القوات العراقية أخفقت في استعادة تكريت من ’داعش’

أوقفت القوات العراقية هجوماً لم يستمر طويلاً أمس لاستعادة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بسبب مقاومة شرسة من مقاتلي “الدولة الاسلامية”. وواصلت قوات البشمركة الكردية وأخرى من الجيش العراقي تنفيذ عمليات بدعم من الطائرات الحربية الاميركية لاستعادة السيطرة على مناطق حول سد الموصل شمال العراق.

بفضل الدفع المعنوي الذي نتج من عملية استعادة السيطرة على سد الموصل من الجهاديين بعد انتكاسات متواصلة طوال شهرين، تقدمت وحدات من الجيش العراقي تدعمها ميليشيات شيعية نحو وسط تكريت على مسافة 130 كيلومتراً شمال بغداد والتي تعد معقلاً من معاقل الأقلية السنية.
لكن ضباطاً في غرفة عمليات القوات العراقية أفادوا بحلول الظهر أن التقدم توقف. وأضافوا أن القوات العراقية تعرضت لنيران كثيفة بالمدافع الرشاشة وقذائف الهاون جنوب تكريت، في حين أن الألغام المزروعة على الطريق في الغرب ونيران القناصة قوضت جهود الاقتراب من المدينة التي حاولت القوات استردادها مراراً.
وروى سكان في وسط تكريت عبر الهاتف أن مقاتلي “الدولة الإسلامية” يسيطرون بثبات على مواقعهم وينظمون دوريات في الشوارع الرئيسية.
وعلى جبهة أخرى، قال ضابط كبير في قوات البشمركة الكردية: “تتواصل العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على المناطق المحيطة بسد الموصل، بمساندة الطائرات الحربية الاميركية “. واضاف ان “الطائرات الاميركية تواصل اليوم (امس) تنفيذ ضربات جوية لتجمعات تنظيم داعش في مناطق شمال سد الموصل”. وتحدث عن سيطرة قوات البشمركة على سد (مائي) صغير يقع غرب سد الموصل. وأكد ان “العمليات مستمرة لملاحقة فلول المسلحين من تنظيم داعش”.
وحض رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي أبناء القوات المسلحة وسلاح الجو على مراعاة الدقة في استهداف معاقل تنظيم “الدولة الاسلامية” والحذر من أي استهداف يضر بالمدنيين. وقال: “إن العراق يواجه حالياً خطر الإرهاب المتمثل بعصابات داعش الإرهابية وهؤلاء يستخدمون كل الأساليب القذرة لحماية أنفسهم ومنها تحصنهم بالمدنيين، لذا فإننا نهيب بالسلاح الجوي العراقي الدقة في استهداف تنظيمات داعش الإرهابية والحذر كل الحذر من أي استهداف قد يحصل للمدنيين”. كما دعا إلى أن تكون هناك “دقة متناهية في المعلومة الاستخبارية التي تصل الى سلاح الجو العراقي لدك أوكار الإرهابيين”.
في المقابل، حذرت “الدولة الاسلامية” الأميركيين في شريط فيديو بالانكليزية على الانترنت من انها ستغرقهم جميعاً في الدماء إذا أصابت الغارات الجوية الاميركية مقاتليها. كما عرض الشريط صورة لأميركي ضرب عنقه خلال الاحتلال الاميركي للعراق عقب اطاحة صدام حسين عام 2003 وكذلك صور ضحايا عمليات قنص.

جسر جوي
على صعيد آخر، اعلنت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين أن جسراُ جوياُ سيبدأ اليوم إلى اربيل عاصمة إقليم كردستان لنقل خيام وامدادات أخرى من ميناء العقبة الأردني.
وصرح الناطق باسم المفوضية السامية ادريان ادواردز بأن هذا الجسر ستتبعه قوافل برية من تركيا والاردن وشحنات بحرية من دبي من طريق ايران في الايام العشرة المقبلة. وأوضح ان الاغاثة الطارئة تستهدف مساعدة 500 الف عراقي اضطروا الى الفرار من منازلهم امام تقدم المقاتلين الاسلاميين المتطرفين. واشار الى ان تقديرات الامم المتحدة حتى الآن تشير الى ان 1,2 مليون عراقي اضطروا الى النزوح بسبب المعارك.
وقال ان عدداً من الدول بينها السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا ونروج الى شركة “ايكيا” الاسوجية العملاقة للاثاث تساعد في توفير هذه
الامدادات.
وشدد على ان “التحديات الانسانية التي يواجهها العراق جسيمة”، وان الهدف الاساسي هو مساعدة الذين ليس لديهم مأوى، قائلاً: “علينا ان نبدأ بالأكثر ضعفاً ونتوسع من هناك”.
مصر
وفي القاهرة، أعرب الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي عن ترحيب مصر بالقرار الصادر بالإجماع عن مجلس الأمن والخاص بمكافحة الخطر الإرهابي الناجم عن تنظيمي “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة” في كل من العراق وسوريا، والذي يدفع نحو التضييق على نشاطهما ووقف مصادر تمويلهما.
وأمل أن يؤدي تبني مجلس الأمن هذا القرار إلى تكثيف وتضافر جهود المجتمع الدولي في مكافحة هذه الظاهرة العالمية البغيضة التي تستهدف النيل من أمن واستقرار ورفاهية مختلف دول العالم.

السابق
’داعش’ تفكر: 11 جديد؟
التالي
العراق: داعش… إلى أن تعود الشراكة الوطنية