رعد: لقراءة ما حصل في عرسال بإمعان ودقة

رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أننا “أصبحنا اليوم في وطن يلهث فيه البعض وراء الفتنة لإيقاد نارها بين الناس ولزرع الإنقسام والإحتقان والكراهية ولتقسيم البلاد وتشتيت الهموم والإهتمامات كل ذلك خدمة لمشاريع لا تمت إلى مصلحة الوطن بصلة”، مشيرا إلى أن “نار الفتنة التي توقد تارة في العاصمة والشمال وطورا في البقاع هي مراهنة من الذين يوقدوها على أن أسيادهم يستطيعون أن يمسكوا بأيديهم مصير العباد والبلاد عبر وحوش تربت وروضت في زنازين حكام المنطقة وأرسلت من أجل أن تأدب شعوبنا وأن تشيع الفوضى والإضطراب”.

كلام رعد جاء في خلال مراسم تكريمية اقامها حزب الله والمقاومة الإسلامية للشهيد إبراهيم محمود الحاج “أبو محمد سلمان” في بلدة عيتا الشعب، حضرها الى رعد أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة النواب حسن فضل الله، علي فياض، نواف الموسوي، نوار الساحلي، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين إلى جانب قيادات وكوادر من المقاومة الإسلامية وحشد من علماء الدين وعوائل الشهداء وفعاليات إجتماعية وثقافية وبلدية واختيارية وشخصيات وحشد غفير من الأهالي.

ولفت إلى أنه “في ما يخص ما حصل في بلدة عرسال يجب معرفة مصير أبنائنا من الضباط والجنود المخطوفين والمفقودين” واضعا هذه الأسئلة “برسم السياسيين المعنيين”، مشددا على “ضرورة قراءة ما حصل في عرسال بإمعان ودقة للاستفادة منه لأن شبح الفتنة لم تقفل الأبواب دونه بعد”، مؤكدا أن “المقاومين ثابتون في نهجهم ووطنهم وبين أهلهم لأنهم أصحاب منهج واضح وهدف ثابت وطريقة واضحة في المقاومة والسياسة والشأن الداخلي وفي المواجهة مع الأعداء”، لافتا إلى أنه “على الآخرين أن يستفيدوا من خيباتهم ويعيدوا النظر في ما التزموه من أساليب ومناهج لا تفضي إلا إلى زرع الانقسام في صفوف الشعب اللبناني”.

واعتبر أن “الفتنة لا تخمد إلا بقرار ينطلق من رؤية واضحة وجادة وصريحة لا تخفي طامعا ولا تغطي لهثا وراء سلطة موهومة لم تعد محل اعتبار لدى شعبنا في هذا البلد”.
وتحدث عن الشهيد، فقال: “إن هذا البطل الشهيد الذي تعكس صورته ووقاره وحنانه ووجهه ضوء القمر في هذا المحور والذي تطاول قامته وهامته السحب قد أعد للعدو ما يلزم من عدة وعديد وواجه ورابط وثابر وصمد وقاوم وقاتل وبادر ولم يقصر وكان مقداما وشجاعا وجسورا ومضحيا وفي الوقت نفسه كان حنونا ومحبا لإخوانه وعاشقا لخط الحسين الذي استرخص فيه دمه وروحه، وقد كان الشهيد يرى ما لا يراه الناس لأنه عرف خريطة طريقه فاتضحت رؤيته واطمأن إلى قيادته فوثق بها ولزم خط الجهاد والمقاومة والشهادة وعرف أن خيار المقاومة هو خيار صنع القوة والوحدة والشأن والمهابة للناس والوطن فالتزم الجهاد ولم يفتر ولم يهدأ ومارس سياحة الجهاد وانتقل من موطن إلى موطن ومن محور الى محور وكان يستأنس بصحبة المجاهدين أمثاله فكان من السابقين الذي صنعوا لهذه المقاومة تاريخها الجديد وسطروا لهذا الوطن صفحة مضيئة بالعز والفخار والنصر والمجد والقوة”.

أضاف: “إننا نستحضر الشهيد وهو بات معلما من معالم الصمود ورمزا من رموز المقاومة في عيتا الشعب حيث كان احتفال الإنتصار لأن شهداءنا لا قبور لهم بل إن قبورهم في قلوب محبيهم وأهلهم والناس الذين يشعرون بالوفاء إزاء هؤلاء الشهداء العظماء الذين لم يبخلوا بكل وجودهم فاستحقوا من أهلهم أن يخلدوهم على مدى التاريخ”.

وبعد ذلك جرت مراسم تقليد والد الشهيد لسيف الانتصار حيث قدمه له رعد، وبعدها قدم البندقية الحربية لابن الشهيد. الاحتفال قدمه عماد عواضة وألقى فيه الشاعر السيد حسين هاشم قصيدة أرخ فيها لزمن الشهيد. ثم ألقى إمام البلدة العلامة الشيخ حسين سرور كلمة أكد فيها أن “عيتا الشعب باسمها وباسم علمائها وفعالياتها ومؤسساتها تفتخر بالشهيد وتعزي أهله وأصدقاءه ورفاق دربه به عزاء العاطفة والمحبة”، مهنئا “جميع أهل المقاومة بالدماء الطاهرة التي ذرفت دفاعا عن لبنان واللبنانيين”.

وتم خلال الاحتفال عرض فيلم من إنتاج الإعلام الحربي يروي مسيرة الشهيد من بدايات التحاقه بالعمل العسكري وصولا إلى استشهاده وتشييعه انتهى بشعار “سنتابع الطريق”.

وألقى بعدها نجل الشهيد كلمة رثى فيها والده، مؤكدا أنه “وجميع المجاهدين سيتابعون الطريق على نهج الشهيد الذي خطه بدمائه الطاهرة”.

السابق
الى رحاب ضاهر: أليس لحظة الغضب تفضح ما في القلوب!؟
التالي
أي تطرف يدعم الحريري؟