وليد جنبلاط… فليعتذر السيّد حسن عن 7 أيّار

أطالب وليد جنبلاط بالعمل على تضميد جرح السابع من أيار بطريقة مشرّفة تُرضي أهل الجبل من مشايخ وأهالي ومجتمع مدني وأن يكون هذا البند الأول في إجتماعه مع سماحة السيّد حسن نصر الله وأطالب أيضاً الرئيس سعد الحريري بنفس الأمر قبل الدخول بحكومة المصلحة الوطنية. كرامة الجبل وبيروت وأهلهما قبل السياسة، هي الحقيقة التاريخية التي يجب المحافظة عليها كي يبقى لبنان.

أطالب وليد جنبلاط بالعمل على تضميد جرح السابع من أيار بطريقة مشرّفة تُرضي أهل الجبل من مشايخ وأهالي ومجتمع مدني وأن يكون هذا البند الأول في إجتماعه مع سماحة السيّد حسن نصر الله وأطالب أيضاً الرئيس سعد الحريري بنفس الأمر قبل الدخول بحكومة المصلحة الوطنية. كرامة الجبل وبيروت وأهلهما قبل السياسة، هي الحقيقة التاريخية التي يجب المحافظة عليها كي يبقى لبنان.

 
رحم الله المعلم الشهيد كمال جنبلاط ورجالات لبنان من قماشتهِ الذين دخلوا السياسة وخرجوا منها شهداء ولم يتنازلوا عن المبدأ. إن التعريف المبسَّط للسياسة هو” فن قيادة الناس نحو الأفضل ” ولكنها أيضاً فن الممكن ، المبدأ الذي إن أُتّبِعَ يحتّم أن يرتبط دوماً بالحد الأدنى من المبادىء الأخلاقية والإنسانية التي تمنع الإنزلاق الى منحدرات ووديان سحيقة تؤدي الى خلق شروخات تاريخية عامودية في المجتمعات.
من المعروف أيضاً في السياسة، أنهُ لا حليف دائم او خصم دائم وإنما اللعبة تقتضي دوماً إعادة تقييم المراحل وخلط الأوراق وحياكة التحالفات وتجديدها وتغييرها بما تقتضي المصلحة العامة ، وطنية كانت أم حزبية ، أي مصلحة المناصرين الذين يقودهم السياسي والذي من واجبه المقدّس المحافظة عليهم وعلى وجودهم ومصالحهم الآنية والمستقبلية مهما تغيّرت وتبدّلت الظروف الداخلية والإقليمية والدولية. في حقيقة الأمر، إن هذا ما يحاول أن يفعلهُ جاهداً وليد جنبلاط ، كما البعض من السياسيين اللبنانيين “الحرّيفين”، تجاه الشريحة التي يمثّل رغم بعض الهفوات والأخطاء التي يبادر دوماً بجرأةٍ لافتة الى الإعتراف بها والإعتذار عنها. يشهد للرجل جرأته الأدبية المميزة في النقد الذاتي والإعتراف بالخطأ والإعتذار عنه كما يُشهد له حكمتهُ في تدوير الزوايا وكسر الحواجز النفسية مع الخصوم والإنفتاح عليهم. وليد جنبلاط يدورُ لأن الدنيا دوارة ولكن إستداراته تكون حادة الزوايا كمواقفه ، فالرجل هاوي سرعة وخصوصا على المنعطفات وهذا يفسّر ربما ولعهُ بركوب الدراجات النارية ” هارلي دافتسون ” الممتعة. قالها وليد جنبلاط منذ بضعة أيام إن المسيحيين والدروز في طريقهم الى الإنقراض في هذا الشرق، وذلك قبل أن يجتمع مع السيّد حسن نصر الله وهنا بيت القصيد. في السياسة، السابع من أيار حدث أمني موصوف تم ترجمته بإتفاق الدوحة وإنتخاب الرئيس ميشال سليمان رئيساً. في وجدان الناس، وخصوصا أهل الجبل وأنا واحدٌ منهم ، السابع من أيار هو سقطة إن لم نقل وصمة عار وإنقلاب على مبدأ العيش المشترك بين اللبنانيين الضارب في التاريخ منذ مئات السنين. بغض النظر، إن كان وليد جنبلاط قد أخطأ أم لا في هجومه على سلاح المقاومة في تلك المرحلة الدقيقة ، فقد كانت ردة حزب الله في لجوئه الى السلاح غير موفقة أبداً بل خطأ تاريخي بإعتقادي ورأيي المتواضع يجب على السيد حسن نصر الله المشهود له بجرأته العمل على تصحيحه. أقول هذا الكلام من باب الحرص على الوطن وعلى الوحدة وإعادة اللحمة بين اللبنانيين لمواجهة الأخطار الإرهابية القادمة. الإنسان عبارة عن كرامة وكما يقول الزعيم والبطل القومي أنطون سعادة “الحياة وقفة عزّ” ومن واجب السياسيين اللبنانيين من النائب وليد جنبلاط الى الرئيس بري والرئيس سعد الحريري والسيد نصر الله وغيرهم صون الوحدة الداخلية بالصراحة والإنفتاح وتنظيم الخلاف ولكن على قاعدة أخلاقية صحيحة. حين لجأ أدهم خنجر الى دارة سلطان باشا الأطرش في جبل العرب ، لم تستطع الدولة الفرنسية إلقاء القبض عليه، وخاض سلطان باشا حرباً في سبيل ذلك.
بناءً لما تقدّم، وفي ظل المستجدات العاصفة بالوطن العربي وإجتياح الإرهاب لحدود الدول وقوافل الشهداء التي بدأ يقدمها الجيش اللبناني الباسل في مواجهة التطرُّف والإرهاب والهمجية ، نحن بحاجة للوحدة والتضامن واللقاء على أساس صلب ونقيّ ومبدأي وليس على أساس مصالح آنية سياسية إنتخابية حتّمتها فقط الأحداث الأمنية المستجدة. فلنعمل معاً لصون الدولة والعودة الى كنفها ونقف جميعاً خلف الجيش اللبناني دون مكابرة من أحد. أنا إبن الجبل ، وأشعر بما يختلجُ صدور أهلي في الجبل وأهل بيروت الأبية. أهل الجبل وبيروت يعتبرون 7 أيار جرحاً أليماً وليس يوماً مجيداً.
إني أطالب وليد جنبلاط بالعمل على تضميد هذا الجرح بطريقة مشرّفة تُرضي أهل الجبل من مشايخ وأهالي ومجتمع مدني وأن يكون هذا البند الأول في إجتماعه مع سماحة السيّد حسن نصر الله وأطالب أيضاً الرئيس سعد الحريري بنفس الأمر قبل الدخول بحكومة المصلحة الوطنية. كرامة الجبل وبيروت وأهلهما قبل السياسة، هي الحقيقة التاريخية التي يجب المحافظة عليها كي يبقى لبنان.
فليُختم هذا الجرح بالإعتذار من اللبنانيين عن 7 أيار وليس بإعتباره يوماً مشرّفاً قبل مطالبة كافة أطياف الشعب اللبناني بالوحدة وبالتحالف في مواجهة الداعشية والإرهاب …
هذه رسالتي الى الزعيم وليد جنبلاط والعقلاء في هذا الوطن …بكل موضوعية وجرأة وصدق.

السابق
مجدلاني: حان الوقت لنستدرك الخطأ ونطبق القرار 1701 على الحدود اللبنانية السورية
التالي
نهاد المشنوق: يجب خروج المسلحين السوريين من عرسال وإيجاد إجماع سياسي