نازحون الى الجنوب يعودون

شكّل اقدام “المفوضية العليا لشؤون اللاجئين” على تخفيض نسبة المساعدات الى النازحين السوريين وخفض قيمة البطاقة الالكترونية الممغنطة من 30 دولارا للشخص الواحد في الشهر، الى 20 دولارا، والذي يبدأ تطبيقه مطلع تشرين الاول، دافعا للعديد من النازحين السوريين الى حزم امتعتهم والعودة الى بلدتهم بيت جن السورية، عبر الجرود انطلاقا من شبعا، حيث سجّلت المصادر الامنية عودة اكثر من 20 شخصا منذ 3 ايام سالكين طريق شبعا وجرودها، ناقلين معهم امتعتهم والمساعدات التي حصلوا عليها، على ظهور البغال.

وقال العائدون لـ”المركزية”، ان الاوضاع الامنية في لبنان التي تردّت نتيجة خطف العسكريين اللبنانيين على ايدي “النصرة” و”داعش”، وما رافق ذلك من ملاحقة للنازحين على انهم مصدر قلق للامن اللبناني، اضافة الى انعدام فرص العمل وارتفاع غلاء المعيشة وتخفيض نسبة التقديمات من الامم المتحدة وصعوبة تمضية فصل الشتاء في مرتفعات شبعا والعرقوب، دفع بهم الى العودة الى بلداتهم في سوريا ولو كلفهم ذلك حياتهم.

وفي هذا الاطار، سأل محمد بسام العيلا وهو أب لـ7 اطفال عاد الى بيت جن، “كيف يمكنني توفير متطلبات الحياة المرتفعة التكاليف لاولادي وخصوصا في فصل الشتاء؟ لذلك، قررت العودة، والقوى الامنية تؤمن لنا الظروف الامنية المؤاتية في جرود شبعا، حزمت اغراضي وانا في طريق العودة وسأسكن منزلا مدمرا في بلدتي واعيش تحت القصف، أفضل من العيش في خيمة في الهواء البارد او تحت المطر كما حصل معنا العام الماضي”.

من جهته، قال محمد عبد اللطيف مهند ان تضاؤل التقديمات من الجهات المانحة هو السبب الرئيسي لعودتنا، فضلا عن تردي المساعدات التي كانت تأتي من اكثر من جهة، وارتفاع كلفة الايجارات. نحن نشكر حسن الضيافة والكرم لدى اهلنا في شبعا، وبما ان المؤامرة من العالم كله على الشعب السوري مستمرة، قررنا العودة والموت في بلدتنا”.

في غضون ذلك، تشهد مراكز “الامن العام” في حاصبيا ومرجعيون والنبطية اقبالا كثيفا من السوريين الذين يتقدمون لتسوية اوضاعهم القانونية وتجديد اوراق اقامتهم الشرعية وفق الاصول اللبنانية، مستغلين المهلة التي حددتها المديرية العامة للامن العام اللبناني لاعفائهم من الرسوم والغرامات المادية. واشارت مصادر امنية لـ”المركزية” الى ان في هذه المراكز وحدها تمت تسوية اوضاع حوالي 4 الاف سوري، وان عدد طالبي التسوية ممن سجلوا اسماءهم يفوق ضعفي العدد المذكور في المراكز الثلاثة فقط في الجنوب.

السابق
جنبلاط وعقيلته في عشاء كلوني – علم الدين في لندن
التالي
داعش بات على بعد 5 كلم من مدينة عين العرب