العلامة هاني فحص خسارة وطنية

كل نفس ذائقة الموت، والموت حق، ولكن الانسان يذكر، إثر الوفاة، بأعماله، ولبنان سيذكر الفقيد الكبير العلاّمة هاني فحص بأعماله المتجرّدة عن المصلحة الخاصة والهادفة الى ضمان حقوق الانسان وكرامته وحرياته.

وفي هذا الظرف بالذات كم يحتاج لبنان الى أمثال الراحل الكبير، رجل الوطنية الصافية والعلم والأخلاق الحميدة والحوار الصادق.

إنّ التطرّف هو سِمَة هذه الأيام وبالذات عند المسلمين، وكم نحن بحاجة ماسّة الى رجال مثل العلاّمة هاني فحص عقلانيين، ذوي مبادرات سمحاء، يؤمنون بحق الإنسان في السلام والطمأنينة، وبأنّ الله سبحانه وتعالى أوجد الدين لخدمة الإنسان ولم يوجد الإنسان لخدمة الدين.

كان الفقيد صاحب نهج قويم في الحوار عموماً، وفي الحوار بين الأديان بالذات على قاعدة التفهّم المتبادل وإسقاط الأحكام المسبقة، والتوجّه الى هدف واضح هو التوافق على القواسم المشتركة.

إنّه الرجل الذي أجمع عليه اللبنانيون، وطبقت شهرته الآفاق في المنطقة العربية وفي العالم الإسلامي، وفي العالم قاطبة، خصوصاً وأنّه كان رجل الإعتدال بامتياز.

وبرحيله اليوم نتذكر قوافل الكبار الذين سبقوه الى دنيا الخلود ومنهم على سبيل المثال لا الحصر آية الله محمد حسين فضل الله، والإمام محمد مهدي شمس الدين، والمفتي حسن خالد، والشيخ عبدالله العلايلي، والشيخ صبحي الصالح والأب يواكيم مبارك وسواهم من الرجالات الذين لا يتكررون… فالخسارة بكل منهم ليست خسارة فردية، إنّـما هي خسارة وطنية شاملة.

ألا… رحم الله الفقيد الكبير وألهم أسرته والطائفة الشيعية الكريمة وهيئة الحوار بين الأديان واللبنانيين عموماً الصبر والسلوان.

 

السابق
السيّد.. النجفيّ المتحرّر
التالي
ما أبلغ الرحيل في زمن الرداءة والردّة