من هم الكاكائيون؟

يمتازون بشواربهم الطويلة، من هم الكاكائيون؟ ولماذا يستهدفهم تنظيم الدولة؟

يعود أصل كلمة الكاكائية إلى “كاكا”، وتعني “الأخ الأكبر”، وهي تعدّ من أقدم الديانات التوحيدية التي تؤمن بإله واحد، وتنتشر في شمال العراق، ويعتبر “سلطان إسحاق البرزنجي” المولود عام 671 للهجرة مجددها، كما يقول الباحث في حقوق الأقليات الأكاديمي”سيد فرهاد”.

وبحسب فرهاد، تقوم معتقدات الأقلية الكاكائية على 4 أركان أو شروط، وهي: الطهارة والصدق والفناء والعفو، وهي تؤمن بتناسخ الأرواح، ومن الكتب التي تعدّ مقدسة بحسب معتقدهم: كلام الخزانة أو “سرانجام” الذي يعود إلى القرنين السابع والثامن الهجري، ويتكون من 6 أجزاء، بيد أنّ هذا الكتاب غير متوفر إلا لدى أبناء الطائفة فقط، ولم يطبع أو يتداول.

وتتعدد المزارات الدينية للطائفة الكاكائية، ومن بينها: مزار سلطان إسحاق الموجود في جبل هورامان بإقليم كردستان العراق، ومزار سيد إبراهيم ببغداد، والباب الأوسط ببغداد، إضافة إلى دكان داود بقصر شيرين بإيران، ومزار باوة محمود في خانقين.

ويخضع الزواج في الطائفة الكاكائية لشروط القانون المدني في العراق، وهم ملتزمون به، ولا يختلف كثيراً في شروطه وإجراءاته وطقوسه عن الزواج في الإسلام، لكن هناك بعض الأمور العقدية المعروفة عنهم، كتحريم الخمر، ومنع تعدد الزوجات، ورفض الطلاق إلا إذا كان برضا الطرفين.

ويتميز الكاكائيون بالشارب الطويل والذي يعدّ إرثاً ثقافياً ودينياً، فهم يحافظون على استمراريته، إضافة إلى زيهم المميز الذي يتكون مما يعرف محلياً بـ”الصاية”، وهو رداء طويل يشبه العباءة البدوية، و”الجاكيت”، وربطة الرأس التقليدية.

اقرأ أيضاً: من هم «الشركس».. ولماذا هاجروا من بلادهم؟

الكاكائيون يحرمون حلاقة الشوارب
الكاكائيون يحرمون حلاقة الشوارب

ويقال أن تنظيم «داعش» وجّه انتهاكاته نحو أقلية جديدة في العراق، حيث طالت جرائمه، يوم أمس، الطائفة الكاكائية التي هجر التنظيم المتشدد أكثر من 10 آلاف شخص من أتباعها، ونسف ثلاثة من أهم مزاراتها الدينية في محافظة نينوى، في ما بدا تعويضاً عن الضربات التي تعرض لها من قبل قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية في الموصل وآمرلي، فيما برز تطوّر ميداني جديد تمثل في قيام بعض مقاتلي العشائر العراقية باستهداف التكفيريين داخل هذه المحافظات. وعاد تنظيم «داعش» إلى استهداف الأقليات في المناطق التي يسيطر عليها، حيث قام بشن هجمات منسقة على أبناء الطائفة الكاكائية في بلدة الحمدانية في نينوى. وقال أمين بك الكاكائي، وهو أحد وجهاء الطائفة، لـ«السفير»، إن «مسلحي داعش هدموا ثلاثة من أعرق مزاراتنا في الحمدانية، من بينها مزار شيد قبل أكثر من سبعة قرون».

وأضاف أن «عناصر داعش بدأوا بحملات تهجير واستهداف لأبنائنا، انتهت بنزوح أكثر من 10 آلاف شخص صوب القرى القريبة من إقليم كردستان».

يذكر أن الكاكائية هي إحدى الديانات الكردية الباطنية، التي ظهرت في القرن الثاني عشر على يد فخر العاشقين سلطان اسحق البرزنجي، كامتداد لطريقة صوفية ولدت في القرن الثامن على يد قطب العارفين عمرو بن لهب الملقب بـ«بهلول».

وبدأت الكاكائية تنظيماً اجتماعياً عفوياً قائماً على الشباب والفروسية، ثم دخل إليها مزيج من الأفكار والعقائد المستمدة من التصوف والتشيع والمسيحية والفارسية، وهي ليست ديناً أو مذهباً خاصاً ولكنها خليط من الأديان والمذاهب.

تقدر أعداد الكاكائيين في إقليم كردستان العراق بحوالي 250 ألف نسمة، وينتشر الكاكائيون في شمال العراق، وموطنهم الرئيس هو مدينة كركوك، والقرى الواقعة على ضفاف نهر الزاب الكبير في منطقة الحدود العراقية الإيرانية.

وتسكن غالبيتهم في كردستان الجنوبية، وخصوصاً في كركوك وخانقين ومندلي وجلولاء وهولير والسليمانية وهورامان، وكذلك في كردستان الشرقية في قصر شيرين وصحنة وكرماشان وسربيل زهاو، كما لهم وجودٌ ملحوظ في تلعفر، ويأتي استهداف الكاكائيين من قبل «داعش»، في الوقت الذي يتلقى فيه التنظيم الإرهابي ضربات ميدانية على أكثر من جبهة في شمال العراق.

السابق
أزمة رهائن دولية في سوريا
التالي
الانتخابات النيابية في لبنان: كل الخيارات مفتوحة