الوزير الكتائبي سجعان قزي: الداعشي المسيحي

نتساءل هنا عن كلام وزير العمل سجعان قزي إن كان يواجه بكلامه هذا مشروع "داعش" أم يلاقيه في منتصف الطريق؟ أم أن تهجير المسيحيين من الموصل وسوريا وغيرها يرتّب علينا الاتجاه نحو التطرف الديني، أم أن الإحساس بالضيق والخطر يجعل كل طائفة تنحدر نحو الفكر الداعشي، الذي ينبذ المختلفين معه في العقيدة الدينية، فإلى أين يريد جرَّنا الوزير الكتائبي سجعان قزّي؟ وأيَّ شياطين يحاول إيقاظها؟ وهل يواجه بكلامه هذا مشروع “داعش” أم يلاقيه في منتصف الطريق؟ وهل تكفي بعد كلامه هذا دعوته إلى الشراكة مع المسلمين؟

لم يكن ينقص المشهد السياسي والانقسام الطائفي والمذهبي الحادّ الذي يعيشه لبنان والمنطقة الا كلام وزير العمل الكتائبي في الحكومة سجعان قزي.
قزي قال بصوت عالٍ إنّ عذابات المسيحيين بدأت مع انطلاقة الاسلام. إذ قال قزي في مهرجان خطابي بعنوان “لسنا اقليات نحن في الشهادة للبنان أكثريات” ما حرفيته: “جربنا كل أشكال الحياة المشتركة، الدولة الواحدة، المنطقة الواحدة، القرية الواحدة، فماذا جنينا من كل هذه التجارب منذ ألف وأربعمائة سنة؛ جلجلتنا بدأت العام 632 ولا نزال حتى اليوم، وما لم يأخذوه في زمن الفتوحات، يريدون أخذه في زمن الثورات، ولن ندعهم يأخذوا، الا الشرف والكرامة والعز في سبيل الوجود المسيحي الحر”.

ونذكر أن العام 632م (11 هجرية) هو العام الذي توفى فيه النبي محمد (ص) واستلم أبو بكر الصديق الخلافة، وبدأ العمل لإقامة دولة إسلامية.
يقول الباحث التاريخي محمد عقل: “عندما توفي النبي محمد(ص) واستلم أبو بكر الصديق الخلافة، بدأت الفتوحات الإسلامية، وكان من ضمن البلدان التي احتلوها وسيطر عليها الإسلام وقتذاك بلدان مسيحية، ويأتي كلام الوزير قزّي ليقول إن هذا التاريخ هو شؤم على المسيحيين، وهذا التاريخ هو عسكري ودموي، ومنذ هذا التاريخ أصبح لدينا مشكلة مع المسلمين. ربما يريد الوزير قزّي تمييز نفسه وكالعادة في حزب الكتائب عن الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون، ولكن هذه المرّة لم تمش معه ووقع في الفخ”.
وقال عقل: “هذا كلام انعزالي بوقت صعود متسارع للحركة الداعشيّة ويلغي بشكل غير مباشر التفاهمات والاحترام المتبادل والعمل المشترك بين المسيحيين والمسلمين، ما يعني أن الوزير سجعان قزي ينحو منحى المتطرف المسيحي بوجه الصوت الإسلامي المتطرف وإذا صحّ الأمر فيمكننا أن نسمي الوزير قزّي داعشي مسيحي”.
نتساءل هنا عن كلام وزير العمل سجعان قزي إن كان يواجه بكلامه هذا مشروع “داعش” أم يلاقيه في منتصف الطريق؟ أم أن تهجير المسيحيين من الموصل وسوريا وغيرها يرتّب علينا الاتجاه نحو التطرف الديني، أم أن الإحساس بالضيق والخطر يجعل كل طائفة تنحدر نحو الفكر الداعشي، الذي ينبذ المختلفين معه في العقيدة الدينية، فإلى أين يريد جرَّنا سجعان قزّي؟ وأيَّ شياطين يحاول إيقاظها؟ وهل يواجه بكلامه هذا مشروع “داعش” أم يلاقيه في منتصف الطريق؟ وهل تكفي بعد كلامه هذا دعوته إلى الشراكة مع المسلمين؟

السابق
تقرير مخابراتي مفصل عن حياة حسن نصر الله وأمنه
التالي
نازك الحريري بمناسبة العيد تحيي شعب فلسطين