فرقتان أميركية ومصرية تغنيان للحب والسلام

شهدت موسيقى الراب والهيب هوب والجاز، عقب ما عرف بثورات الربيع العربي، طفرة غير مسبوقة في الشارع العربي، لتضمّ مزيجاً مدهشاً من التآلفات والإيقاعات والألحان والاداءات الحركية المصوغة والمطوّرة لتناسب كلمات وأشعاراً إرتجالية وأخرى مقفاة أو مسجوعة. ويطوع الفنانون الشباب الثائرون، الحالمون بالمستقبل، المطالبون بالتغيير فنونهم التعبيرية والادائية لإيصال رسائلهم الفنية الإصلاحية للحكام والمعنيين والتي قد لا تبتعد كثيراً عن السياسة.

وتعد الإسكندرية الكوزموبوليتانية من أكثر المدن المصرية استقطاباً لهذا النوع من فنون الشارع، حيث تكاد تصحو المدينة يومياً لتصافح صرعة فنية أو موسيقية جديدة، فتتوسد موسيقى تربك الخطى وإيقاعات تعزز سعة مساحة الحرية، وأداءات بصرية وشكلية وحركية تخاطب مختلف الثقافات والتوجهات والأيولوجيات وتتسع عباءتها لتشمل الجميع.

مختلف الألوان والأشكال والتناقضات. زحمة هائلة من الأفكار والتساؤلات والرؤى والحكايات يطرحها مبدعو تلك الأشكال الموسيقية الثائرة التي بدأت بإرهاصات لم يتقبلها المجتمع في البداية، إلا أن الثورات العربية مهدت الطريق بامتياز ليزدهر هذا النوع من الموسيقى على حساب الأشكال الغنائية الاخرى، وليستحوذ على إعجاب شريحة كبيرة من الشباب كفن احتجاجي يعبر بلسان حالهم بجرأة صارت وصفاً لواقعهم.

يرى إيلي منزس عازف الغيتار في فرقة الـ «هيب هوب» الأميركية «ليغاسي باند» التي أحيت حفلة في الإسكندرية بمشاركة الفريق السكندري «سنايبر باند»، أن موسيقى الهيب هوب تعطي الشباب حرية في التعبير ليست موجودة في أي فن آخر، فقد تحول الهيب هوب إلى ثقافة أكثر منه مجرد موسيقى، وأصبح أسلوب حياة لكثيرين، لافتاً الى تميز هواة هذا الفن في ملابسهم ومصطلحاتهم.

ويوضح إليعازر بومبي عازف الدرامز أن موسيقاهم تتأثر بألوان موسيقية عدة تشمل الموسيقى الإيقاعية في غرب إفريقيا والهاوس والجاز والبريك بيت، حيث يقوم الفريق بدمج المواهب الفريدة والخبرات الواسعة لكسر حاجز اللغة والثقافة عبر الموسيقى.

شكلت الأحداث السياسية الأخيرة قوة دفع لأشكال فنون الشارع كالهيب هوب بجرأتها وتأججها، ويؤكد محمد بهنسي أحد أعضاء فريق «سنايبر باند»، أن ما يقدمونه يستـــجيب لروح الشباب، إذ تعبر كلمات اغانيهم عن مشاكل الشباب في حرية التعبير والاختيار، لافتاً إلى اعتمادهم على موسيقى الراب الممزوجة ببعض الآلات المصرية مثل العود والطبلة.

ويوضح مصطفى جمال أن الراب ينتمي الى ثقافة الهيب هوب، إذ يتشكل الهيب هوب من أربعة أركان: الرقص المتمثل بالبريك دانس، وموسيقى الدي جي، والكتابة، والإلقاء الذي يقدمه الرابر والغرافيتي المصاحب لجدران المكان، وهي فنون تسعى لتفجير طاقات الشباب بطريقة إبداعية.

قدم كل فريق عدداً من أشهر أغانيه، كما قدم «السنايبرز» أحدث انتاجاتهم التي لاقت تفاعلاً كبيراً بين الشباب ومنها «أول ما شفتك» و «صنع بالصين» و «مصر أحلى» و «مفيش سكوت». كما قدم الفريقان معاً أغنية «السعادة» ودعَوَا فيها إلى التمسك بالإيمان بالله والابتعاد عن القيم المادية، فالطريق إلى السعادة لا يكون إلا من خلال الإيمان. كما غنّيا أغنية «عالم مجنون» التي تحدثت عن تشرذم العالم المنقسم الى جزء يحارب وآخر يدعو للسلام وآخر يموت جوعاً بينما هناك من يعيشون في ترف.

السابق
اللبناني محمد بركات: لغة جيل الـ«سوشال» ميديا ستصبح لغة البلاغة
التالي
ماذا فعل الحوثيون في منزل توكل كرمان؟