تحريض على حماس وإيران والدولة الفلسطينية

احتلت الحرب الإسرائيلية على غزة، مجرياتها وعواقبها، مركز الصدارة في مؤتمر هرتسيليا السنوي ضد الإرهاب الذي افتتح أمس.
وقالت وزيرة العدل تسيبي ليفني أنه كان من الخطأ أن تنتهي الحرب من دون ترتيب دولي، ومن دون الإطاحة بحكم “حماس”. أما الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز فقال “بالوسع احتلال قطاع غزة، ولكن ماذا بعد ذلك؟”.

وفي المؤتمر السنوي الرابع عشر لـ”معهد السياسات ضد الإرهاب” في مركز هرتسيليا الذي افتتح أمس تحت شعار “الإرهاب في سياق متغير – تحديات الحاضر والمستقبل”، جرى التركيز أساسا على حرب “الجرف الصامد” في غزة. وتحدث أمام المؤتمر شخصيات سياسية وعسكرية عديدة، كان من أهمها وزيرة العدل عضو الكابينت تسيبي ليفني والرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز.
وقالت ليفني إن “الخطأ تمثل في أن العملية لم تنته بسلسلة ترتيبات دولية مشتركة بيننا وبين الأسرة الدولية والدول العربية المعتدلة والسلطة الفلسطينية، وبغرض استئناف المفاوضات”.
وأضافت إن “قوتنا العسكرية أضعفت حماس، لكن كان ينبغي لنا أن نضعفها أكثر، والعمل السياسي المكمل المفترض أن يستبدلها كسلطة. فالانطباع الذي تبقى من العملية، وهو ما كان ينبغي ألا يكون، هو لماذا لم نستخدم المزيد من القوة؟ لأن ذلك كان سيجلب النتيجة ذاتها. والمطلوب هو الساق السياسية، ليس من أجل أن نمنح حماس شيئا آخر، وإنما من أجل إنشاء ترتيب جديد في غزة. بهذه الطريق، ليس فقط نقدم حلا لغزة، فهذا كان ممكن فعله، ولا يزال بالإمكان فعل شيء يمكن أن يغير مكانة إسرائيل وكونها جزءا من ائتلاف جديد يواجه الأخطار الإسلامية في المنطقة”.
وحسب ليفني فانه “ينبغي لإسرائيل أن تبادر، وأن تخلق عملية سياسية متجددة، من منطلق الفهم بأن هذه مصلحة إسرائيلية، وأيضا لأن هذا جزء من قدرتنا على جلب العالم لحربنا المطلوبة ضد الإرهاب. ينبغي إتمام العمل الذي بدأ في غزة. ينبغي أن نقرر سلسلة من المبادئ الدولية التي تقرر تجريد منظمات الإرهاب من سلاحها في غزة كهدف مشروع على المدى الفوري. وهذا ليس جديدا، وإنما جزء من ترتيبات سابقة تتعلق بالنزاع. ينبغي مراقبة الأموال التي تصل إلى غزة، على أن تمر فقط عبر السلطة الفلسطينية وفقط لصالح الشعب في غزة، وليس لمصلحة المنظمات الإرهابية. وينبغي أن يتم إخضاع البضائع والمنتجات القابلة لخدمة الإرهاب لمراقبة وثيقة”.
وتحدث وزير المالية يائير لبيد، في المؤتمر بالروحية ذاتها. وقال إن “عملية الجرف الصامد لا يمكنها أن تنتهي بوقف نار مؤقت نعود فيه لننتظر المرة التالية التي سيطلقون فيها علينا النار”. وشدد على “وجوب إعادة العلاقات مع الأميركيين إلى سابق عهدها، فهم يواصلون تقديم الدعم العسكري والديبلوماسي لنا، لكن تقترب اللحظة التي سيضجرون فيها من النهوض في الصباح ليكتشفوا أننا قررنا ضم 4 آلاف دونم في يهودا والسامرة (الخليل) وأصدرنا عطاءات في ألكنا، من دون أن نحرص حتى على إبلاغهم. في محادثاتي مع جهات في الإدارة الأميركية تتكرر الجملة: ليس هكذا يعامل الأصدقاء”. واعتبر أنه “بدلا من الشجار معهم، فان علينا تجنيدهم والذهاب إلى مؤتمر إقليمي، حيث نعلن أننا جاهزون للانفصال عن الفلسطينيين وتشكيل ائتلاف يحارب الإسلام”.
وكان بيريز قد افتتح المؤتمر بالقول إنه “محظور مقارنة الإرهاب بالحرب، إنهما موضوعان مختلفان تماما.. في الحرب هناك جيوش، واحد يحارب الآخر، واحد ينتصر والثاني يخسر. الحرب تبدو بشكل مختلف لدى كل طرف. كل انتصار يكون مؤقتا، إلا إذا تم قتل جنود الطرف الآخر حتى آخرهم”.
وأشار بيريز إلى وقف النار في قطاع غزة مع “حماس”. وتساءل “لقد أخلينا غزة، وصارت حرة، فلماذا بدأوا بإطلاق النار؟ ما السبب؟”، وأجاب “في غزة ليس هناك تنظيم إرهابي واحد وإنما أربعة أو خمسة، وهناك صراع بين هذه المنظمات”.
وأضاف “مثلما هناك معسكر إرهابي في العالم العربي، هناك أيضا معسكر سلام. (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن قال عبارات تعرض حياته للخطر، وقال، أنا من صفد، لكني لن أعود إلى صفد، وقال إن إسرائيل دولة إسرائيلية ولا يمكن أن ننزع عنها إسرائيليتها”.
واعتبر بيريز أن مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تكون كاملة من دون ساق سياسية. وقال “نحن ملزمون بالسعي لتسوية سياسية مع الفلسطينيين، وأبو مازن شريك واضح لذلك. رئيس السلطة تحدث بشكل حازم وواضح ضد الإرهاب في قلب العالم العربي. وتحدث ضد الإرهاب، بل وضد حماس، حتى مع قنوات إسرائيلية ودولية وعربية. من يحاول الاستهانة بذلك يرتكب خطيئة. أنا أسمع كلاما عن وجوب الدخول والعودة لاحتلال غزة. واضح أن بوسعنا فعل ذلك، ولكن ماذا بعد ذلك؟ علينا التفكير إلى الأمام”.
وتحدث وزير العلوم رئيس “الشاباك” الأسبق يعقوب بيري عن صعود الإسلام المتطرف في أرجاء العالم. وقال “هذا ليس خطرا كبيرا، لكن هناك من يعتقد أنه ليس خطرا فعليا على إسرائيل. أنا لا زلت أعتقد أن الخطر الفعلي الأكبر على إسرائيل هو إيران”.
من جانبه، حمل وزير الاقتصاد نفتالي بينت، في كلمته أمام المؤتمر، على اليسار الإسرائيلي وعلى فكرة إنشاء دولة فلسطينية. وقارن بينها وبين المؤامرة التي قادت إلى “حرب يوم الغفران”. واعتبر أن إنشاء دولة فلسطينية سيقود إلى جعلها جبهة متقدمة لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” و”حماس”. وقال “أنا أجلس هنا وأسمع خطابات رجال اليسار ولا أصدق ما تسمعه أذناي… هذا يشعرني أنني أعيش في التسعينيات. أين يعيش اليسار”. وأضاف أنه تكفي قذيفة هاون على مطار اللد (بن غوريون) لشل الاقتصاد الإسرائيلي. وتابع “عندما قلت إن الدولة الفلسطينية ستدمر اقتصاد إسرائيل، ضحكوا، لكن بعد شل مطار اللد في الجرف الصامد لم يعودوا يضحكون. هل هناك من يزال يظن أن بالوسع منحهم التلال التي تطل على مطار اللد؟”.

(السفير)

السابق
السعودية تستضيف اجتماع عربي- أميركي- تركي عن الإرهاب
التالي
طائرة استطلاع اسرائيلية خرقت اجواء البقاع

تابعوا اهم اخبارنا على تطبيق الوتساب

يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخباراً من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.

مجموعة جنوبية على الوتساب