شائعات عبر الـ’واتسآب’.. فاحذروها

من هاتف الى آخر، ومن “حائط افتراضي” الى آخر، بدأ مستخدمو “واتساب” و”فايسبوك” و”تويتر” بتناقل بيان “خطير”. من الشمال مروراً ببيروت والبقاع حتى الجنوب، وصل الخبر، وفيه: “يوجد أطفال في الشوارع يحملون ورقة مكتوب فيها عنوان منزلهم ويدّعون أنهم ضائعون… اذا رأيت هؤلاء الأطفال فلا تأخذهم الى العنوان المدوّن لأن هناك عصابات قد ارسلتهم، فعناصر هذه العصابة ينتظرون في المنزل للقتل او لسرقة الأعضاء او للاغتصاب”.

انتشر التحذير بشكل كبير وهو منسوب لـ”مديرية الأمن العام” التي تدعو، وفق “البيان”، المواطنين الى التبليغ عن هؤلاء الأولاد. حال من الهلع والخوف والحذر سادت، السيدة دلال مبارك (52 عاماً) تلقت الرسالة عبر “واتساب” من جارتها. خُطفت أنفاسها لدى قراءة مضمونها وسارعت للاتصال بابنتها التي تعود في وقت متأخر من العمل محذرة إياها من “الوقوع في الفخ”! ومثل السيدة دلال كثير من الأفراد. يسأل أحدهم: “هيدا بلبنان؟”، الجواب في البيان نفسه، اذ يلاحَظ ان التحذير المنسوب لـ”مديرية الأمن العام”، مصحوب بشعار مغاير عن شعار المديرية العامة للأمن العام اللبناني.
وبعد الضجة التي أثارها الموضوع، كان لا بد من سؤال الجهات المختصة. مصادر أمنية مسؤولة نفت لـ”النهار” أن يكون مضمون البيان صحيحاً، قائلة: “لم يشهد لبنان اي ظاهرة شبيهة”، واضعة اياه في اطار الشائعات المغرضة التي تهدف الى زعزعة الهدوء في المجتمع. وتعزو سبب انتشار هذه الأخبار الى ما تصفه بـ “عدم مسؤولية المواطنين في عملية مراجعة المعنيين والاستفسار من الجهات المعنية”.
ورجحَت أن يكون البيان، إما صادراً عن مديرية الأمن العام في إحدى الدول العربية، إما مزوّراً بهدف خلق حالة من التوتر والخوف بين المواطنين.
إذاً البيان عارٍ عن الصحة، مثل الكثير من الأخبار التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي و”واتساب”، الا أن ذلك لا يمنع ضرورة ان يأخذ المواطنون الحيطة والحذر.

وفي بحث عن مصدر البيان المزوّر، يتبيّن انتشاره منذ أشهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما يُطالعنا خبرٌ في صحيفة “الشروق” السودانية بعنوان “الشرطة السودانية تتبرأ من تحذير أمني على “واتساب”، فالبيان عينه أحدث ضجة في السودان دفعت السلطات الى توضيح عدم صلتها به.
في المحصلة، وفي حال انتشار أخبار مماثلة تثير شكوكاً، بامكان المواطنين الاستفسار من المديرية العامة للأمن العام عبر الاتصال على الرقم 1717، أو التواصل مع المديرية العامة لقوى أمن الداخلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” وتويتر”. فاحذروا الأفخاخ!

السابق
مخابرات الجيش تكشف على حقيقة مشتبه بها على الكوكودي
التالي
بو صعب: لا يحق منع الأساتذة من التصحيح