مجزرة مدرسة «الأونروا» ترفع قتلى غزة إلى 750

في اليوم الـ17 للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، قصفت الدبابات الاسرائيلية مدرسة تابعة لوكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم “الاونروا” في بيت حانون بشمال القطاع فقتلت 15 شخصاً وجرحت 70 بينهم موظفون في الوكالة. واعربت واشنطن عن حزنها للحادث ورأت انه أمر يؤكد الحاجة الى التوصل الى وقف للنار في اسرع وقت. ولكن لم تصدر أي اشارة حتى وقت متقدم امس الى قرب التوصل الى وقف للنار.

وافادت وزارة الصحة في غزة إنه مع الضحايا التي سقطت في المدرسة يرتفع الى 750 عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء عملية “الجرف الصامد” في 8 تموز الجاري.
وبثت الإذاعة الإسرائيلية من غير أن تذكر مصدراً أن معظم من قتلوا في المدرسة أطفال.
وقال الجيش الاسرائيلي انه ينظر في الحادث الذي ألقى تبعته على صواريخ حركة المقاومة الاسلامية “حماس” من غير ان يقدم اي دليل على ذلك.
وصرح الناطق باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة بأنه الى القتلى الـ 15، أصيب 200 آخرون في الهجوم. وقال مدير مستشفى محلي إن مراكز طبية عدة في بيت حانون تستقبل المصابين. وروى مراسل لـ”رويترز” في المدرسة أن الدماء غطت الأرض وتناثرت على طاولات الدراسة في فناء المدرسة قرب مكان سقوط قذيفة على ما يبدو.
وأصدر الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون بياناً في نيويورك جاء فيه: “سقط عدد كبير من القتلى، بينهم نساء واطفال وموظفون من الامم المتحدة”. واعرب عن “استيائه” من هذا الهجوم “الذي لم تتضح ظروفه بعد”.
وعلقت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي: “هذا يؤكد الحاجة إلى إنهاء العنف وإنجاز وقف مستمر للنار وحل دائم للأزمة في غزة في أسرع ما يمكن… ندعو من جديد كل الأطراف لمضاعفة جهودها لحماية المدنيين”.
وقال فلسطينيون إن سكان قريتي خزاعة وعبسان الجنوبيتين حوصروا بسبب قصف الدبابات طوال أيام وإن المسعفين غير قادرين على إجلاء المصابين. وأطلقت “حماس” صواريخ على تل ابيب وقالت إن مسلحيها نصبوا مكمناً فتاكا لجنود اسرائيليين في شمال غزة.
ونالت إسرائيل تخفيفا جزئيا للضغوط الاقتصادية التي نتجت من حربها على غزة بعدما رفعت الولايات المتحدة حظرا على الرحلات الجوية التجارية الى تل أبيب. لكن شركتي “لوفتهانزا” و”آير برلين” الألمانيتين اعلنتا ان وقف الرحلات سيستمر حتى اليوم.
وبتشجيع من واشنطن، تسعى مصر الى التوسط من أجل التوصل الى وقف محدود للنار لأغراض انسانية. وتشارك تركيا وقطر حليفة “حماس” أيضا في المساعي الديبلوماسية.
وقال مسؤول في القاهرة الأربعاء إن الهدنة قد تسري مطلع الأسبوع تزامنا مع عيد الفطر الذي قد يحل الاثنين أو الثلثاء. لكن مسؤولا أميركيا قال ان من المستبعد التوصل الى أي هدنة بحلول مطلع الأسبوع.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: “نحن نواصل العملية بكامل قوتنا، والجيش الإسرائيلي يحقق مكاسب كبيرة في قطاع غزة”. كما أعلن عن تحقيق مكاسب ديبلوماسية لإسرائيل تتمثل في نجاحه في إقناع السلطات الأميركية بمعاودة الرحلات الجوية من مطار بن غوريون الإسرائيلي واليه، على رغم القلق الأميركي من التهديدات الصاروخية المستمرة من غزة.
وأفاد عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية جلعاد اردان أن الجيش يحتاج الى ما بين أسبوع وأسبوعين ليكمل مهمة هدم الانفاق التي تستغلها “حماس” لشن هجمات عبر الحدود. وقال للاذاعة الاسرائيلية: “إذا كان الحديث عن هدنة انسانية لغرض – لا أحب قول هذا – إزالة الجثث فان كل شيء له صلة بالمدنيين على المدى القصير قد يكون موضع نظر… لكنني سأعارض أي وقف للنار الى أن يتضح أن الانفاق ستدمر وما الذي سيحصل في الفترة التي تعقب وقف النار، وكيف سنضمن الحفاظ على الهدوء من أجل سكان اسرائيل على الأجل الطويل”.
وواصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي عاد ليل الاربعاء من اسرائيل الى مصر، اتصالاته سعياً الى وقف للنار. واجرى لهذه الغاية اتصالاً هاتفيا مع نظيريه في قطر وتركيا اللتين تدعمان “حماس”.
وقال مسؤول اميركي ان وزير الخارجية الاميركي يأمل في ان تستخدم تركيا وقطر نفوذهما لدى “حماس” من اجل تشجيعها على قبول خطة لوقف النار وقت ترفض الحركة حتى الآن الهدنة ما لم تكن مصحوبة بضمانات لرفع الحصار عن قطاع غزة.

مواجهات في الضفة الغربية
ليلاً اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات اسرائيلية في بيت لحم ورام الله والخليل في الضفة الغربية أسفرت عن مقتل فلسطينيين وجرح أكثر من 110 آخرين.

السابق
هل ’داعش’ غريبة عنا؟
التالي
فرنسا اكدت العثور على حطام الطائرة الجزائرية