إفادات الشهادات الرسمية تتسبّب بأزمة للجامعة وللطلّاب

تسبّب القرار بإعطاء طلاب الشهادات الثانوية إفادات رسمية بأزمة جامعية، إذ بدأت الجمامعة اللبنانية – الجامعة الوحيدة التي يمكن لذوي الدخل المحدود تحمل نفقاتها – بـ"غربلة" الطلاب وفرض إمتحانات دخول على كليات لم تعهد إجراء كهذا سابقاً.

بعد القرار الصادر عن وزير التربية الياس بو صعب بإعطاء إفادات لكل طلّاب الشهادات الرسمية، بدأت أزمة جديدة هي أزمة الدخول الى الجامعة، والّتي تعتبر أزمة مزدوجة لكل من الطلاب وبعض الكليات في الجامعة اللبنانية.
في السنوات الماضية، كانت بعض كليات الجامعة اللبنانية ككلية الحقوق والعلوم السياسية، والعلوم، والعلوم الإجتماعية، والآداب، تتيح لأي طالب أن يتسجّل في صفوفها بمجرد حصوله على الشهادة الرسمية. أما بعد قرار الإفادات، أعلنت كلية العلوم أنها ستجري لكل الطلاب الراغبين بالدخول الى الجامعة بإجراء إختبار كفاءة، لأنه – وبحسب مراسيم الجامعة – لا يحق لها أن تجري إمتحانات دخول.
الأمر لا يزال غير واضح بالنسبة لكليّات أخرىفي انتظار قرار من عمادة الجامعة حول إجراء إمتحانات دخول للطلاب الراغبين بتحصيل تعليمهم الجامعي فيها. وأكّدت مصادر مطلعة لـ”جنوبية” أن القرار الذي سيصدر سيشمل إجراء إمتحانات دخول الى كل الكليات، باستثناء الإختصاصات التالية: الفلسفة، علم نفس، تاريخ، جغرافيا. وإذا أقر إجراء إمتحان دخول لهم، تقول المصادر، فسيكون في اللغة العربية فقط.
وفي انتظار القرار الّذي قد يقلّص من حظوظ الطلاب بالانتساب إلى الجامعة الرسمية الوحيدة في لبنان، يبدو الطلاب في حالة توتر وترقّب. ثلاث طالبات حصلن على إفادات يتحدّثن لـ”جنوبية” رأيهن في االموضوع. وتقول رنا درويش، الطالبة التي تنتظر الثاني عشر من شهر أيلول لإجراء إمتحان الخول في كلية التربية: “لم نفرح كثيراً بالإفادات، إذ غيّبت بهجة النجاح، وحرمتنا من المعدل، أنتظر الآن إمتحان دخول الجامعة، وإن لم أوفّق، ليس أمامي سوى الجامعة الخاصة”.
أما غيدا وهي طالبة المتفوقة في مدرستها وقد كانت مطمئنة أنها ستنجح بتقدير أقله جيد لو صحّح الأساتذة الإمتحانات، فقد نجحت في امتحان الدخول إلى كلية إدارة الأعمال. لكنها تقلق حول مصير زملائها في الدراسة وإن لم يتسنَّ لهم متابعة دراستهم. “منيح إنوا بالآخر قرروا لو القرار ما منيح إلنا، بس المهم ما نبقى ناطرين، وما عارفين حالنا وين واصلين،” قالت معبّرة عن استيائها.باسل صالح
أما صديقتها هيام، فتقول: “لم أكن اتمنى أن أحصل على إفادة لأنو درسنا على الفاضي، والشاطر والكسلان نفس الشي طلعوا”.
هؤلاء الطلاب نجحوا في إمتحان الدخول ولكن ما هو مصير الطلاب الذين لا يستطيعون الدخول الى الجامعات الخاصة، إذا لم يحالفهم الحظ بالنجاح في إمتحانات الدخول؟ زيادة الأقساط المستمرة من قبل الجامعات الخاصة والتشديد في إمتحانات الدخول تدفع العديد من الطلاب للاتجاه الى جامعتهم اللبنانية، فهل يمكن للجامعة اللبنانية إستيعاب أعداد الطلاب؟

الدكتور في الجامعة اللبنانية باسل صالح يشرح لـ’جنوبية’ رأيه في موضوع إمتحانات الدخول ويقول: “يجب أن يؤخذ قرار بإجراء إمتحانات دخول لكل الراغبين بالدخول الى الجامعة اللبنانية، وخصوصا الكليات التي لم يكن يجرى فيها سابقا إمتحان دخول، وذلك بمستوى الحد الدنى، من دون ظلم الطلاب لأننا لا يمكن أن ننسى أن الجامعة اللبنانية هي الجامعة الوطنية ويحق لكل اللبنانيين الدخول إليها”.
ويضيف صالح: “كثير من الطلاب لا يستطيعون الدخول الى الجامعات الخاصة بسبب غلاء الأقساط، ومن حقهم أن يدخلوا الجامعة اللبنانية، ولكن يجب أن يملكوا الحد الأدنى من المعرفة في الإختصاص الذين ينوون الدخول عليه. فالجامعة اللبنانية هي ملك للطلاب اللبنانيين، ونتيجة نضالات متراكمة من عشرات السنين للأساتذة والطلاب، لذلك يجب أن لا يظلم أحد”.

السابق
حوري: اذا لمسنا تجاوباً ننتقـل الى اسماء المرشّحين
التالي
ماروني: رئيس الكتائب لا يريد ترشيح نفسه رسميا لمجرد الترشح