حزب الله يعاني من نقص المقاتلين… فيتستعين بسنّة ومسيحيين

حزب الله
حزب الله الذي دخل الحرب السورية دون الرجوع الى الدولة اللبنانية التي أعلنت مرارا وتكرار رفضها تدخل حزب الله في سوريا وإعلانها النأي بالنفس، اليوم يعاني من صعوبة في حسم المعركة ومن نقص بات علنيا وفاضحا في عدد المقاتلين وفي شهية الشبّان الشيعة على القتال داخل وحول حرب ليست لهم.

بعد سنتين من دخول حزب الله الحرب السورية، التي ورَط نفسه ولبنان فيها دون الرجوع الى الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، ظنَا منه بأنه يستطيع حسم المعركة لصالح النظام بوقت سريع، ها نحن اليوم نشهد على صعوبة في حسم المعركة، ومعاناة في نقص المقاتلين من قبل حزب الله.

حزب الله الذي كان يبرر دائما وخصوصا على لسان امينه العام السيد نصرالله، بأنه دخل الحرب السورية ليحمي لبنان ويمنع الإرهابيين من الدخول إليه، ها هو اليوم يورط الجيش اللبناني في حرب مع الإرهابيين في جرود عرسال، ويطالب الدولة اللبنانية بمساعدته، في عرسال التي أدت معاركها الى وقوع شهداء وجرحى وأسرى في صفوف الجيش اللبناني، وبعد عن التفجيرات الإرهابية التي طالت مناطق نفوذ حزب الله خصوصا في ضاحية بيروت الجنوبية، في محاولة من المعارضين السوريين لنقل المعركة إلى “منزل” حزب الله بدلا من منازلهم السورية.

إذن لم ينجح حزب الله في حسم المعركة لصالح النظام، ولا حتى في إبعادها عن لبنان، بل يقف اليوم متفرجا على أسرى الجيش يذبحون واحدا تلو الآخر، ويعطي الدولة اللبنانية دروسا في أصول التفاوض.

دخول حزب الله في المعركة لم يورط لبنان في بما يجري في المنطقة وحسب، بل ورط الحزب أيضا بنقص في أعداد المقاتلين، خصوصا بعد خسارة الحزب أعدادا كبيرة من مقاتليه في سوريا، بالطبع زادوا عن مئات كثيرة، وربّما آلاف الجرحى، نصفهم تقريبا ما عادوا قادرين على استئناف القتال لا الآن ولا لاحقا. وبالتالي فإنّ الحزب يحتاج إلى مقاتلين جدد باستمرار، خصوصا مع توسّع رقعات القتال وازدياد أعداد المقاتلين المهاجرين من دول عربية عدّة لمواجهة حزب الله والنظام الأسدي.

وفي حين صرّح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكثر من مرة أنّ حزبه يرفض طلبات الشبان الشيعة الذين يرغبون في الذهاب الى سورية من أجل القتال، أكدت مصادر خاصة ل«جنوبية» أن حزب الله طلب في البقاع حوالي 600 مقاتل لم يتقدم سوى 150 للإنضمام لصفوف مقاتلي حزب الله في سوريا، لذا بات معلوما أنّ حزب الله يستعين بخبرات كثيرين، بعضهم مطرودين من الحزب أو خرجوا منه، لكنّهم يعرفون كيف يقنعون الشباب بضرورة القتال في سورية.

إضافة الى محاولته تجنيد شباب سنة في حربه، على ما نشرت “جنوبية” قبل أسابيع وتسليح شبان مسيحيين على ما نشرت “جنوبية” قبل أيام.

وفي الجنوب أيضا بدأ يعاني حزب الله من نقص في أعداد المتقدّمين إلى الانتساب في فروعه العسكرية. في بلدة الجميجمة الجنوبية مثلا، طلب قيادي في حزب الله من أحد المسؤولين السابقين تأمين مقاتلين، لقاء راتب “مقطوع” شهريا. يفتخر هذا الشاب بقوله التالي: “خلال أيام وضعت أمامه نحو 40 طلبا أخذ منهم 35 و25 باتوا يقاتلون في سورية حاليا”. كان هذا قبل أشهر. اليوم سألنا هذا الشاب فأجاب: “الي راحوا راحوا، من وين منجيب غيرهم؟”.

السابق
فتنة جديدة من مسلسل في صيدا
التالي
الحوثيون سنّة أكثر مما هم شيعة