بريتال ’قنبلة موقوتة’ تهدد أمن البقاع

درجت المجموعات التي تلجأ الى اعمال الخطف في البقاع على استغلال الوضع الامني للقيام بهذا النوع من العمليات طلباً للحصول على فدية مالية من اهالي المخطوفين. ويبدو ان المطلوبين استغلوا جيدا الاوضاع الامنية غير المستقرة في البلد ومعاناة اهالي العسكريين واللعب على الوتر المذهبي المتشنج في البلد والافادة من هذا المناخ ليكسب هؤلاء مبالغ مالية من هذ التجارة الرابحة.

وتنفذ وحدات من الجيش مداهمات في بريتال وجرودها لملاحقة هؤلاء ومنعهم من القيام بهذا التعدي على حياة المواطنين واللعب باعصاب عائلاتهم واستغلال من يملك منهم الاموال والعقارات والمؤسسات التجارية. وتبين حتى الان ان العدد الاكبر من المطلوبين في بريتال لجأوا الى اماكن جردية يقصدونها في الاوقات الصعبة وهي محصنة بالمعدات والتجهيزات العسكرية ومواد التموين والاطعمة التي تمكنهم من الاقامة لاشهر طويلة فيها.
ويرى متابعون للوضع في البلدة، انه في امكان الجيش “القضاء” على هؤلاء اذا جرى رفع الغطاء السياسي والشعبي عنهم، علما ان القوى الحزبية في هذه المنطقة لا توفر لهم الحماية. وجاء كلام عضو شورى “حزب الله” الشيخ محمد يزبك في محله، عندما قال ان اعمال الخطف واللجوء الى هذا الاسلوب في البقاع ومناطق اخرى يخدم الجماعات الارهابية والتكفيرية التي تعمل على توسيع مساحة الشقاق بين المكونات اللبنانية.
من جهة، اخرى تفيد مصادر متابعة للتطورات الاخيرة في جرود بريتال ان مساحة تحرك المطلوبين اصبحت صغيرة، لانهم لن يستطيعوا الهرب الى الاراضي السورية تخوفاً من وقوعهم في ايدي الجماعات المسلحة المناوئة للنظام السوري، واذا وقفت القوى السياسية على “حياد” ورفضت اجراء اي وساطات للمطلوبين تستطيع القوى الامنية القبض عليهم ومحاصرتهم وعدم تعريض البقاع الى فتنة او خضة امنية تشغل الجيش عن المهمات الاخرى، لان اخطار تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” لم تعد محصورة على الحدود والمواجهات المفتوحة معهما في جرود عرسال.
وبالعودة الى بريتال، فان الجيش يقيم حواجز متنقلة بحثا عن المطلوبين، علما ان “الرؤوس الكبيرة” من هذه العصابات في “مربع الموت”، بحسب توصيف وزير الداخلية لجأت الى الجرود وتواجه وحدات الجيش.
ومن يطلع جيدا على اوضاع بريتال وجوارها، يخلص ان هذه البلدة تحولت “قنبلة موقوتة” تحوي في داخلها شظايا مذهبية تهدد البقاع اذا لم يتم الاسراع في نزع صاعقها وضبط هذه العصابات التي لا تهتم لحياة العسكريين المخطوفين والنهوض الانمائي في هذه المنطقة، بل توسيع مساحة الاتجار بالخطف والضحايا يكونون من المواطنين الذين يقعون بين جماعات تمارس الخطف واخرى لا تهوى سوى الذبح وتنفيذ مخططها الارهابي الذي يهدد المنطقة!

السابق
نادين الراسي تتألق خلال حفل BIAF 2014
التالي
’التيار’ و’القوات’.. وتسلّح المسيحيين