لغز ‘شبح‘ الوساطة القطرية

ما هو لغز قيام وساطة قطريّة من أجل إطلاق سراح العسكريين المخطوفين لدى "داعش" والنصرة" وطيف تناقلت وسائل الإعلام هذه المبادرة الشبح، وما الهدف من وراء ذلك؟

لم يكد ينتشر خبر قيام وساطة قطريّة من أجل إطلاق سراح العسكريين المخطوفين لدى “داعش” والنصرة”، حتى تم في اليوم التالي ذبح الجندي الشهيد عباس مدلج، ثم ليقول وزير الداخليه بعد ذلك أن لا علم له بوساطة قطرية، ليتفاقم الجدل لاحقا حول هذه المبادرة “الشبح” وجدواها؟

لفتت معلومات لصحيفة “اللـواء” الى ان “الوساطة القطرية لم تتوقف، وما زال الوسيط القطري ينتظر الرد اللبناني على مطالب الخاطفين، وهو الرد الذي تأخر بسبب عدم بلورة رؤية موحدة لدى مكونات الحكومة من تلك المطالب”.

وقد استغربت مصادر سياسية تدهور أوضاع المفاوضات في ملف العسكريين المخطوفين بهذا الشكل رغم الأجواء التي كانت رشحت إمكان التوصل الى معالجة. خاصة بالنسبة لما نقل عن الوزير نهاد المشنوق عن عدم وجود وفد قطري في لبنان للتفاوض، متسائلة “إذا كانت الوساطة القطرية بتكليف من الحكومة اللبنانية أو لا”.

واشارت مصادر إعلامية مراقبة الى ان إعدام الجندي عباس مدلج لا يؤشر الى وجود مثل هذه الوساطة أو أقله فشلها في التوصل الى تفاهم مع المسلحين، وذلك خلافا لما تردد أخيرا عن ظهور بوادر حلحلة.

غير ان المشنوق أبلغ ‘السفير” ان هناك موفداً من قطر يتولى إدارة التفاوض مع الخاطفين، لكن جنسيته غير قطرية. وعما إذا كانت الدولة اللبنانية قد تلقت مطالب واضحة من الخاطفين، أوضح أن المطالب قيد التبلور، متوقعاً أن تطول هذه القضية بعض الشيء. وأكد ان الاتصالات مفتوحة مع قيادة «حزب الله»، وفي كل الاتجاهات، لضبط التوترات والانفعالات في الشارع، مشيراً إلى اتصالات حصلت في هذا السياق مع معاون الأمين العام للحزب حسين الخليل، ومسؤول “الارتباط والتنسيق” وفيق صفا، ما ساهم في تهدئة النفوس وضبط الارض.

وحول حجم مطالب الخاطفين بالإفراج عن سجناء إسلاميين وأسمائهم الذي تداولته بعض وسائل الإعلام، قال أحد أعضاء لجنة خلية الازمة الوزارية لـ’الجمهورية”: “من الأفضل الاحتفاظ بمضمون المفاوضات الجارية بسرية”. ورفض التعليق على ما يجري تبادله من معلومات، لافتاً إلى ‘أن ما تبلغه لبنان سابقاً ما زال هو هو ولم يطرأ أي جديد”، ومشيراً إلى أن بعض ما ينشر لم يتبلغه لبنان الرسمي بعد. كذلك لم يشأ الحديث عن شروط مختلفة أو متناقضة للأطراف الخاطفة، وتحديداً ما بين مطالب جبهة ‘النصرة” و”داعش”، ولم يستبعد وجود تبادل أدوار.

واكدت معلومات أن لبنان تسلم من الموفد، من قبل القطريين، مطالب جبهة «النصرة» و«داعش» التي تتركز على مسألة الإفراج عن سجناء اسلاميين.

قلق كبير يساور أهالي المخطوفين العسكريين، وبعد أعمال قطع الطرقات إثر ذبح الجندي مدلج، والخطف المذهبي في البقاع على الهويّة، بما ينذر باندلاع فتن قد تمهّد لحرب أهلية جديدة، فان فرصة نجاح الوساطة القطريّة “الشبح” اصبح ضئيلا، الا اذا تضافرت جهود إقليمية أخرى معها لا سيما إيران، التي نجحت بإطلاق حوالي الـ”50″ من أسراها قبل عام ونصف، ولم يقف عقبة دونهم إطلاق الالاف من معتقلي المعارضة والجيش الحر من السجون السورية.

السابق
تأخر العقل عن قراءة الوضع الجديد
التالي
أميركا قريباً تزوِّد جيش لبنان… طائرات!