وليد جنبلاط كان اخرها رسالة شفهية للجنرال من الزعيم نقلها النائب اكرم شهيب، لم يفصح عن مضمونها، ارتأت “جنوبية” ان تبحث في خفايا اللقاءات هذه.

ظافر ناصر وفي محاولة لاستفهام الجو الذي يدور بين وليد جنبلاط وميشال عون، قال القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ان: “الموضوع ليس موضوع اتفاقات، هناك موضوع اساسي عند وليد جنبلاط، وهو تأسيس شبكة أمان سياسية. واللقاءات هي مع الناس ومع السياسيين، وخلال اللقاءات بحثت رئاسة الجمهورية، اضافة الى تحصين الحوار والاستقرار في البلد من هذه المخاطر، ومروحة اللقاءعلى المستوى السياسي تناولت مختلف المواضيع”.

واضاف ظافر ناصر: “يحاول كل من العماد عون والاستاذ وليد جنبلاط مساعدة الناس على التماسك الاجتماعي، والتنسيق بين القوى السياسية لتأمين اكبر قدر من التلاحم”.

“هذه هي العناوين لهذه المرحلة واساسها الملف الرئاسي ولا شيء ناضج في هذا الملف حتى الان”. يختم القيادي الاشتراكي ظافر ناصر حديثه مع “جنوبية”.

جوني منيّرمن جهة اخرى، رأى المحلل السياسي الاستاذ جوني منيّر ان “هناك نقطتين اساسيتين تجمعان عون بجنبلاط هما: القلق الامني الذي يهتز بشكل كبير حاليا. واولها موضوع شبعا والمناطق الدرزية والجبل، والخوف من التعاطف مع داعش في مناطق الجنوب والبقاع الغربي. لذا جال وليد جنبلاط على المناطق للتنسيق مع الاهالي خوفا على طائفته. وهو في قرارة نفسه يبحث عن حماية المسيحيين ايضا كونهما مع الدروز يشكلان اقليتين صغيرتين في لبنان، وهذه الجولة هي تطمين للمسيحيين ايضا. وثانيا: ان الموضوع السياسي ان جنبلاط يدرك ان موضوع رئاسة الجمهورية يجب ان يجد حلا له لمزيد من الضمانة للدروز”.

وتابع جوني منيّر: “وأيضا لمعرفة كيفية التعاطي مع المسيحيين في موضوع الثلثين حيث يحاول جنبلاط ان يأخذه بالايجابية الكاملة حتى يصل معه الى الانتخابات الرئاسية، ويمكن ان يقترب منه من اجل الانتخابات الرئاسية. وفي الاطار نفسه زار جنبلاط سليمان فرنجية، وباريس حيث التقى سعد الحريري”.

السابق
أتراك وأكراد حيال… «داعش»
التالي
عيدنا هذه السنة «صوفر يا ديك»: من سرق منا الفرح؟