الحريري عاد… وصيدا تنتظره

بهدوء رحبت مدينة صيدا بعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان. رُفت صور له على الطرقات وانتشرت اللافتات المؤيدة له ولنهج والده الشهيد رفيق الحريري. لكن أهالي صيدا الذين يعيشون جرح الاسير ينتظرون ليعرفوا ماذا يحمل لهم سعد الحريري؟

فوجئ أهالي مدينة صيدا بعودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لكن المفاجأة كانت عادية والوضع بقي طبيعياً، ولم يرافق نبأ العودة أي نشاط ملحوظ في المدينة سوى رفع يافطات الترحيب بعودته موقعة من تيار المستقبل وإطلاق ألعاب نارية من أمام مركز تيار المستقبل في المدينة. إلا أن عودته المترافقة مع هدوء الوضع في عرسال، بعث الطمأنينة في نفوس بعض الأهالي، الذين اعتبروا عودة الحريري أنها مقدمة لتسوية ما على صعيد السلطة.
ورأى ابن مدينة صيدا الشاعر محمد سرور في عودة الحريري “مؤشراً إلى ضبضبة الوضع اللبناني وخصوصاً على صعيد الطائفة السنّية التي تحاول ان تعود الى الدولة ومؤسساتها. وعلّق مازن نانوت وهو من فعاليات مدينة صيدا على العودة المفاجأة بأنها تأتي ضمن سلسلة مفاجآت شهدها الوضع اللبناني “ومنها انحسار القتال في عرسال وانسحاب القوى المسلحة منها، زيارة جنبلاط إلى بري، انتخاب مفتي جديد للجمهورية اللبنانية وكل هذه الخطوات تدفع قدماً إلى انتخاب رئيس للجمهورية واستكمال الخطوات الدستورية”.
وركّز المختار إبراهيم عنتر على إيجابية عودة سعد الحريري “لأنها تعكس مناخاً لحلحلة المشاكل بين زعماء الطوائف اللبنانية، وقد أتى بعد التوصل إلى تسوية في عرسال قضت بانسحاب المسلحين منها”.

ويستدرك عنتر كلامه ليضيف: “أعتقد أن وضع الطائفة السنّية صار في مكان آخر، وسياسة الحريري المعتدلة لا تنفع في مجال المحاصصة السياسية. والتعصّب الذي يطال مواقف زعماء الطوائف الأخرى قد أثّر على وضع أهل السنّة الذين باتوا يشعرون أنهم بحاجة إلى زعيم متعصّب مثل الآخرين، هذا ليس رأيي بل هو رأي الناس ورأي الشارع، وغداً إذا وافق الحريري على انتخاب عون رئيساً للجمهورية وصهره قائداً للجيش فإن معظم نواب الطائفة سيتخلون عن زعامة الحريري ويتجهون إلى ساحة أكثر تعصباً. كل ما أقوله هنا لا يبني وطناً، لأن المحاصصة بين الطوائف تبني دويلات وليس دولة. والغائب الأساس في لبنان هو الخطاب الوطني الذي يحافظ على الساحات المشتركة بين اللبنانيين.”
تنتظر صيدا الحريري. هي التي شهدت نشوء اول حالة تطرف سنية علنية في المدينة، أي حالة الشيخ أحمد الاسير، الذي عبّر في فترة من الفترات عمّا يفكر به أهالي المدينة، خصوصا لجهة اعتداءات حزب الله المتكررة. اليوم انتهى الاسير وعاد سعد الحريري .. فأين هي صيدا ومع من؟ ومتى يزورها الحريري؟

السابق
باريس ’تتبرّأ’ من تأخير التسليح: التوقيع قبل نهاية آب!
التالي
وئام وهاب: من منع الجيش باستكمال عملياته في عرسال؟