اردوغان بمؤتمر علماء العالم الاسلامي: القاتل ليس فقط إسرائيل

اردوغان

اختتم في اسطنبول “مؤتمر مبادرة علماء العالم الاسلامي لتبني السلم والاعتدال”، والذي انعقد بدعوة من رئاسة الشؤون الدينية التركية في اسطنبول، بحضور مئة وعشرين عالم دين ومفكر اسلامي وعدد من وزراء الأوقاف من الدول العربية والاسلامية وشارك وفد ايراني كبير برئاسة اية الله الشيخ محمد علي التسخيري ورئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي وعدد من علماء العراق وسوريا واليمن والسعودية والجزائر وتونس وروسيا والهند ودول افريقية واوروبية كما حضر السيد جعفر فضل الله من لبنان والامين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي قرة داغي وأمين عام مؤسّسة الامام الحكيم السيد علي الحكيم وغاب ممثلو المؤسسات الدينية الرسمية في مصر.

وانتهى المؤتمر إلى تشكيل لجنة من سبعة اعضاء اساسيّين وثلاثة بدلاء تتولى الاتصال بكل القيادات المعنيّة في الدول التي تشهد ازمات سياسية من اجل التوصل إلى حلول لهذه الازمات وخصوصاً في سوريا والعراق واليمن، كما اصدر المؤتمر وثيقة شاملة تدعو إلى نبذ العنف والتطرف واعادة النظر بالمؤسسات والمدارس الدينية ولحماية غير المسلمين في الدول العربية ورفض الاساءة للمسيحيين.

كما أعلن المشتركون دعم الشعب الفلسطيني وإدانة العدوان على غزة والعمل لحماية المسجد الاقصى وتقديم كل اشكال الدعم للفلسطينيين. كما وُجهت الدعوات للعلماء لاجراء نقد ذاتي والبحث عن اسباب التطرف ومن اجل رفض الظلم والارهاب.

وفي كلمته بالمؤتمر، حذّر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مما يجري في العالم الاسلامي من مجازر وقتل حيث يقتل المسلم اخاه. وقال: “ان رسول الله قال ان المسلم اخو المسلم اون المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”.

وإذ رأى أنّ “الانسان الذي يزنر نفسه بالمتفجرات ليفجر مسجداً أو مرقداً هو أمر غير مفهوم”، لفت أردوغان إلى أنّ “مفهوم الجهاد يجب أن يُفهم كما هو”، منتقدًا بشدّة “من يحمل القنابل ويدخل مرقداً أو مسجداً ويقتل المسلمين الابرياء”. وأضاف: “أنظروا إلى الشرق الاوسط حيث يسقط عشرات الالوف من القتلى وليس لنا أي عذر للسكوت عما يجري”.

وتابع: “أريد أن اجعل مثل هذا الاجتماع نقدا للذات، فهذا المؤتمر يجب ان ينقد نفسه، القاتل ليس إسرائيل اقول إن اكثر من مئتي الف سوري قُتل، لبنان يعاني من موضوع اللاجئين والاردن ونحن في تركيا وللأسف حصلت مشاكل مع اللاجئين السوريين وهذا غير مقبول، إنّ اسرائيل تستهدف غزة بالقنابل وأكثر من ٢٢٠ بريئا سقطوا في غزة وما يزيد على ألفي جريح”.

ولفت إلى أنّ “الامم المتحدة تتفرج على ما يجري وبسبب حق الفيتو لا يخرج أي قرار من مجلس الامن بحق سوريا أو فلسطين أيضًا”.

وأضاف: “نلقي الاتهامات على الغرب ولكن العالم الاسلامي يصمت، فاجتماع جدة للمؤتمر الاسلامي لم يحضره من العالم الاسلامي سوى عدد قليل من المسؤولين وهناك ضمير لا يتحرك ونقول لماذا يصمت الغرب دعونا فلننظر إلى انفسنا وإلى العالم الاسلامي العالم الاسلامي لا يتحرك بشأن فلسطين فلو كان صراعاً سنياً شيعياً تحركوا”.

وقال: “هناك دول عربية واسلامية سعيدة لما يجري في فلسطين، إن العالم الاسلامي لو تحرك بشأن فلسطين لما جرى ما جرى في افغانستان ثم العراق”.

ووجه الانتقادات للرئيس السوري بشار الأسد وللذين يناصرونه، ودعا العلماء إلى الابتعاد عن السياسيين وأن يجتهدوا امام السلطان ليقل العالم كلمة الحق، وختم بالقول: “إنني رأيت الاسد الظالم وإلى جانبه علماء دين فهل هذه هي الرسالة التي يريدون ارسالها”.

وكان المؤتمر قد افتُتح بكلمة رئيس مؤسسة الشؤون الدينية التركية الدكتور محمد كورماز الذي أوضح أنّ المبادرة ستُقدّم إلى جميع الاعلاميين والعلماء وأسف لما يحصل في العالم الاسلامي. وأضاف: “إنّ منطقتنا وما تعيش فيه من فوضى يفرض علينا ان نعمل لايقاف هذا العنف، وإذا لم نستطع وقف نزيف الدماء لن نستطيع حماية غزة واطفالها”.

وتابع: “إن تخريب الاماكن المقدسة وتدمير المساجد من قبل بعض المسلمين وكل هذا القتل يجعل الاسلام مصدر الـ”فوبيا”. وتابع: “إن تقييم ما يحصل ووضعه في اطار مذهبي فهذا كارثة، الكل يتهم المذهب الاخر، ان جعل كل مشكلاتنا سببه الصهيونية والتدخل الخارجي ليس صحيحاً”.

وإذ رأى أنّ على العلماء المسلمين الدعوة إلى الاعتدال وأنّه لا يمكنهم ان يكونوا خدمة للاسلام وهم على علاقة بنظم الاستبداد، دعا كورماز إلى تشيكل لجنة من العلماء لتذهب إلى مناطق النزاع قائلاً: “إنّ دماء الشهداء في عمائمنا ولباسنا وهذه مسؤولية تاريخية يجب ان نتحمل مسؤوليتها”.

من ناحيته، سأل آية الله الشيخ محمد علي تسخيري: “هل نحن امة تتمتع بالخصائص التي اراد الله ان تتمتع بها؟ فأينما نتوجه نرى التكفير والقتل والتفجير وإن علينا العودة للاعتدال واعادة تقييم اوضاعنا لمواجهة التمزيق والتدمير والتفرقة”.

أما الشيخ اسامة الرفاعي من سوريا القى خطابا قاسياً ضد ايران و”حزب الله”، محملاً إياهما سبب ما يجري في سوريا من قتل، معتبراً أنّ أهل السُنة لا يستطيعون الصبر.

رئيس “حركة النهضة” في تونس الشيخ راشد الغنوشي، اعتبر أنّ “الدين الاسلامي هو دين المحبة، لكن تحوّلت صورته إلى تكفير وارهاب ومعاداة لكل جميل من ديمقراطية ومساواة”.

ودعا العلماء إلى أن “يصحّحوا الالتباس الحاصل بين الارهاب والجهاد والمفاهيم الخاطئة عن الجهاد وتصحيح مفهوم الاخوة في الاسلام وتنزيه الاسلام من التطرف”، وقال: “هناك اسباب للارهاب هو ظلم الحكام… ينبغي ان نقف ضد الظالم مهما كان مذهبه ونقف مع الحرية اياً كان الحامل لواء الحرية”.

واشاد الغنّوشي بالمقاومة في غزة “لأنّها تعطينا درس الصمود، ووجه التحية لاهل فلسطين وغزة”.

مساعد رئيس الوزراء التركي امر الله اشلاف، اعتبر أنّه “يجب على العالم ان يأخذ موقفاً موحداً ضد الارهاب”، مؤكداً أنّ الديانات تسعى إلى سعادة الانسان. وقال: “هناك الكثير من التوترات اليوم ومعظم دولتي العراق وسوريا غرق في الفوضى الكاملة لذلك يجب أن نبقي ابواب التفاهم مفتوحة”.

كما أُلقيت في المؤتمر كلمات للرئيس التركي عبد الله غول ووزير الخارجية احمد داوود اوغلو وللعديد من العلماء ووزراء الاوقاف من الدول العربيّة والاسلاميّة واختتم بإعلان المبادرة العلمائية لدعم السلم والاعتدال.

 

السابق
اسطنبول: وثيقة لمواجهة التطرف الإسلامي
التالي
وضع اليد على مصرف يملكه لبنانيون في قبرص