3,4 ملايين لبناني يستخدمون ’تروكولر’

إلى جانب «فايسبوك مسنجر»، و«فايسبوك»، و«واتسآب»، و«فايبر»، يعدّ «تروكولر» من بين أوّل خمسة تطبيقات مجانيّة يحمّلها اللبنانيون عبر هواتف «أندرويد»، كما تشير لوائح «غوغل بلاي». يشبه التطبيق دليل هاتف افتراضي ضخما، إذ يتيح للمستخدم معرفة اسم المتصل به، حتى وإن لم يكن مدرجاً على لائحة هاتفه. في مقابلة مع «السفير» أجريت عبر البريد الإلكتروني، يتحدّث مؤسس الموقع السويدي نامي زارينغالم عن علاقة الشركة بالسوق اللبنانيّة، ويردّ على بعض هواجس الخصوصيّة المرتبطة بالتطبيق.

ما أعداد المستخدمين الحاليين لتطبيق «تروكولر»، حول العالم وفي لبنان؟
ثمة ما يقارب 70 مليون مستخدم لتطبيق «تروكولر» حالياً من شتى أنحاء العالم، ونتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى 120 مليون مستخدم بحلول نهاية العام الجاري. يمتاز التطبيق بخاصية كونه أكبر مجتمع موثق للهواتف المحمولة في العالم يتخصص في مساعدة المستخدمين على تجنب المكالمات غير المرغوب فيها وإجراء المكالمات الصحيحة.
وننتشر على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ونتواجد في 18 بلداً، ويتمتع تطبيق «تروكولر» بقاعدة مستخدمين تزيد على 18 مليون مستخدم. وقد شهدنا نمواً بمعدل 200 في المئة في المنطقة خلال شهر أيار 2014 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
ولدينا في لبنان وحده 3,4 ملايين مستخدم (والذي يعد أكثر من ثلاثة أرباع التعداد السكاني في لبنان) ويعتبر لبنان من أكثر الدول استخداماً لتطبيق «تروكولر» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من حيث قاعدة المستخدمين.
ما هي البلدان التي تتصدّر قائمة عدد مستخدمي تطبيق «تروكولر»؟ هل ثمّة بلدان تعارض مفهوم التطبيق وتمنع تحميله أو استخدامه؟
تعتبر الهند والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا الشمالية وشمال أوروبا من أكثر المناطق استخداماً لتطبيق «تروكولر». غير أن موقعنا يعاني حظراً في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ونعمل حالياً للتنسيق مع السلطات التنظيميّة المعنيّة في كلا البلدين لتحديد مكامن المشكلة. ويمكن «تروكولر» المستخدمين من تحديد هوية المتصل وحجب المكالمات المزعجة، ويستفيد ملايين الأشخاص من هذا التطبيق حول العالم، ونحن على ثقة بنجاحنا في حل قضية حجب موقعنا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قريباً جداً.
هل يمكن أن تقص لنا حكاية هذا التطبيق؟ ومن أين جاءت الفكرة؟
أسست أنا (نامي زارينغالم) وشريكي آلان ماميدي تطبيق «تروكولر» العام 2009، عندما كنا طلاباً في المعهد الملكي للتكنولوجيا (كيه تي إتش) في السويد. وقد تشاطرنا حينها الرغبة في إيجاد طريقة أفضل للبحث عن أصحاب أرقام الاتصالات الهاتفية الفائتة التي نتلقاها من الأصدقاء والعائلة عند السفر أو المكوث خارج البلاد. وتمّ تحميل تطبيق «تروكولر» في الأسبوع الأوّل من إطلاقه (بالتزامن مع إطلاقه على الإنترنت) 10,000 مرّة، وذلك برغم عدم وجود متجر للتطبيقات حينها والتعقيد الذي كان يرافق عملية التحميل آنذاك.
كيف يتمُّ جمع البيانات وكيف تحصلون على أرقام وأسماء المستخدمين؟
ثمة طرق عديدة لعمل التطبيق، لعل أولى وأهم هذه الطرق هي جمع أوراق بيضاء وصفراء مختلفة من شتى أنحاء العالم. لكن نظراً لعدم وجود الكثير من هذه الأوراق في منطقة الشرق الأوسط، فإننا نعمل على ابتكار دليل عالمي للأرقام الهاتفية الموثوقة مأخوذاً من سجلات هواتف مستخدمينا. وبوسع المستخدمين الاختيار بين المشاركة في هذا المجمّع أو عدم المشاركة.
هل يتيح العمل في مجال البيانات استخدام الأخيرة لأسباب معينة في مناطق محددة (رسمية، لأسباب أمنية، الخ..)؟
يلتزم «تروكولر» بحماية خصوصية المعلومات الشخصية لمستخدمينا، وذلك من خلال إعدادات الخصوصيَّة التي يمكن للمستخدم التحكم بها، علاوة على استخدامنا لأحدث التقنيات واتخاذنا لكافة الإجراءات الاحترازية. ولا نتيح الدخول إلى هذه البيانات لأي من شركات التسويق أو الاتصالات الهاتفية أو السلطات الحكومية، ولن نقوم أبداً بأي عمل يعارض مصلحة مستخدمينا أو يعرِّض خصوصيتهم للخطر.
كيف يعمل «تروكولر» على حماية الأرقام والمحافظة على خصوصية المعلومات؟ هل سبق للشركة أن انتهكت خصوصية المعلومات لأسباب تجاريَّة أو دعائيَّة؟
يولي «تروكولر» الخصوصية أهمية بالغة، ولا ينشر على الإطلاق أرقام المستخدمين علناً، ولا ينشر المعلومات الشخصية من دون موافقة المستخدم على مشاركة معلوماته على تطبيق «تروكولر». ومن المهم التنويه هنا إلى أن جميع الخصائص التي يوفرها «تروكولر» قد ضبطت افتراضياً على عدم التفعيل، ويمكن للمستخدمين التحكم بكيفية مشاركة معلومات الاتصال واتصال الآخرين بهم. وتعتمد جميع خطوات «تروكولر» على موافقة المستخدم، مما يضمن عدم نشر أي معلومة من دون موافقة المستخدم. ويمكن للمستخدمين أو شريحة الناس من غير المستخدمين ممن تراودهم مخاوف عديدة حول التطبيق التأكد دائماً من قدرتهم على الانسحاب وإزالة اسمهم من القائمة.
كيف تنظر للسوق اللبنانية؟ وما هي أكثر التطبيقات رواجاً بين المستخدمين ولماذا برأيك يحظى تطبيق «تروكولر» بهذا الحجم الكبير من المستخدمين في لبنان؟
تشهد المنطقة الكثير من الأحداث. ونحن على دراية بأن الشركات الناشئة تمثل توجهاً متنامياً في المنطقة، ونود أن نكون جزءاً من هذا التوجه. ونعتبر التعاون مع شركات الاتصالات وأصحاب المنظومات الرقمية أمراً في غاية الأهمية، إلا إننا نود الانخراط في علاقات مثمرة مع مطوري التطبيقات المحليين في المنطقة إضافة إلى مجتمع الشركات الناشئة. ونتطلع للمزيد من التعاون مع مطوري التطبيقات المحليين ومجتمع الشركات الناشئة. وسنقوم أيضاً بتوظيف مطوري أعمال في المنطقة، ونظراً لوجود قاعدة مستخدمين واسعة في لبنان، فمن المرجح أن نوظف أحد مطوري الأعمال في لبنان.
ولعلّ من أهم الأسباب التي يمكن أن يعزى اليها نمو «تروكولر» السريع في لبنان هو قدرتنا على حل معضلة شائكة تواجه مستخدمي الهواتف المحمولة من خلال حجب الرقم المجهول أو المزعج.

السابق
لماذا لم يجتمع الحريري ونصرالله؟
التالي
شبكة دعارة في البوار